الثورة أون لاين – لميس عودة:
لأنها سورية بنبضها العروبي والقومي وبمدلولات ثباتها وعمق انتمائها كان الاستهداف الإرهابي لها على أشده، ولأنها لم ولن تحرف بوصلتها عن قضايا الأمة المركزية وضعت سيناريوهات استهدافها بالإرهاب بمختلف أشكاله حسب الإحداثيات الصهيونية، ولأن دورها ريادي مقاوم أبت إلا أن تستبسل لصونه والتمسك بعروة ثوابتها الحقة، فصمدت وما زالت صامدة رغم الاستهداف الإرهابي الممنهج للنيل منها، فتكسرت على عتبات منعتها كل المخططات الصهيو- أميركية.
فمنذ بدء الحرب الإرهابية على سورية منذ عشر سنوات أُريد للمنطقة أن تكون على صفيح مشتعل من إرهاب وتدمير، والهدف غير المعلن من الاستهداف يكمن في خصوصية سورية بموقعها الجغرافي السياسي والاستراتيجي ودورها الريادي العروبي القومي المشرف، فأراد أعداء نهجها المقاوم أن تزنر جغرافيتها بالنار, لكنها صمدت وكُللت قممها بالغار, وأرادوا أن تكون مدنها وبلداتها رهينة إرهابهم وحبيسة فكرهم الظلامي، فكان الرد السوري حازماً بأن سورية قلعة الصمود والتصدي عصية على مخططاتكم ومؤامراتكم.
فمن فخخ منطقتنا بديناميت الإرهاب، ونفث سموم الحرب العدوانية على الجغرافية السورية أراد تقطيع الأوصال التي تربط سورية بامتدادها المقاوم، ومن رمى عيدان ثقاب إرهابه على امتداد خريطتها الوطنية أراد أن يحرق إمكانيات الثبات على الخيار الوطني المقاوم الرافض للتبعية والهيمنة الاستعمارية وتمرير المشروعات التخريبية.
في كل ما جرى ويجري من استهدافات عدوانية عايشنا ونعايش حتى اللحظة الراهنة فصولها الإجرامية خططت أميركا وساهمت في صب زيوت الاشتعال الإرهابي على المشهد السوري، ورسمت ونفذت حكومة العدو الصهيوني وأدوات إرهابها سيناريوهات العدوان، فمنذ بداية الحرب الشرسة التي استهدفت سورية وكل ما أريد له أن يجري من تدمير واستنزاف كان المخطط صهيونياً، وذلك في محاولات يائسة لإنهاك الدولة السورية وإضعاف جيشها باعتباره القوة الصامدة على خط المواجهة مع العدو الصهيوني، إذ لم تستهدف دولة في العالم كما استهدفت سورية لدورها المقاوم، ولم تسخر ترسانة إعلامية ضخمة كما سخرت لتشويه الحقائق والمجريات على الأرض السورية، ولم تثر زوابع تضليل وأباطيل كاذبة في المحافل الدولية كما أثيرت ضد الدولة السورية، فسيل الافتراءات والادعاءات والاتهامات الباطلة تتوالى على منابر المحافل الأممية لاتهام سورية، والهدف من وراء ذلك جلي وواضح، أن سورية هي الرقم الصعب في معادلة مقاومة المنطقة الذي يصعب على الأعداء كسره، ويستعصي عليهم فك شيفرة صمودها ومنعتها.
عندما شن أعداء سورية حربهم الإرهابية عليها لاستهداف مقومات وجودها وإنهاك جيشها ومحاولات النيل من صمود شعبها، ظنوا أن ذلك سيجعلها تتخلى عن ثوابتها ودورها المقاوم، راهنوا على أوهام، وغاب عن بالهم أن كل تضحية قدمها السوريون على مذبح الشهادة واستقلالية السيادة وصون وحدة الأرض لا تزيد السوريين إلا منعة وإصراراً على قطع الأيادي العابثة بأمانهم واستقرارهم، ووأد أجندات التقسيم الصهيو- أميركية.
و يعي الجميع أن الحرب الإرهابية على سورية، وكل ما جرى ويجري على أراضيها من عدوان وعمليات سلب وسرقة لثرواتها النفطية والزراعية، يقف وراءه الكيان الصهيوني ودول التآمر والهيمنة العالمية، لوقوفها إلى جانب المقاومة وصمودها في وجه مشاريع ومخططات الاحتلال في المنطقة التي تريدها حكومة العدو منطقة تابعة لسياسات الغرب الاستعماري، فالتآمر على سورية هدفه استهداف محور المقاومة الذي أثبت وما زال أنه قادر على التصدي لكل المخططات المشبوهة، ومستمر في مواجهة ما يحاك للمنطقة من مشاريع تستهدف تفتيتها.
رغم كل عواصف الإرهاب واستعار نيران الاستهداف العدواني بقيت القضية الفلسطينية والحقوق العربية المشروعة أولى أولويات سورية قلب العروبة النابض، فالبوصلة السورية لم تنحرف يوماً ولم تضل أو تخطئ مؤشراتها، رغم كل سكاكين الغدر الأعرابي التي أشهرت لتصفية القضية الفلسطينية عبر استهداف المقاومة في حصنها المنيع، وغاصت عميقاً في جسد الصمود السوري، فقد ظلت فلسطين رغم كل الجراح سمت الدولة السورية، وما زادتها الجراح إلا تصميماً على التشبث بالنهج المقاوم، والقبض على جمرات الثوابت.
سورية اليوم تنتصر على أدوات أميركا والكيان الصهيوني، ومع كل انتصار لها تدق إسفيناً في المشروع الصهيوني، وتنسف المخططات الاستعمارية الغربية، ومع كل إنجاز لها تؤكد أنها ستبقى قلب العروبة النابض عزة وشموخاً، وأنها شمس المقاومة الحقة التي لن تغيب.