الثورة – علا محمد:
تحدياتٌ وتطورات.. هكذا هو الواقع الراهن في سوريا، واقعٌ يضيئه الأمل لينير دروب المحتاجين، وليكون هديةً يتبادلها أهل الخيرلتعزيز قيم التعاضد والتكاتف، وجمعية “بسمات الأمل”، خير شاهدٍ على ذلك، فهي مؤسسة إغاثية خيرية نشأت منذ 14 عاماً، تدعم أبناء الوطن وتعمل على بناء مستقبل أكثر إشراقاً لأجياله القادمة.
مع انطلاق الثورة السورية بدأت الجمعية عملها- بحسب مديرة الجمعية في أميركا -السيدة عزة بدرة التي أوضحت في لقاء مع صحيفة الثورة عمل الجمعية في السنوات الأولى، إذ ركز على دعم الأيتام ثم توسع تدريجياً ليشمل دعم طلاب المدارس، ترميم المنازل المدمرة، وتقديم الرعاية الصحية من خلال المستوصفات.
وكانت أعمال الجمعية في البداية محصورة بالمناطق الشمالية، حيث تمركز المقر في تركيا والشمال، ولكن مع تحرير الأراضي السورية، انتقلت الجمعية لممارسة عملها على أرض الواقع داخل سوريا، وافتتحت فروعاً في كلّ من حمص، دمشق، حلب، واللاذقية، بهدف توسيع دائرة التأثير وتقديم المزيد من الخدمات
التعليم والأيتام.. أولوية
أكدت السيدة بدرة أن المؤسسة حريصة على رعاية الأيتام، وتعمل على دعمهم ليكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع، ولا يقتصر دعمهم على الغذاء والكساء فحسب، بل يشمل التعليم المهني والتدريب الحرفي، لتمكين الأطفال من دخول سوق العمل وتوفير مصدر دخل مستقل لهم، وتحدثت عن خطّتها المستقبلية المتمثلة في إنشاء دور للأيتام، تحتضنهم منذ بداية مسيرتهم التعليمية حتى يخطو خطواتهم إلى بر الأمان، في هذا السياق، تشير عزة إلى أنه “بحسب الإحصائيات” هناك أكثر من 1,200000 طفل يتيم في سوريا، وأن العمل المستمر والدعم الجماعي هو السبيل لخفض تلك الأرقام.
من جانبه أوضح مدير “بسمات الأمل” في تركيا وسوريا باسل الخطيب، أن الجمعية بدأت عملها في الشمال السوري، لكن مع استقرارالأوضاع، تمّ التخطيط لافتتاح مكاتب إضافية في محافظات أخرى، تشمل مهامها الآن كفالة الأيتام، الرعاية الصحية عبر المستوصفات، إعادة إعمار المنازل المهدّمة، وتوزيع الملابس عبر مراكز تمّ تأسيسها لهذا الغرض، كما أطلقت الجمعية مشروع إنشاء مراكز لتوزيع الملابس، وتسعى لفتح دور أيتام تقدّم برامج تعليمية حديثة ومستدامة، متجهة بشكل خاص نحو دمشق وحلب كمراكز رئيسية.
وصرح الخطيب خلال حديثه أن عدد الأيتام المدعومين حالياً هو أكثر من 1000 طفل يتيم، موزعين في دمشق، إذ بلغ عددهم 300 طفل وفي حمص 200 طفل، و300 طفل يتيم في كلٍّ من حلب واللاذقية، والجدير بالذكر والمؤسف وجود قائمة انتظار تضم نحو 5000 طفل يتيم، كُفل منهم حتى الآن 100 طفل والباقي بانتظارالحصول على الرعاية صغيرٌ تبرع بقميصه “المتبرعون السوريون هم أهل الخير، أبطال هذا الزمن”، هكذا أسماهم الخطيب، وأشار إلى أن الجمعية تعمل حتى الآن على دعم ذاتي، من دون تلقي دعم خارجي من منظمات أممية أو دولية، إذ يعتمد تمويلها على تبرعات السوريين من داخل وخارج البلاد، التزاماً منهم برسم ملامح مستقبل أكثر أملاً.
وبمناسبة الحديث عن التبرع أراد الخطيب أن يروي لـ “الثورة” حادثة صغيرة، لكنّها عظيمة وقال: “في أحد المبادرات التي تعنى بكسوة الأيتام، وضعنا سللاً للتبرع بالألبسة وغيرها، فتفاجأنا بالكمية الكبيرة التي حصلنا عليها، من أهل المخيمات، ومن بينهم طفل صغير جاءنا ليخلع قميصه ويضعه في السلة، وطلب منا التبرع به، رغم أنه أحوج إليه”.
وهذا إن دل على شيء، دل على مدى عمق العطاء والأصالة في قلوب السوريين، ما يعكس قوة الأمل والإصرارعلى غمر حياة المحتاجين بالمساعدة رغم الظروف الصعبة.