الثورة أون لاين- عائدة عم علي:
“القضية الفلسطينية في مشهدها الراهن” هو عنوان المحاضرة التي نظمتها اليوم مؤسسة القدس الدولية – سورية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية في ثقافي أبي رمانة بدمشق.
وأكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان أن المشهد الفلسطيني اليوم أمام ظرف دقيق يحتاج إلى متابعة وتدقيق انطلاقاً من التفاعلات السياسية الدولية ولاسيما في ظل تعاطي الدائرة الأمريكية مع القضية الفلسطينية، وما نشهده من هرولة نحو التطبيع مع كيان الاحتلال.
وقال سليمان إن السياسات الأمريكية المتعاقبة تتعاطى مع الملف الفلسطيني بما يخدم مصالح كيان الاحتلال مضيفاً أنه منذ انطلاق المفاوضات الفلسطينية في مدريد عام 1981 كانت الإدارات الأمريكية تتحدث عن الشرعية الدولية وتدين الاستيطان ولو بمجرد كلمات، إلى أن جاءت إدارة ترامب لتنسف وتنتهك كل القرارات الدولية، من اعترافها بالقدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال مروراً بمحاولة شرعنة الاستيطان، وليس انتهاء بإعادة تعريف قضية اللاجئين.
وشدد سليمان على أهمية التوافق على رؤية سياسية ونضالية تعيد الاعتبار للحركة الوطنية كونها حركة تحرر تناضل بمختلف أشكال النضال من أجل تحرير أرضها من الاحتلال والاستيطان.
والنقطة الأهم هي العمل بشكل سريع على استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام ووضع الآليات التي من شأنها التسريع بهذه المسألة وهذا ما يساهم بشكل مباشر في تهيئة الأجواء لاستنهاض الحالة الفلسطينية في جميع تجمعات الشعب الفلسطيني.
كما أكد الباحث على أهمية الشراكة الوطنية التي تعطي دفعاً قوياً لتطبيق الاستراتيجية الوطنية وهذا ما يفسح المجال أمام جميع المكونات الوطنية لتأخذ دورها في العملية الوطنية انطلاقاً من كون المخاطر التي تطرحها ما يسمى صفقة القرن تجعل من جميع القوى والتيارات الفلسطينية معنية بتحمل مسؤولياتها الوطنية وتحمل أعباء المواجهة.
ونوه إلى ضرورة طرح استراتيجية وطنية تدافع عن حق العودة وتولي الاهتمام لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين وضرورة تعزيز التنسيق مع الحركات الشعبية العربية من أجل تحمل مسؤولياتها القومية في دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة عمليات التطبيع المتسارعة.
وختم الباحث محاضرته بالقول إن محور المقاومة المتمثل بصمود سورية هو حجر الأساس في التصدي للمشاريع الصهيونية ولاسيما أننا اليوم ننظر بقلق حول الهرولة إلى التطبيع مع كيان الاحتلال، مضيفا أن مسارات البحث عن التسوية السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي افتقدت قوة الدفع اللازمة من قبل المجتمع الدولي بعد أن تراجع الحراك السياسي والدبلوماسي المرتبط بالبحث عن تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وهو ما يدق ناقوس الخطر.
حضر المحاضرة عدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية ونخبة من الباحثين والمهتمين وفعاليات ثقافية واجتماعية.