الثورة – شيرين الغاشي:
تعود البطولة التي لا تشبه سواها، في جولتها الثالثة من دوري أبطال أوروبا، البطولة التي تنتظرها الجماهير في كل أرجاء العالم، حيث لا مكان للأخطاء، ولا مساحة للراحة، وكل دقيقة تمرّ تكتبُ مجداً جديداً في تاريخ كرة القدم.
في لندن، تتجه الأنظار إلى قمة من نار بين آرسنال الإنكليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني، قمة بين فريقين يعرفان معنى الصلابة والطموح، آرسنال صاحب البداية المثالية، يدخل اللقاء وهو في المركز الخامس في الترتيب العام، يسعى لتحقيق فوزه المئة في تاريخه بالبطولة، لتعزيز سجله المذهل بانتصارات متتالية على أرضه دون أن تهتز شباكه، إذ يواصل المدفعجية سلسلة لا تصدق من الانتصارات بلغت أحد عشر فوزاً متتالياً في ملعب الإمارات أوروبياً، وستة انتصارات متتالية على الأندية الإسبانية، وهو رقمٌ لم يحققه أحد سواه.
أتلتيكو مدريد من جانبه يدخل اللقاء منتعشاً بعد فوز عريض بخماسية على فرانكفورت، باحثاً عن استعادة توازنه الأوروبي رغم غياب نيكو غونزاليس، في مواجهة تعد اختباراً حقيقياً لإصرار سيميوني ورجاله أمام فريق لا يرحم.
ومن لندن إلى كاتالونيا، حيث يعيش برشلونة أجواءً خاصة قبل الكلاسيكو، عندما يستضيف أولمبياكوس اليوناني على ملعبه الأولمبي، وهو يدرك أن أي تعثر الليلة قد يُعقّد الحسابات في المجموعة.
برشلونة يحتل المركز السادس عشر بثلاث نقاط فقط، بعد فوز صعب على نيوكاسل وخسارة أمام باريس سان جيرمان، حيث يعاني من غيابات ثقيلة أبرزها: ليفاندوفسكي وتير شتيغن وجافي، وغارسيا، وقد يُفضّل المدرب هانسي فليك إراحة بعض الأسماء قبل مواجهة ريال مدريد في البرنابيو، لكنه يدرك أن جماهيره لا تعرف الأعذار في ليالي الأبطال، أما أولمبياكوس، العائد بعد غياب طويل، فيحلم بتحقيق فوزه الأول في المسابقة منذ أربع سنوات، وكتابة صفحة جديدة في تاريخه القاري.
وفي ألمانيا، يشتعل الصراع بين باير ليفركوزن وباريس سان جيرمان، مواجهة تجمع الواقعية الألمانية بالبريق الباريسي. ليفركوزن الذي لم يخسر تحت قيادة مدربه الدنماركي كاسبر هيولماند، يبحث عن فوز يعيد له الأمل بعد تعادلين متتاليين، إذ يحتل المركز الخامس والعشرين. من جهته، يدخل باريس سان جيرمان المباراة بثقة البطل وبسجل خالٍ من الهزائم في آخر أربع عشرة مباراة أوروبية، تحت قيادة لويس إنريكي الذي يسعى لتحقيق الانتصار السادس توالياً ليعادل أفضل سلسلة انتصارات في تاريخ النادي، رغم غياب ديمبيلي ونيفيز.
وفي إسبانيا، يحلّ مانشستر سيتي ضيفاً ثقيلاً على فياريال في ملعب لا سيراميكا، في مهمة كسر عقدة المباريات خارج الأرض بعد خمس مباريات أوروبية دون فوز، ففيما فريق بيب غوارديولا استعاد توازنه محلياً بانتصارين متتاليين وتألق هالاند الذي عاد ليقهر الشباك، يأمل فياريال أن يستغل عاملي الأرض والجمهور لخطف فوز تاريخي على بطل أوروبا.
وفي بقية المباريات، يستضيف كيرات ألماتي الكازاخستاني نظيره بافوس القبرصي، ويلتقي دورتموند مع كوبنهاغن، وآيندهوفن مع نابولي، ونيوكاسل مع بنفيكا، وإنتر ميلان مع يونيون سانت جيلواز.
إنها ليلة تنتظرها القارة وكثيرون حول العالم، ليلة تذوب فيها المسافات بين الجماهير، وتُرفع فيها رايات الحلم الأوروبي عالياً، ناهيك عن المتعة الأوربية القادمة من كل ملعب .
