لجنة بحجم “بلدية”.. مشاريع خدمية متواصلة في كشكول

الثورة – لينا شلهوب:

لم يكن أهالي منطقة كشكول في ريف دمشق يتوقعون أن تتحول شكواهم المزمنة من أعطال الصرف الصحي، إلى ورشة عمل مفتوحة على مدار الأشهر الماضية، فالحارات الضيقة التي طالما غرقت في مياه آسنة نتيجة انسداد الشبكات وتهالك الأنابيب، تحولت إلى مصدر معاناة يومية للسكان.. روائح كريهة، انتشار للحشرات، وتلف للبنية التحتية.يقول أحد سكان حارة جورج عساف: أكثر من خمس سنوات ونحن نطالب بإصلاح الشبكة، وكل شتاء كان بيتنا يغرق بالمياه، ولم نجد جهة رسمية تتحرك بجدية، حتى تدخلت لجنة التنمية.وأمام تراكم هذه الشكاوى وغياب الحلول السريعة من الجهات الخدمية الرسمية، قررت لجنة التنمية في كشكول أن تتحرك وكأنها “بلدية” مصغّرة، لتأخذ زمام المبادرة وتنفّذ مشاريع من المفترض أن تكون من مسؤوليات الدوائر الحكومية.توضح مصادر من اللجنة أن الهدف لم يكن فقط الاستجابة الفورية لشكاوى الأهالي، بل أيضاً الحد من تفاقم الأعطال التي باتت تهدد السلامة العامة، وتشوه المشهد العمراني، وتضيف: انتظرنا طويلاً أن تتم معالجة المشكلة عبر القنوات الرسمية، لكن أمام تفاقم الوضع قررنا التحرك بإمكاناتنا المتواضعة.

لم تقتصر أعمال اللجنة على إصلاح أعطال جزئية، بل جرى استبدال كامل لأنابيب الصرف الصحي في عدة حارات متضررة، منها استبدال أنابيب حارة جورج عساف المعطلة، واستبدال أنابيب حارة الطوارئ المعطلة، بالإضافة إلى استبدال أنابيب حارة الجباوية المعطلة، وكذلك أنابيب حارة مخبر دلال دوبا، مع العمل على تجهيز أربعة ريكارات، وصب بيتون لها مع وضع أغطية وإعادتها للخدمة.ويشير أحد المتطوعين في تنفيذ الأعمال نائل. ع إلى أن هذه الخطوات أنقذت عشرات المنازل من خطر الغرق بالمياه الملوثة، وخففت من الأعباء الصحية والبيئية عن الحارات المكتظة.اللافت أن هذه المشاريع لم تكن لتتم لولا تعاون الأهالي أنفسهم، سواء عبر تقديم الشكاوى المفصّلة، أم من خلال المساهمة بتأمين بعض المستلزمات والدعم اللوجستي، يقول أحد سكان حارة الجباوية باسل ملكو: شعرنا أن اللجنة تعمل من أجلنا، فقررنا أن نكون شركاء معهم، وفرنا ما استطعنا من دعم، لأن النتيجة ستعود علينا جميعاً.

عجز البنية التحتية

التحرك الأخير للجنة، ترك أثراً ملموساً في تحسين الواقع الخدمي بمنطقة كشكول، فشبكات الصرف الصحي التي كانت تشكل نقطة ضعف رئيسية في البنية التحتية، باتت اليوم أكثر جاهزية، ما يعني تقليص الأعطال الطارئة في الشتاء، وانخفاض حجم الشكاوى اليومية.كما أن إعادة تأهيل الريكارات وصبّ البيتون حولها وضعت حداً لمظاهر الفوضى التي طالما عانى منها السائقون والمارة على حد سواء.على المستوى الجغرافي، يساهم استبدال الشبكات المتقادمة، في تعزيز القدرة الاستيعابية للمنطقة التي تشهد كثافة سكانية متزايدة، فالأعطال السابقة لم تكن مجرد مشكلة تقنية، بل كانت تعكس عجز البنية التحتية عن مواكبة التوسع العمراني غير المنظم.

أما اليوم، وبفضل تدخّل اللجنة، بات بالإمكان التفكير بخطوات لاحقة لتأهيل طرق فرعية أو تنظيم الحارات الضيقة دون أن تشكل مشكلة الصرف الصحي عائقاً أمام ذلك، إضافة إلى الانعكاسات الخدمية والجغرافية، كان للأعمال الأخيرة أثر إيجابي على المشهد الجمالي للمنطقة، فقد اختفت المستنقعات الصغيرة من الشوارع، وانخفضت الروائح الكريهة، وأصبح بالإمكان التنقل داخل الأحياء دون خوف من الانزلاق أو الاتساخ.تقول ريما منصور- تقطن في المنطقة: نحن لا نطلب رفاهية، فقط نريد أن نعيش في بيئة نظيفة، لافتة إلى أن ما فعلته اللجنة جعل حارتنا تبدو أكثر إنسانية وأقل تلوثاً.

بنية تحتية

مستدامة ورغم الترحيب الشعبي بخطوات اللجنة، يطرح كثيرون تساؤلات عن دور المؤسسات الرسمية التي يفترض أنها مسؤولة عن هذه المشاريع، لماذا تُركت كشكول وأهلها ليتدبروا أمرهم بأنفسهم؟ وهل يصبح العمل الأهلي بديلاً دائماً عن السلطات المحلية؟يجيب أحد أعضاء اللجنة: نحن لا نسعى لمنافسة البلديات، بل نعمل لنملأ غيابها، واجبنا الاجتماعي يحتم التدخّل، لكن يبقى الدور الأساسي على الجهات الحكومية لتأمين بنية تحتية مستدامة.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799"