الثورة – فردوس دياب:
ضمن جهودها الإنسانية والطبية، تواصل منظمة عبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية حملتها “استعادة الأمل” في عدد من المحافظات السورية بمشاركة فرق طبية سورية وعربية وأجنبية، بهدف تقديم خدمات صحية مجانية وتوعوية في مجالات متعددة، مع التركيز على دعم المرضى نفسياً وصحياً وتعزيز ثقافة الوقاية والتعلّم المجتمعي، بما يعكس إيمان المنظمة بأن الأمل يبدأ بالعلاج والمعرفة معاً.

وفي هذا السياق زارت فرق طبية من المنظمة، اليوم مؤسسة التميز التنموية لكفالة اليتيم، والتي تضمّ عيادات متعددة الاختصاصات، حيث قام أطباء “عبر الأطلسي” وبمشاركة متطوعين من داخل سوريا وخارجها، بتقديم الخدمات والرعاية والفحص المجاني للمرضى. الدكتور علاء الشرابي، مدير الحملة الطبية في منظمة عبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية، أكد في حديث لصحيفة الثورة، أن حملة “استعادة الأمل” التي انطلقت في الأول من تشرين الثاني الجاري، تواصل نشاطها الميداني في عدد من المحافظات السورية، مقدّمةً خدمات مجانية في مجالات الطب العام، طب الأسنان، والصيدلة.
وأشار الشرابي إلى أن فرق الحملة زارت محافظات دمشق، حمص، حلب، إدلب، ودرعا، موضحاً أن اليوم الطبي المقام حالياً في مؤسسة التميز، يضمّ عيادات متعددة الاختصاصات بمشاركة أطباء ومتطوعين من داخل سوريا وخارجها، مبينا أن الحملة تشمل عيادات الباطنية، الأطفال، النسائية، العلاج الفيزيائي، والسكري الشامل، حيث تمّ إجراء الفحوص والتحاليل لأكثر من 120 مريضاً قبل انطلاق الحملة منوهاً إلى أن العيادة السنّيّة تقدم خدماتها مجاناً في ظلّ النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وخاصة أدوية الأطفال. وأضاف الشرابي أن المنظمة تهتم كذلك بالجانب الإنساني عبر تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال وورشات دعم نفسي بإشراف أخصائيين، بينهم طبيب نفسي من ألمانيا، لمساعدة المتضررين على تجاوز الأزمات النفسية والاجتماعية.
تدوير الأمل
من جهتها، أوضحت إلهام الدقر، مسؤولة الفريق الإنساني في منظمة عبر الأطلسي، أنه تمّ تقديم فعالية بعنوان “تدوير الأمل”، حيث تضمنت نشاطاً تفاعلياً بمشاركة أطفال من خلفيات وأعمار مختلفة، بهدف زرع مفهوم إعادة التدوير بطريقة تعليمية وإبداعية. وأشارت الدقر إلى أن الأطفال استخدموا مواد بسيطة مثل علب الكرتون والزجاجات البلاستيكية لصنع مجسمات فنية، بما يعزز الوعي البيئي والتفكير لديهم. وأضافت أن النشاط شمل منافسة إيجابية بين فرق الأطفال، حيث تولّوا بأنفسهم مسؤولية التخطيط والتنفيذ، فيما تولت لجنة تحكيم من الأطفال تقييم الأعمال وتبادل الملاحظات مبينة أن الهدف هو تنمية روح القيادة والعمل الجماعي، وتشجيع الطفل ليكون قائداً وصاحب قرار، بينما يقتصر دور المشرفين على الدعم والمساندة، بما يعزز الثقة بالنفس والإبداع في بيئة تعليمية وإنسانية

التوعية الصحية
أما الدكتورة إليزابيث تومورو، إحدى المؤسِّسات في منظمة عبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية والمتخصصة في رعاية القدم والقدم السكري، فقد أكدت أن زيارتها إلى سوريا كشفت عن حاجة ملحة للعناية الصحية والتوعية المجتمعية، بعد ملاحظتها ارتفاع نسب مرضى السكري غير المشخّصين بسبب غياب الأعراض. وشددت على أهمية الفحص المبكر والتعليم الصحي حول تأثير الغذاء والرياضة، والالتزام بالعلاج، إلى جانب العناية بالقدمين بارتداء الأحذية المريحة وتجفيف ما بين الأصابع لتجنب الالتهابات. وأوضحت أن المنظمة تنفذ أيضاً حملات توعية حول الاستخدام الآمن للمضادات الحيوية للحدّ من مقاومة البكتيريا، وتنشر ثقافة الاعتدال الغذائي وعدم الإفراط في تناول السكريات والخبز، كما أوصت بضرورة وجود فريق طبي متكامل يضم الطبيب والممرضة والمعالج الفيزيائي وأخصائي التغذية، معتبرة أن التثقيف الصحي منذ الطفولة هو الأساس للوقاية من مضاعفات السكري وتأثيراته على الكلى والعيون والأعصاب.
وختمت تومورو بالتأكيد على أن مشاركتها في أكثر من 25 حملة طبية خلال 13 عاماً كانت بدافع إنساني بحت، مشيرة إلى أن “الإنسانية لا تعرف ديناً ولا عرقاً، والتعليم الصحي هو الطريق الأضمن لحياة أفضل.” وتواصل منظمة العبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية رسم ملامح إنسانية مضيئة في واقع صحي صعب مجسدة رسالة مفادها أن الطب والتعليم وجهان لعطاء واحد، وأن إعادة الأمل ليست شعاراً بل ممارسة يومية تتجدد في كل لقاء مع مريض أو طفل يستعيد ابتسامته.