يمنح الخريجين أملا أوسع إدراج معاهد حلب الصحية تحت ” التعليم التقاني”

الثورة – جهاد اصطيف:

في ظل التحديات التي يواجهها القطاع الصحي السوري، برزت الحاجة إلى تعزيز البنية التعليمية الصحية وتطوير الكوادر الوسطية المؤهلة علمياً وعملياً، وفي هذا السياق، أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي- رئيس المجلس الأعلى للتعليم التقاني الدكتور مروان الحلبي، قراراً يقضي بإدراج عدد من المعاهد التقانية الصحية التابعة لوزارة الصحة تحت إشراف المجلس الأعلى للتعليم التقاني.

القرار شمل ثلاثة معاهد رئيسة، هي: المعهد التقاني في إعزاز المحدث بالقرار رقم (65) تاريخ 1/8/2024، والمعهد التقاني الصحي في مارع المحدث بالقرار رقم (1) تاريخ 7/1/2021، والمعهد التقاني الصحي في جرابلس المحدث بالقرار رقم (63) تاريخ 8/11/2023.

وبموجبه، تعتمد الاختصاصات المفتتحة سابقاً في هذه المعاهد، على أن تستمر العملية التعليمية فيها وفق معايير التعليم التقاني المعتمدة، بما يضمن وحدة المرجعية الأكاديمية والإدارية.

توحيد المرجعية ورفع الجودة

الخطوة التي قد تبدو إجرائية للوهلة الأولى، تحمل في جوهرها أبعاداً استراتيجية عميقة، أهمها: توحيد الإشراف الأكاديمي والإداري، إذ لم تعد المعاهد الصحية تعمل بشكل منفصل تحت مظلة وزارة الصحة فقط، بل باتت تخضع لإشراف أكاديمي مباشر من المجلس الأعلى للتعليم التقاني، ما يعزز من اتساق المناهج والامتحانات والمعايير، وتعزيز الاعتراف بالشهادات، ويمنح القرار شهادات خريجي هذه المعاهد قيمة أكاديمية أوسع، مع إمكانية متابعة الدراسات العليا أو الالتحاق ببرامج تدريبية متقدمة، وربط التعليم بسوق العمل من خلال تطوير الاختصاصات بما يتناسب مع حاجات المشافي والمراكز الصحية، وتقليل الفجوة بين الدراسة النظرية والممارسة العملية.

ثقة أكبر بالمستقبل

تقول الطالبة منى. ع: لطالما كان هاجسنا أن تبقى شهاداتنا محدودة الاعتراف، اليوم أشعر بأن المستقبل أكثر وضوحاً، فشهادتنا أصبحت تحت إشراف التعليم التقاني، وهذا يمنحنا فرصاً لمواصلة الدراسات أو التوظف بشكل أفضل.

ويضيف الطالب أحمد. ص: القرار لم يمنحنا الثقة فقط، بل فتح أمامنا أبواب الأمل في أن نكون جزءاً من النظام الصحي الرسمي، ونسهم في خدمة مجتمعنا.

ويرى متابعون أن الخطوة مهمة لضمان جودة التعليم، فالمعاهد الصحية سابقاً كانت تعمل بشكل منفصل، ما أدى إلى تفاوت في المناهج والاختبارات، اليوم، بفضل إشراف التعليم التقاني، ستتوحد المعايير والتمكن من تقديم تعليم متكامل للطلاب.

حاجة وطنية

التعليم الصحي لا يقتصر على الأطباء والصيادلة والممرضين الجامعيين، بل يمتد ليشمل جيشاً من الفنيين والمخبريين والمساعدين الصحيين، هؤلاء يشكلون الحلقة الأساسية في سلسلة تقديم الخدمات الطبية.ومن هنا، تأتي أهمية التعليم التقاني الصحي، الذي يزود المشافي بكوادر مؤهلة تعمل جنباً إلى جنب مع الأطباء، وتخفف العبء عنهم، وتضمن سير العمل الطبي بكفاءة.الجيل الجديد من الطلاب في هذه المعاهد يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة، فإلى جانب التحصيل العلمي، يطمح هؤلاء الشباب إلى المساهمة في تحسين واقع الخدمات الصحية في مجتمعاتهم.الطلاب لخصوا الأمر بقولهم: شعورنا اليوم أننا جزء من منظومة تعليمية متكاملة يضاعف من حماسنا، نأمل أن نكون جيل التغيير في القطاع الصحي، وأن نسهم في خدمة بلدنا بكل ما أوتينا من علم وجهد.

لبنة أساسية

إدراج المعاهد التقانية الصحية تحت إشراف المجلس الأعلى للتعليم التقاني، ليس قراراً عادياً، بل هو لبنة أساسية في بناء منظومة صحية أكثر كفاءة وعدالة، وهو يعكس رؤية استراتيجية، تهدف إلى تطوير التعليم الصحي وربطه بحاجات المجتمع، بما يضمن إعداد جيل جديد من الكوادر المؤهلة، القادرة على مواجهة التحديات وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.إنها خطوة تعزز الثقة بالمستقبل، وتمنح الطلاب والخريجين أملاً أوسع، وتؤكد أن الاستثمار في التعليم الصحي هو استثمار في صحة المجتمع ككل.

آخر الأخبار
دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر