الثورة – وفاء فرج :
يعد المنزل نقطة انطلاق لأي مشروع متناهي الصغر، عادة يبحث الأفراد عما هو متوفر من إمكانيات يمكن التعويل عليها في بناء مورد دخل، سواء من قطعة أرض أو تصنيع منتجات، وأيضاً حرفة صغيرة.
وفي ظلّ التحديات الاقتصادية، يبرزالسؤال حول الجهة التي تقع عليها مسؤولية التوجيه والدعم، وهل هناك مبادرات فاعلة في هذا الإطار؟.
الخبيرالتنموي أكرم العفيف، مؤسس مبادرة المشاريع الأسرية السورية تحدث لـ”الثورة” عن تفاصيل المبادرة التي تهدف إلى إحداث تنمية شاملة وسريعة في سوريا عبراستثمار طاقات وإمكانات وإبداعات وأفكار السوريين في عملية تنموية شاملة، مشدداً على أن المفتاح يكمن في دمج الطاقات والإمكانات السورية في عملية تنموية شاملة.
وأوضح العفيف أن المبادرة تنطلق من فرضية أن كلّ سوري ينتمي إلى أسرة، وكلّ أسرة تنتج لأولادها، ولكن المنتج منه ماهو احترافي ومنه أقل احترافية وبالتالي فإن جميع الأسرالسورية هي أسرمنتجة.
مبيناً أن الهدف من المشروع هو الارتقاء بالإنتاج الأسري، بغض النظر عن مستوى احترافيته، ومحاولة أن يكون أفضل إنتاج ممكن.
العفيف إلى أن المشروع الأسري يتميز عن المشروع الصغير بأنه لا يحتاج إلى مكان إنتاج خارج المنزل، ولا يتطلب تكاليف إضافية للكهرباء أو المياه أو أجوراليد العاملة، بل يعتمد على استثمار “الجهد الضائع” للأسرالسورية.
ثلاثة محركات
وبيّن العفيف أن المبادرة تعتمد على ثلاثة محركات رئيسية لضمان شمولية العمل وتكامل الخبرات، ويتضمن المحرك الرسمي الأول، جهات حكومية مثل هيئة تنمية المشروعات، والبحوث العلمية الزراعية، واتحاد الغرف الزراعية، واتحاد الفلاحين.
أما المحرك الأكاديمي، يتضمن حالياً 55 دكتوراً جامعياً، مع العمل على ضم المزيد.
والثالث هو المحرك الأهلي، الذي يشمل 60 إعلامياً، و25 صناعياً، و20 مخترعاً، ومديرو شركات، وصناع الجودة العرب، والجمعية السورية للتسويق، وأصحاب معارض الداخلية والخارجية.
آلية العمل والنتائج
وأوضح العفيف أن آلية العمل تعتمد على طرح موضوع رئيسي على المجموعة الرئيسية، ثم يتم تشكيل مجموعة فرعية متخصصة لهذا الموضوع،وقد أدّت هذه المنهجية إلى تشكيل 38 مجموعة فرعية متخصصة.
وقدّم أمثلة على الحلول التي تمّ إيجادها بشكل فوري ومباشر وتطوعي من قبل الخبراء، مثل إيجاد طريقة لتخفيض تكلفة السمك، وبدائل الأعلاف، وحلول لمشكلات التفاح والزيتون والحمضيات، وبدائل التدفئة، والنباتات العطرية والطبية.
واختتم العفيف بالتأكيد على أن الهدف هو ربط هذه المشاريع بالأسروتحسين وضعها، مشيراً إلى أن المجموعات الـ 38 تقدّم حلولاً حقيقية لمشكلات حقيقية، ما يؤدي إلى تغيير الواقع السوري نحو الأفضل، مشيراً إلى أن المبادرة ستحقق معجزات في حال تمّ تبنيها ومأسستها.