الثورة
شهد قصر الشعب في دمشق، يوم أمس الاثنين، حدثاً دبلوماسياً جديداً يعكس اتساع دائرة الانفتاح الدولي على سوريا، حيث تسلّم الرئيس أحمد الشرع، أوراق اعتماد سفراء كلٍّ من المملكة العربية السعودية وإيطاليا وأرمينيا، بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني.
وخلال المراسم التي جرت في أجواء رسمية، قدّم السفراء الثلاثة أوراق اعتمادهم للرئيس الشرع كلٌّ على حدة، في خطوة أكدت – وفق بيان الرئاسة السورية – رغبة الدول الثلاث في تعزيز التعاون مع دمشق والانخراط في مسار العلاقات الجديدة التي تشهدها البلاد بعد مرحلة التحول السياسي.
وضمّ اللقاء كلاً من السفير السعودي فيصل بن سعود المجفل، والسفير الإيطالي ستيفانو رافانيان، والسفير الأرمني روبين خارازيان، الذين عبّروا عن تطلع بلدانهم إلى توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والإنساني مع سوريا، في ظل المناخ الإقليمي المتغير الذي يشجع على إعادة بناء الشراكات.
وكان الوزير أسعد الشيباني قد استقبل السفراء الثلاثة في وقت سابق من هذا الشهر، وتسلم نسخ أوراق اعتمادهم في مقر وزارة الخارجية، قبل أن تُستكمل الإجراءات الرسمية بتقديمها إلى الرئيس الشرع.
وتأتي هذه الخطوة امتداداً لمسار الانفتاح الدبلوماسي المتسارع منذ سقوط نظام الأسد البائد في كانون الأول 2024، حيث أعادت عدة دول عربية وغربية فتح سفاراتها في دمشق، في إشارة واضحة إلى استعادة سوريا مكانتها الإقليمية والدولية.
وكان الرئيس الشرع قد تسلّم في السادس من أيلول الماضي أوراق اعتماد سفراء موريتانيا والصومال والأردن والجزائر، مؤكداً حينها أن المرحلة الجديدة في السياسة السورية تقوم على “التكامل والتعاون بدل العزلة والانقسام”، بينما شدد السفراء على حرص بلدانهم على دعم جهود إعادة الإعمار والاستقرار.
وتفتح العلاقات مع الرياض الباب أمام تعاون اقتصادي واستثماري في مجالات إعادة الإعمار والطاقة، في حين تمثل إيطاليا بوابة للتواصل مع الاتحاد الأوروبي، أما أرمينيا فترسخ البعد التاريخي والثقافي لعلاقات سوريا مع القوقاز.