الثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
نظراً للمأزق، والوتيرة المخيبة للآمال للحركة في الأسابيع الأولى من ولاية بايدن، فإن أخبار مشاركة الولايات المتحدة في اجتماع الأسبوع المقبل في فيينا بين إيران والشركاء العالميين من أجل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) هي أكثر من موضع ترحيب، وإليكم السبب، ففي السر، يعترف مسؤولو البيت الأبيض أنهم أخطؤوا في ملف إيران في وقت مبكر من حكم ترامب، لكن الرسالة التي نسمعها الآن هي أن الأمور قد تغيرت، وواشنطن تتحرك الآن بأقصى سرعة نحو عودة خطة العمل الشاملة المشتركة، إننا نشهد الآن العلامات الأولى التي تثبت صحة هذه الرواية.
لكن خلال الأسابيع الماضية، تنامت حالة انعدام الثقة بين الجانبين، راقب الإيرانيون بحذر كيف أرسل بايدن رسالة مفادها أن خطة العمل الشاملة المشتركة ليست أولوية، وكيف أن التنسيق مع “إسرائيل” وتهدئة الصقور في الكونغرس كان على ما يبدو بمثابة بدء المحادثات.
ترك هذا لدى طهران انطباعًا بأن بايدن أراد استخدام ورقة العقوبات التي فرضها ترامب لزيادة الضغط والمساومة، في الوقت نفسه رأى الجانب الأميركي أن الموقف الإيراني أكثر تصلبًا، وفيه تحركات نووية تصعيدية، وتكهن العالم أن النافذة ربما تكون قد أغلقت بالفعل بين طهران وواشنطن.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، تبادل الجانبان مقترحات بشكل غير مباشر حول كيفية كسر الجمود، لكن المقترحات الأميركية التي تم ذكرها في وسائل الإعلام أدت إلى تراجع الإيرانيين، الأمر الذي جعل الأمور على ما يبدو أسوأ، إن القيام بصفقة صعبة في ظل هذه الظروف يؤدي فقط إلى مزيد من استنزاف الثقة ويؤدي إلى نتائج عكسية لبدء المحادثات المباشرة، فلماذا الاختراق الآن؟ أظن أن واشنطن قدمت وراء الكواليس اقتراحًا أكثر قوة فلا مزيد من الاقتراحات الضعيفة، فعندما تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن “التحركات الإيجابية” من الجانب الأميركي لم يكن يشير إلى اقتراحات منخفضة المستوى.
كما أن إيران – في ضوء ظروفها السياسية – لن توافق على الأرجح على ما سيطرح في الاجتماع ما لم يكن هناك شيء أكثر قوة مطروحًا على الطاولة، علاوة على ذلك، قال المسؤولون الأميركيون لصحيفة نيويورك تايمز إنهم “لن يسعوا إلى الإبقاء على بعض العقوبات التي فرضها ترامب من أجل النفوذ”، وهذا من شأنه أن ينسجم مع الاختراق الأكثر أهمية في تاريخ خطة العمل الشاملة المشتركة – الذي تم تحقيقه في عُمان آذار 2013، كان هذا هو المكان الذي بدأت فيه محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة الحقيقية، وتم تأمين ذلك من خلال قيام الولايات المتحدة بوضع قبول التخصيب في إيران على الطاولة، لكن الولايات المتحدة تمكنت من الحفاظ على هذا السر لسنوات.
في الواقع، لم يعترف معظم الصحفيين الذين يغطون القضية بشكل كامل بهذا الأمر، وبدلاً من ذلك أوضحوا أن الاختراق جاء نتيجة لضغط العقوبات على إيران، لقد كانت خطوة ذكية من قبل واشنطن لبدء محادثات حقيقية، ولكن أيضًا لتجنب رد الفعل العنيف في العاصمة بسبب حقيقة أن تنازلًا كبيرًا قد تم منحه لإيران، وبما أن السفير الروسي في فيينا قال: “الانطباع هو أننا نسير على الطريق الصحيح ولكن الطريق أمامنا لن يكون سهلاً وسيتطلب جهوداً مكثفة”، فالسؤال الآن هو كيف سيبدو المسرح العالمي حالياً.
الجانب الأميركي يفضل عدة خطوات منسقة هدفها النهائي امتثال إيران الكامل للشروط المقترحة، ويفضل الإيرانيون عملية سريعة من خطوة واحدة تختصر على الفور المطاردة بين الجانبين، وبصراحة، من الأفضل للولايات المتحدة، في رأيي المتواضع، أن تكون العملية سريعة، لأن الانتخابات الإيرانية قد تسبب الكثير من المواقف السياسية غير المفيدة لواشنطن.
أفضل شيء هو الحصول على اتفاق سريع يُلزم الجميع بالامتثال الكامل، على الرغم من أن الخطوات قد تكون ببساطة قرارات ملزمة للقيام بالأشياء خلال الأسابيع القليلة القادمة، قد يتم اتخاذ الخطوات الفعلية لاحقًا، لكن القرار الملزم باتخاذها سيتم اتخاذه الآن.
بهذه الطريقة، سيتم إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة وحمايتها قبل الانتخابات الإيرانية – ولن تخضع لنتائج الانتخابات، من الواضح أن هذا يكمن في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة – كما أوضح جو بايدن نفسه مرات عديدة.
بقلم: تريتا بارسي
المصدر: الموقع الكتروني Responsible Statecraft
التابع لمعهد كوينسي الأميركي