الثورة:
دخلت الحرب بين إيران وإسرائيل مرحلة حاسمة وخطيرة، وسط تصاعد التحذيرات من مخاطر تسرب إشعاعات نووية من المفاعلات الإيرانية التي استهدفتها إسرائيل، في ظل توقعات باستمرار المواجهة لأيام، بعد الرد الإيراني بست موجات شملت مئات المسيرات و الصواريخ الباليستية التي أمطرت تل أبيب ومحيطها، والتي أسفرت عن دمار هائل، وعدد من القتلى وعشرات المصابين.
وبحسب قناة الجزيرة، فقد قلل خبراء نوويين من حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، كونها تبدو محدودة حتى الآن، بناء على صور الأقمار الصناعية التي لم تظهر بعد أضرارا كبيرة في البنية التحتية النووية.
وقال الخبير النووي ديفيد ألبرايت من معهد العلوم والأمن الدولي لقناة الجزيرة : “كان اليوم الأول يستهدف أموراً يمكن تحقيقها من خلال المفاجأة، كاغتيال القيادات، وملاحقة العلماء النوويين، وأنظمة الدفاع الجوي، والقدرة على الرد”.
وأضاف “لا يمكننا رؤية أي أضرار ظاهرة في فوردو أو أصفهان، وهناك أضرار في نطنز”.
وتابع أنه “لا يوجد دليل على تدمير الموقع الموجود تحت الأرض.
واستند أولبرايت في تحليله إلى أحدث الصور المتاحة والتي تم التقاطها.
وأضاف أنه ربما كانت هناك أيضا ضربات بطائرات مسيرة على أنفاق تؤدي إلى محطات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، وهجمات إلكترونية لم تترك آثارا يمكن رؤيتها بالعين.
وأضاف “فيما يتعلق بالأضرار المرئية، فإننا لا نرى الكثير وسنرى ما سيحدث”، مضيفا أنه يعتقد أن الضربات الإسرائيلية لا تزال في مرحلة مبكرة.
وأشار أولبرايت إلى أن وضع مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب غير معروف، وإنه من المحتمل أن تكون إسرائيل قد تجنبت شن هجمات كبيرة على المواقع النووية، بسبب المخاوف من الإضرار بالمفتشين الدوليين الذين كانوا هناك.
وأكد ألبرايت وجود آلاف من أجهزة الطرد المركزي في محطة نطنز تحت الأرض، مشيرا إلى أن قطع إمدادات الكهرباء عنها سوف يؤدي إلى تشغيل نظام بطاريات احتياطية.
وأضاف أنه من المرجح أن تغلق إيران أجهزة الطرد المركزي في الموقع تحت الأرض بطريقة مُحكمة، وهي عملية ضخمة.
وأوضح قائلا إن “البطاريات تدوم لفترة، لكنها ستنفد في النهاية، وإذا توقفت أجهزة الطرد المركزي عن العمل بشكل لا يُمكن السيطرة عليه، فسيتعطل الكثير منها”.
في السياق، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لمجلس الأمن: إن محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز النووي الإيراني دُمرت، وإن إيران أبلغت عن هجمات على فوردو وأصفهان.
ويُعد مجمع نطنز النووي الشاسع منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران، ويضم منشأة تخصيب تحت الأرض وأخرى فوق الأرض.
خطط طارئة
في غضون ذلك ، فعّلت عدة دول عربية وإقليمية خططا طارئة لمواجهة تداعيات التصعيد بين إيران وإسرائيل، شملت إجراءات احترازية في مجالات الطاقة والطيران والأمن القومي.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست بأن وزارة البترول المصرية أطلقت خطة طوارئ شاملة لضمان استمرارية عمل شبكة الكهرباء وتأمين إمدادات الغاز الطبيعي، بعد توقف تدفق الغاز الإسرائيلي نحو مصر نتيجة إغلاق حقل “ليفياثان” البحري، وهو أكبر حقول الغاز في إسرائيل.
وأكدت مصادر أن الخطة تشمل تعزيز الاعتماد على الغاز المحلي وتدوير كميات احتياطية، بالتزامن مع جهود لتقنين الاستهلاك في بعض القطاعات غير الحيوية تحسبا لأي طارئ إضافي.
كذلك، أعلنت دول عربية عدة إغلاق مجالاتها الجوية مؤقتا، ففي الأردن، أعلنت هيئة الطيران المدني إغلاق المجال الجوي مؤقتا مساء أمس ، قبل أن تعلن إعادة فتحه صباح اليوم السبت، وفق بيان رسمي.
وفي العراق، قررت وزارة النقل تعليق جميع الرحلات وإغلاق الأجواء العراقية بالكامل “إلى إشعار آخر”. كما دعت سلطنة عُمان مواطنيها إلى مغادرة مناطق التوتر فورا وتأجيل السفر إليها حتى إشعار آخر.
وفي فرنسا، قال الرئيس إيمانويل ماكرون: إن بلاده اتخذت إجراءات لحماية مواطنيها وقواتها وسفاراتها في الشرق الأوسط، داعيا الفرنسيين إلى “عدم السفر إلى المنطقة تحت أي ذريعة”.