الثورة أون لاين – رولا عيسى :
نحلات سورية ومشروع خلايا النحل هما نقطة تحول لافتة في حياة وعمل عدد من السيدات السوريات اللواتي وصل عددهن حتى اليوم إلى 42 نحلة نثرت رحيقها من خلال أعمال إبداعية لحرفة تراثية سورية قديمة وهي إعادة تدوير الأقمشة المنزلية العتيقة واستخدامها بلوحات وأعمال من نتاج تلك السيدات حيث استفدن من خلال ذلك بتأمين مصدر للدخل.
وهن يتطلعن اليوم بعين التفاؤل إلى القانون رقم 8 الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد بغرض إنشاء مصارف التمويل الأصغر لتقديم القروض الميسرة لمحدودي ومعدومي الدخل.
* من مراكز الإيواء
الدكتورة سحر البصير مديرة مشروع خلايا النحل حدثتنا عن بدايات المشروع وماوصل إليه حيث قالت : إن بدايات العمل انطلقت من مراكز الإيواء عام 2012 بغرض دعم السيدات المقيمات بتلك المراكز لإيجاد فرص عمل يستطعن من خلالها تأمين مصدر مقبول للدخل ، وكانت البداية من تدريبهن أو الطلب منهن لصنع دمى خشبية تحاكي الدمى القديمة البسيطة التي كانت الجدات السوريات ينتجهن بأدوات بسيطة جداً مصنوعة من أقمشة بالية وعيدان خشبية ، ولاقت تلك الأعمال استحسان الناس عندما تمت مساعدة من صنعن تلك الدمى في تصريف منتجاتهن بأسعار مقبولة .
* البدء بتسويق المنتجات
وتضيف البصير أن الفكرة تطورت نحو إقامة معارض لأعمال السيدات بالتعاون مع وزارة الثقافة التي فتحت مراكزها لإقامة معارض لأعمالهن وهن بدورهن أضفن مهاراتهن الشخصية والفنية على مختلف أعمالهن لتلقى المعارض المقامة من خلال مشروع خلايا النحل استجابة جيدة من الزوار ، وشراء لمقتنياتهن واستمرت عملية التدريب في مراكز الايواء وكذلك ضمن المراكز الثقافية السورية إلى أن تطور العمل وأصبحت كل سيدة مشاركة في مشروع خلايا النحل هي نحلة تصنع أعمالها بمواصفة معينة لكن بطريقتها .
ولفتت البصير إلى إحدى المحطات المهمة في عمل نحلات سورية المتخرجات عندما تمت المشاركة في مهرجان أيام التراث في خان أسعد باشا وفي وقتها اعتبرت نقطة تحول سواء في عملية التدريب أو طريقة التسوق ، ووضع المواصفة للمنتجات التي تصنعها السيدات بحيث تكون طريقة صناعة القطعة القماشية هي جسر العبور لتكون السيدة المتدربة إحدى نحلات سورية .
* شهادة إثبات مهنة
البصير تحدثت أيضاً عن مرحلة أخرى وصلت إليها المتدربات اللواتي يحصلن على لقب نحلة وهي إعطاء تلك السيدات شهادة من قبل الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية وهي شهادة إثبات مهنة معترف عليها في كل مكان ، حيث تم التوصل إلى تعاون مع تلك الجهة ، وفتحت المجال فيما بعد للمشاركة أيضا في كل أعمال ومعارض شيوخ الكار السوريين الذين تبنوا مهنة إعادة تدوير الأقمشة وأبدوا استعدادهم لدعم هذه المهنة القديمة المتوارثة من الجدات وإحيائها من جديد بشكلها القديم وبروح العصر .
* نحو العالم
نحلات سورية استمررن بإضافة لمساتهن على مهنة وحرفة إعادة تدوير الأقمشة وفق ماتقول الدكتورة البصير إلى أن أصبحت تلك الحرفة تحمل مواصفات قياسية معينة لايمكن قبول أي عمل مالم يكن يتمتع بتلك المواصفات وخاصة بعد ان أصبحت أعمال النحلات مطلوبة في السوق المحلية والخارجية فقد تم العمل على تسويق كثير من منتجات نحلات سورية في الخارج من خلال معارض وتسويق شخصي .
* معارض موسمية
ونوهت البصير بالمعارض المقامة بغرض تسويق منتجات نحلات سورية في المركز الثقافية ، وبينت أنه مع بداية 2020 تم إقامة معارض بتسميات متعددة حملت أسماء الفصول مثل شتاء وخريف وربيع وصيف وجميعها لاقت نجاحاً ، كذلك تم العمل على إقامة مسابقة لاختيار أفضل عمل كان بعضها بالتعاون مع معارض أخرى فنية و معروضات صناعات منزلية للمرأة الريفية ، منوهة إلى أنه اختتم معرض شتاء 2021 الأسبوع الماضي في المركز الثقافي بكفر سوسة وتم خلاله تكريم إحدى السيدات الفائزات في المسابقة المقامة لاختيار أفضل عمل من قبل لجنة بمشاركة شيوخ الكار وخلال الفترة المقبلة .
* مواصفات قياسية للمهنة
وعن تطلعات مشروع خلايا النحل ونحلات سورية في المستقبل أوضحت البصير بأن هناك بارقة أمل لدعم تلك النحلات وأعمالهن التي تعتبر مشاريع صغيرة ضمن مشروع خلايا النحل من خلال القانون رقم 8 المتعلق بإقامة مصارف التمويل الأصغر لعلها تكون إحدى أدوات التمويل لمشاريع تلك السيدات ، منوهة بأن حرفة إعادة تدوير الأقمشة ليست مكلفة وإحدى شروطها أن تكون الأقمشة حصراً لملبوسات وأقمشة مستخدمة مسبقاً ، ولايجوز استخدام أقمشة جديدة في صناعة القطعة ، وأن تصنع القطعة بالإبرة والخيط وإلا يفقد العمل مضمونه القائم على التراث وبالتالي ما تحتاجه السيدة هو إقامة مشروع يدعم عملية تصريف وتسويق المنتج الذي يعتبر منتجاً تراثياً سورياً قديماً ومرغوباً على مستوى العالم ، ويحمل قيمة معنوية ومادية كبيرة .
* توسع العمل
ولفتت مديرة مشروع خلايا النحل إلى أنه تستخدم في هذه الصناعة مختلف أنواع الأقمشة ومنها القديمة البروكار وغيرها وهذا بدوره يحافظ على استمرار إنتاج الأقمشة التي كان يستخدمها أجدادنا وتحتاج لمتابعة ضمن تطلعات عمل نحلات سورية من خلال المشاركة في المعارض ، و هناك رؤية لتبني أعمالهن وقدرتهن على صناعة أجنحة تحمل التراث السوري القديم سواء عبر المشاركة في معارض أو في تجهيز الفنادق والمنازل وغير ذلك لإضفاء الطابع التراثي القديم بنظرة حديثة على المكان .
* الاستفادة من خبراتهن
ودعت البصير كل سيدة سورية لديها خبرة في حرفة إعادة تدوير الأقمشة للمشاركة مع مشروع خلايا النحل وإضافة تجربتها إلى بقية النحلات بهدف إغناء الأعمال بخبرات جديدة ومشتركة بما يضفي الحس الجمالي على القطعة المصنوعة التي تتألف من أقمشة مستعملة وتالفة يتم إحياؤها وجعلها منتجاً ولوحة تحاكي التراث ، ويمكن الاطلاع على أعمال نحلات سورية ومشروع خلايا النحل من خلال صفحة خاصة على الفيسبوك