“أدباء غزة..الشّهداء” مآثر حبرٍ لن يجف

رفاه الدروبي:
تُشكِّل كلَّ دروب غزّة وحاراتها وشوارعها روايات بحدِّ ذاتها تحكي قصصاً شتى لأدباء خطّوا بأقلامهم تاريخاً يُدوِّن وثائق في الذاكرة تمَّ بحثها في ندوة  عنوانها “أدباء غزة.. الشهداء”، نظمتها أكاديمية الثقافة اليوم بمخيم اليرموك.
تناولت الندوة أدباء استشهدوا مع عائلاتهم، ومنهم: “غريب العسقلاني، هبة المدهون، عبد الكريم الحشاش، شارك في الندوة الدكتوران حسن حميد وثائر عودة، والناقد أحمد هلال وبإدارة الأديب محمد الحسين.

الموت اختناقاً

استهلَّ الدكتور حسن حميد حديثه عن الأدب الفلسطيني المقاوم، وكان منهم أميل حبيبي، والشاعر توفيق زياد، بينما استشهد غريب عسقلاني أثناء غارة إسرائيلية على غزة منذ ثلاثة أعوام.. لم يمت جريحاً بقنابل الطائرات وصواريخها؛ ولكنه فارق الحياة مختنقاً حين أدرك أنَّ الحياة كلها صارت غارات، وقنابل، وأسى، وروائح بارود.
لم يلتق غريب عسقلاني، لكنَّه سمع كلٌّ منهما صوت الآخر، والتقيا ببعضهما حين شارك أدباء غزّة مرَّة، ورام الله في أخرى، أثناء الحديث عن أدبه، وبحضوره، عبر قنوات التواصل الاجتماعي.
وأشار الدكتور حميد إلى أنَّ غريب عسقلاني، اسم حركي للكاتب إبراهيم عبد الجبار الزنط، ابن مجدل عسقلان المولود فيها سنة 1948؛ والمطرود منها مع أسرته، وعمره أربعة شهور، حيث عرف أرض المجدل حابياً على بطنه وقدميه ويديه وركبتيه؛ ولم يعرفها ماشياً في حاراتها، وأزقتها، أو دارساً في مدرستها الوحيدة، وبحرها، إذ إنه درس المراحل التعليمية الأولى والمتوسطة في مخيم الشاطئ داخل خيمة كبيرة. كانت المدرسة تحتوي، علوم الحساب واللغة، والدين، والفلسفة، ثم مضى إلى غزة دارساً ليأخذ الشهادة الثانوية، وتابع دراسته فحاز على شهادة الهندسة الزراعية من جامعة الإسكندرية. كان يدرس نهاراً ويعمل ليلاً ولا رفيق يماشيه سوى الغربة، ولا كلمات أو دندنات تملأ لهاته سوى حديث روحه مع المخيم وغزّة، ولم يعرف المؤانسة والألفة، إلا عندما تعرَّف إلى غجرية في هيئتها المدهشة، وطولها الفارع، وهمتها العالية، وابتسامتها الملأى بالنداءات والبياض.

عنقاء النور

من جهته الدكتور ثائر عودة بدأ حديثه مُعرِّفاً الإبادة الثقافية بأنَّها مصطلح لا يشمل ممارسات القتل، بل تتضمن الجهود الهادفة إلى طمس ثقافة المجموعات المستهدفة ولغتها وجوانبها الحضارية، وليست حدثاً فجائياً بل مسار منهجي مؤلف من العديد من المراحل المترابطة، متناولاً الإبادة الثقافية في غزة ويُسجِّل بُعدها الإنساني، حيث ترتكز الصهيونية على اغتياله، وترى في الأدباء والكتَّاب والفنانين خطراً لا يقلُّ عن خطر المقاوم الحامل قذيفة، لافتاً إلى العديد من الكتَّاب، ومنهم: هبة محمد الدهون الكاتبة والروائيَّة الحاصلة على شهادة الهندسة المعمارية من الجامعة الإسلامية في غزة المولودة فيها. كانت موهوبة في الأشغال اليدوية، وصدرت لها رواية “فإذا هم خامدون 2019″، ونشرت ديوان شعر بعنوان: “كوني عنقاء 2022”.
تعكس قصائد هبة تجربتها ومعاناتها، إذ استشهدت مع زوجها وأطفالها الأربعة العام الماضي، مُنوِّهاً إلى الأديبة ولاء جمعة الإفرنجي من مخيم النصيرات في مدينة غزة، حيث بدأت رحلتها الكتابية بإصدار رواية “مزاج مرسل” قبل أن تنتقل من الكتابة على الورق إلى استخدام الحجارة والخشب لتحوِّلها إلى سلاسل وخواتم.
استشهدت ولاء برفقة زوجها العام الماضي إثر قصف صهيوني استهدف منزلاً نزحا إليه.

تجذّر  الأرض والهويّة

بدوره الناقد أحمد هلال تحدَّث عن الكاتب أحمد عبد الكريم الحشاش الابن الوحيد الناجي من عائلته، حيث جلس بوقار خلف الشهداء ليكتب عن والده الباحث والكاتب الروائي عبد الكريم الحشاش، عائداً بذاكرته إلى بضع سنين حين رأى أباه في مكتبته العامرة بالمؤلفات في دمشق فوجده كعادته بزيِّه البدوي الكامل ووقاره الشديد.. ورغم أنَّ تقاطيع وجهه حادَّة إلا أنها لا تخلو من ابتسامة واقعية عندما يُرحِّب بزوَّاره ثم يسألني عن جميع ما يريد من كتب بحثية، كما أنه تفرَّغ للكتابة عن التراث في سبيل إحيائه وتدوينه، مشيراً إلى ذاكرته المتسعة حيث تلفظ ما يمكنها من أن تصوغ وعيه بالتراث، كونه شكَّل شغفه به، إذ لم يكن محض مصادفة، بل وليد وعي لأهمية تدوينه ومقارنته على المستويين الفلسطيني والعربي بوصفه أحد أشكال المقاومة الثقافية، وتجذير الهوية الفلسطينية، وارتباط الماضي بالحاضر والمستقبل، إضافة إلى أعمال تُعنى باللغة العربية والمقارنة في البحث التراثي، مستفيداً من الأمثال البغدادية والكويتية المقارنتين، لكنَّه وضع المثل الشعبي الفلسطيني كأساس ثم أتبعه بالعربية المشابهة أو المضادة، كما يلاحظ القارئ في كتابه “الأسرة في المثل الشعبي” الفلسطيني والعربي، إذ ضمنها في كتاب “العين لا تقاوم المخرز”، ورواية “أرض القمر”، حيث يسرد من خلالها حياة أسرة بدوية من بئر السبع قبل النكبة، ومعاناة وقساوة البيئة الصحراوية ونمط

الحياة فيها لينخرط أكبر أولاده في الدفاع عن الوطن.
أمَّا روايته “النخلة العامرة” فتحمل في متونها إرهاصات ذلك الفدائي في العبور إلى الوطن المحتل.

آخر الأخبار
الأفراح تحت رحمة الرصاص.. فوضى السلاح تهدد أمن المجتمع دمى "الكروشيه" تحمل رسالة محبّة إلى العالم صناعة الكراهية والخطاب الطائفي.. تهديد للمجتمعات المحامي برجاس لـ الثورة: ضرورة وجود قانون واضح ومح... ألم تشبع الأرض من دماء السوريين؟! المستقبل لا يبنى على الكراهية والانتقام "أدباء غزة..الشّهداء" مآثر حبرٍ لن يجف تقديم الاعتراضات لنتائج مفاضلة الدراسات العليا غداً  ضخ المياه إلى القصاع وجناين الورد والزبلطاني بعد إصلاح العطل بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات إسرائيل.. وحلم إسقاط النظام الإيراني هل بمقدور إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية؟ الهجوم الإسرائيلي على إيران ويد أميركا الخفية صناعيو الشيخ نجار وباب الهوى يتبادلون الخبرات  وزير المالية من درعا : زيادة قريبة على الرواتب ..  وضع نظام ضريبي مناسب للجميع ودعم ريادة القطاع ال...