“عقولٌ في الخدمة”.. الحروب المؤجلة.. “الحرب الأخرى”

الثورة أون لاين – د. مازن سليم خضور:

كنا في سلسلة الحرب الأخرى أشرنا في مقالات سابقة إلى استهداف التاريخ والحضارة السورية والأدمغة والكفاءات وسرقة الثروات واليوم نستعرض موسعاً استهداف الإبداع والابتكار السوري، يقال الحاجة أم الاختراع، وعلى هذا الدرب سار السوريون بين سطور المعرفة خطّوا أجمل الخطوات والأفكار، فوق فسحة خاصة لا يدركها إلا من امتلك قلباً مفتوحاً وعقلاً نظيفاً واستطاعوا أن يكونوا حالة متفردة لا تشبه غيرها، هم مختلفون متفردون وكأنهم كلّ البدايات مجتمعة وكأنهم كلّ خطوة أولى نحو أيّ نجاح ومقدرة.
بعضهم خصص اختراعه لحل مشكلة تتعلق بقريته ومدينته، وآخرون أنهوا باختراعهم واقعاً متعباً أو ساعدوا على الأقل بالتخفيف من حجم الألم الذي فيه، في مختلف المجالات أبدعوا واجتهدوا.. فقدموا اختراعات قد تحدث تغيراً كبيراً في واقعنا إن وجدّ الدعم الكافي، هي محاولات منفردة تحتاج من يدعمها ويتبناها.. ليست مجرد اختراعات فقط هي حاجة لوطن ينهض إعماراً وحياةً بعد حرب ضروس لم توقف شبابه عن أن يحيا وينبض.
لا يوجد اتفاق عالمي حتى الآن لمفهوم الإبداع وبالتالي فهو مفهوم مفتوح على التأويلات والتفسيرات ابتداء من التعبير الفني وانتهاء بمهارات حلّ الإشكالات في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة ولذا أعلنت الجمعية العامة، بموجب قرارها 71/284، يوم 21 نيسان يوماً عالمياً للابتكار والإبداع لإذكاء الوعي بدور الإبداع والابتكار في جميع مناحي التنمية البشرية.
وللتوضيح أكثر هناك فرق بين الإبداع والاختراع كما عرّف بأنه “هو قدرة الشخص على استخدام المهارات العقلية لإيجاد أفكار جديدة، خارجة عن المألوف، وهو القدرة على خلق وإيجاد أفكار جديدة ومبتكرة كما أن الإبداع ليس سلوكاً وراثياً، وإنما سلوك قابل للتعلم والتطوير لدى الأفراد، وهو مهارة إيجاد الأفكار وحلول للمشكلات، على أن تكون أفكاراً نادرة وفريدة من نوعها”
أما الابتكار يُعرّف بأنّه “قدرة الفرد على إيجاد أفكار، أو أساليب، أو مفاهيم جديدة، وتنفيذها بأسلوب جديد غير مألوف لدى الأفراد الآخرين، على أن تتناسب مع موقف معين، كما تعبّر عن قدرة الفرد على استخدام الأفكار والمعلومات والأدوات الموجودة، بطريقة مستحدثة وفريدة”.
أصبح كلّ من الإبداع على المستوى الشخصي والجمعي هو الثروة الحقيقية للأمم وبالتالي أصبح استهدافه من قبل الأعداء ضرورة من الضرورات الملحة فشاهدنا منذ بداية الحرب السورية استهدافاً للعقول والأدمغة السورية وهذا ما أشرنا إليه في مقال سابق بعنوان “الصراعُ على المستقبل – اغتيال الأدمغة نشر في الثورة أون لاين بتاريخ 1/12/2020 عن زيادة النشاط العملياتي ضد أصحاب العقول العلمية والأدمغة في الوطن العربي حيث قامت الدول التي احتلت العراق مع “إسرائيل” بعمل ممنهج من أجل اغتيال علماء العراق بكل التخصصات ذات الأهمية في مجال البحث العسكري والدفاعي والتسليحي وعلى الجانب السوري لم تنقطع عمليات اغتيال العلماء والأكاديميين السوريين طيلة العقود الماضية، أساليب عدة استخدمتها الدول الراعية للإرهاب والتنظيمات الإرهابية في سورية، فمنذ سنوات ماضية تم العمل على استهداف الكفاءات والعقول على يد المجموعات الإرهابية والقوى الاستعمارية وازدادت مع بداية الحرب في العام “2011”.
وبالتالي لمواجهة ذلك يجب العمل على تشجيع ودعم هذه العقول والعمل على تأمين متطلباتهم العلمية والعملية كذلك الاهتمام بعملية البحث العلمي في الجامعات ودعم الجانب التطبيقي لزيادة أعداد هؤلاء العقول ومنعهم من الهجرة والحفاظ على أمنهم الشخصي وتخصيص الوقت للقاء مع العاملين ومناقشة أفكارهم الجديدة بشكل جماعي والسعي لاكتشاف العاملين الذين يمتلكون القدرة على الابتكار واكتشاف المعوقات التي تواجههم وتعزيز العاملين لإيجاد الأفكار الجديدة، من خلال معالجة المشكلات التي تقع في المؤسسة لتجنب تبعات هذه المشاكل وتحفيز العاملين الذين يقدمون الإنجازات في المؤسسة، ومكافأتهم وتكليفهم بمهام جديدة.
وخلال الحرب السورية شاهدنا مجموعة من الاختراعات والابتكارات التي نستعرض بعضها سريعاً والتي كانت الحاجة لها ملحة ومنها:
– محمد عجيب، عمل على تطوير سيارة تعمل بالماء للتخفيف من استهلاك المحروقات مستخدماً جهازاً قام بتصنيعه، الجهاز يستخرج عنصري الهيدروجين والأوكسجين على شكل غاز يتحد مع الهواء ومع الوقود في محرك البنزين، ليعطي وقوداً عالي الجودة واحتراقاً كاملاً للوقود، دون انبعاث الغاز من عادم السيارة، ما يجنب تلوث البيئة والأمراض الناجمة عنه، إضافةً إلى توفير الوقود بنسبة 30% إلى 40% فقط، ويصلح استخدامه في جميع السيارات وباصات النقل عامة.

– علي باكير من جامعة تشرين عمل على تطوير أفكاره وتقديم اختراعات ذات طابع إنساني من الممكن أن تغير حياة الكثيرين لا سيما جرحى الحرب حيث قام بتطوير الكرسي المتحرك ليصبح بالإمكان تحريكه أوتوماتيكياً عبر حركة اليد دون أي عناء كذلك اخترع كفاً الكترونياً يتميز بخفة الوزن ومقاومة الماء وسرعة الاستجابة وسهولة الاستخدام.

– يوسف حمزة يعمل على تطوير سرير طبي يمكن استخدامه وتحويله إلى كرسي متحرك داخل وخارج المنزل وضمن المشافي الأمر الذي من شأنه تخفيف معاناة مستخدميه وذويهم.
– فارس محسن الباروكي أنجز ابتكاراً جديداً يتمثل بمحرك يعمل بتأثير الهواء المضغوط بهدف توفير الوقود وإيجاد بدائل للطاقة تخدم المواطن دون أعباء مادية.
– منذر البوش، الذي يدير مركزاً لتأهيل المخترعين الشباب، أطلق النموذج الأولي لسيارته الجديدة الصديقة للبيئة التي تعتمد على الطاقة الشمسية والكهرباء المنزلية.
– وهنا لا بد من استذكار الشهيد عيسى عبود الذي اغتالته يد الإرهاب في بداية الحرب السوري وهو الذي شارك في معرض الباسل للإبداع والاختراع سنة 2004 ولمدة 5 سنوات متتالية وحصل على الجائزة الذهبية لأصغر مخترع في العالم، كما حصل على شهادة تقدير من “الوايبو” العالمية عن الاختراعات التي قام بها والمتعلقة باستخراج الطاقة الكهربائية من الأرض وتخزين المعلومات في الأدمغة الحية وتحديداً بمخ الديك.”
عن شباب سورية، عن مخترعيها ومكتشفي الابتكارات في الزمن الصعب، تحدثنا في هذا المقال.. أن تكون متميزاً مخترعاً مبدعاً ذلك شيء عظيم، فكيف إذا استطعت نيل هذه العظمة في ظروف لا مكان فيها إلا للدماء و النار.. مخترعو سورية وشبابها في زمن الحرب، أجادوا واستطاعوا.. بأن يحيوا نوراً وفكراً و اختراعاً… شباب سورية هم ثروة وطن.

آخر الأخبار
"الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا مواطنون لـ"الثورة": الأسعار تنخفض ونأمل بالمزيد على مستوى الكهرباء وبقية الخدمات الوزير أبو زيد من درعا.. إحصاء المخالفات وتوصيف الآبار لمعالجة وضعها أعطال بشبكات كهرباء درعا بسبب زيادة الأحمال جديدة عرطوز تستعيد ملامحها الهادئة بعد قرار إزالة الأكشاك استثماراً للأفق المستجد.. هيئة الإشراف على التأمين تفتح باب ترخيص "وسيط تأمين" جسر جوي _ بري مؤلف من أربعين شاحنة من المملكة العربية السعودية للشعب السوري الشقيق