الثورة – مريم إبراهيم:
“الابتكار في زمن الأزمات” عنوان المحاضرة العلمية التي نظمتها جامعة دمشق اليوم، في المدرج الكبير بكلية الهندسة المدنية قدمها المهندس مضر أبو ناصر المعيد في مجال إدارة الابتكار وريادة الأعمال والصحة العامة بجامعة العلوم التطبيقية في غوتنغن بألمانيا، بحضور طلاب من مختلف الكليات والاختصاصات في الجامعة.
قيمة مضافة
وبين المهندس أبو ناصر أن الابتكار هو تطبيق عملي بفكرة جديدة أو تطوير جوهري لفكرة قديمة بهدف خلق قيمة مضافة اجتماعية أو اقتصادية أو معرفية، بينما الاختراع هو تطوير منتج أو عملية لم تكن موجودة من قبل ناتجة عن نشاط إبداعي وغالباً ما تكون قابلة للحماية ببراءة اختراع، وهناك نوعين من الابتكار، الابتكار الجذري الذي يحدث تحولاً عميقاً في طريقة التفكير أو التنفيذ ويغير من قواعد اللعبة في السوق أو المجتمع، ويتطلب استثمارات كبيرة ورؤية طويلة الأمد، وهذا غالباً ما يظهر في فترات التحولات التاريخية أو الأزمات وينتج نماذج جديدة كلياً من القيمة والاستخدام، أما الابتكار المفتوح فهو نموذج ابتكاري يعتمد على التعاون وتبادل المعرفة بين مؤسسات مختلفة بهدف تطوير حلول مشتركة وتقصير دورة الابتكار، وهذا يفتح المجال للأفكار الخارجية والداخلية على حد سواء ويشجع الشفافية وتبادل الخبرات، ويقلل ويشرع من الوصول إلى حلول مبتكرة.
خلق فرص
وأوضح المهندس أبو ناصر أهمية الابتكار في فترة الأزمات، لكونها تخلق فرصاً وتساهم في تسريع التحول الرقمي وتغيير نماذج العمل، حيث تبرز الحاجة إلى الاختراع في ظروف نقص الموارد كما أن الابتكار أداة للبقاء والتطور والمجتمعات التي لا تبتكر في الأزمات تتراجع وتنهار.
دور للشباب
وتحدث عن دور الشباب في قيادة التغيير من خلال استخدام الابتكار عبر فهم المشكلات من الداخل وتحليل الاحتياجات باستخدام أدوات التحليل لفهم نقاط الضعف والفرص في البيئة المحيطة، والانطلاق من الفكرة إلى التطبيق عبر بناء فرق شبابية متعددة التخصصات استناداً إلى أن التكامل المعرفي يعزز الحلول المبتكرة، وكذلك تطوير نموذج أولي باستخدام منهجيات علمية معروفة، إذ تبرز أهمية التعلم من التجربة عبر جمع التغذية الراجعة وتطوير الفكرة بشكل مستمر، والاستفادة من برامج الدعم مثل الحاضنات والمنح ومسرعات الأعمال والمنظمات الدولية.
قصص نجاح
وعرض المهندس أبو ناصر قصص نجاح ملهمة لمبتكرين متميزين من سوريا والخارج، فانتقال سوريا إلى مرحلة الإعمار يكون بابتكار حلول جديدة بعيداً عن الإدارة التقليدية، وبالاعتماد على الذات وخلق فرص عمل جديدة، والابتكار بحد ذاته فرصة لبناء اقتصاد جديد مختلف عن الماضي، وللتعلم والنمو الشخصي ويسهم في ربط السوريين ببعضهم داخل وخارج الوطن، كما أن إعمار سوريا يكون بأيدي الشباب السوري انطلاقاً من فكرة أو مشروع صغير، وريادة الأعمال والابتكار هما طريق السوريين نحو الكرامة والاستقرار والنهوض من جديد.