الثورة:
تحتضن العاصمة السعودية الرياض، النسخة التاسعة من “مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الدولي (FII 2025)”، المقرر انعقاده بين 27 و30 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بمشاركة غير مسبوقة من زعماء العالم، من بينهم رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع، في حدث يُتوقّع أن يشكّل محطة مفصلية في مسار التعاون الاقتصادي العالمي.
وقال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار، في مؤتمر صحفي عقده في الرياض، إن نسخة هذا العام تُسجّل رقماً قياسياً على مستوى الحضور الدولي، موضحاً: “لأول مرة في تاريخ المؤتمر سنستضيف أكثر من 20 زعيماً من مختلف أنحاء العالم، بعدما كان الحد الأقصى في الدورات السابقة لا يتجاوز ثلاثة قادة”.
وأوضح أتياس أن المؤتمر، الذي يُقام تحت شعار “Unlocking Prosperity” (إطلاق الازدهار)، سيجمع أكثر من ثمانية آلاف مشارك، بينهم 40 وزيراً و600 متحدث، يمثلون حكومات وشركات عالمية وصناديق استثمارية كبرى، مشيراً إلى أن “النسخة التاسعة ستكون الأكبر والأكثر تأثيراً في تاريخ المبادرة”.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس الشرع في فعاليات المؤتمر، إذ سيتحدث في الجلسة الافتتاحية باسم الجمهورية العربية السورية، في خطوة تعبّر عن عودة دمشق إلى الساحة الاقتصادية الدولية بعد عام من انطلاق مرحلة التعافي الوطني.
وقال أتياس: إن “سوريا تسير بخطى واثقة نحو إعادة الإعمار بقيادة الرئيس أحمد الشرع، والسعودية ستكون شريكاً رئيساً في دعم هذه النهضة”، مشيراً إلى أن الزيارة المنتظرة للرئيس السوري إلى الرياض تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية مهمة.
وأشار المنظمون إلى أن المؤتمر سيشهد مشاركة من أبرز القادة العالميين، بينهم نائب رئيس الصين، ورؤساء الأردن والعراق وباكستان وموريتانيا وألبانيا وبنغلاديش وكوبا ورواندا وسوريا، في مشهد وصفه أتياس بأنه “الأوسع تمثيلاً للجنوب العالمي في تاريخ المؤتمر”.
منذ إطلاقها عام 2017، تحوّلت مبادرة مستقبل الاستثمار إلى منصة عالمية لبلورة الرؤى الاقتصادية وبناء الشراكات العابرة للحدود، إذ تجاوزت قيمة الاتفاقيات الاستثمارية الموقعة في دوراتها السابقة 200 مليار دولار، توزعت على مجالات الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، النقل، والخدمات اللوجستية.
وتُعدّ مشاركة الرئيس أحمد الشرع في “مستقبل الاستثمار 2025” إشارة واضحة إلى انفتاح اقتصادي ودبلوماسي متصاعد بين دمشق والرياض، وإلى رغبة مشتركة في إعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والعالمي، كما تمثل خطوة متقدمة نحو استقطاب الاستثمارات إلى سوريا، وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي ضمن رؤية إقليمية تهدف إلى تحقيق التنمية المشتركة وبناء شراكات مستدامة.