كيف نتغلب على صعوبات النطق السليم عند الأطفال ؟

الثورة : زهور رمضان :

تواجه المدارس في كلّ أنحاء العالم من مشاكل وتحديات مهمّة تتمثّل في دعم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النطق، إذ تشير الأبحاث إلى أن مشكلات النطق تؤثرعلى بعض الأطفال في سن الدراسة، وتشمل صعوبة في لفظ الأحرف بشكل صحيح، أو التلعثم في الأحرف، أو غيرها من المشكلات الكلامية.

هذا يعني أنه من الممكن وجود طفل واحد أو أكثر في كلّ صف يعاني من مشكلة في النطق، ولأن القدرة على التواصل الشفهي بشكل سليم، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح الطفل أكاديمياً واجتماعياً، فإن دورالمدرسة في مساعدة هؤلاء الأطفال يصبح هو الأساس لمعالجة هذه المشكلة.

المدرسة وئام جروا أكدت في حديث لصحيفة لثورة :أنها تعاني في كلّ عام دراسي، من وجود بعض الأطفال في الصف الأول ممن لديهم مشكلات في نطق بعض الأحرف بشكل سليم، مما يضطرها إلى إعطائهم الدرس أحياناً بشكل إفرادي حتى لا يتعرض الطفل إلى بعض المواقف المحرجة من زملائه، الذين من الممكن أحياناً أن يتنمروا عليه.

مضيفة أنها تعمل على تأجيل تسميع الطفل للدرس حتى آخر التلاميذ في الصف، معللة ذلك بأنها تحاول بأن تجعله يستمع إلى قراءة ولفظ جميع الطلاب أمامه، لعله مع التكراراليومي للأحرف التي يعاني من نطقها، فبهذا يتمكن بشكل تدريجي من القدرة على لفظها بشكل صحيح مشيرة إلى أن التلميذ قد يستغرق أحياناً كلّ العام الدراسي حتى يصبح لفظه للحرف سليماً فالموضوع يحتاج إلى تأنٍ وصبر من المعلم وبمساعدة الأهل ليتجاوزالطفل هذه المشكلة.

تحفيز الطالب على القراءة

فيما بينت المدرسة نور يوسف أنها تتصرف بكلّ هدوء عندما تجد طفلاً في الصف يعاني من مشكلة لفظ أو نطق بعض الأحرف، وتعتمد على القراءة الشفهية وإعادة الأحرف يومياً، وخاصة للأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة، مبينة أن الطفل يحتاج في البداية إلى تشجيع المعلم المستمر للطالب في الصف، من خلال تحفيزه وتشجيعه على المشاركة في قراءة الأحرف أمام زملائه من دون خوف أو تلبك، فبهذا الأسلوب من الممكن للطفل أن يتطورويتحسن نطقه بشكل تدريجي، منوهة إلى أن هذه المشكلة تتكرر في كلّ عام وهي أمر طبيعي لأن بعض الأطفال قد يتأخر الجهاز النطقي لبعض الأحرف لديهم إلى مرحلة ما، ولكنّها تنتهي مع نهاية الصف الأول أو الثاني أحياناً.

واتفق المدرس حسام حسن مع آراء المعلمات، بأن الأطفال في المرحلة الأولى يتباينون في النطق وسرعة التعلم، وهذا لا يعني أن الطالب الذي لديه صعوبة في نطق الأحرف لا يمكنه مجاراة أقرانه في الصف ،فقد يتقدم عليهم في أمور أخرى، مثلا الإملاء والمهارات الكتابية، فبعض الأطفال يفقه تماماً الحرف الذي ينطقه المعلم، ويكتبه بشكل صحيح إملائياً،ولكنّه يعاني فقط من صعوبة نطقه أثناء القراءة الشفهية، وهذا الأمر سهل ويحتاج إلى بعض الوقت حتى يتمكن الطفل من نطقه مع التكرارومساعدة المعلم والأهل.

تكريس الوقت

وللتعرف على كيفية مساعدة الأطفال الذين لديهم مشاكل في النطق، تمّ التقاء بعض الأهالي الذين عبروا عن مشكلاتهم مع أطفالهم الصغار،حيث بينت السيدة أم محمد وهي أم لأربعة أطفال، بأن أبناءها يعانون من صعوبة في نطق بعض الأحرف في المرحلة الأولى، ولكنّها كانت تتجاوز ذلك من خلال تكريس الكثير من وقتها لطفلها، عندما يكون في الصف الأول، فهي تجلس معه لساعات تعيد وتنطق أمامه الأحرف، وتطلب منه تكرارها، وأحياناً تستعين بأخوته لمساعدتها، لافتة إلى أنها كانت تتواصل مع مدرسي أطفالها وتشرح لهم مشكلتهم في النطق وقد كان لهم دور كبير في نجاحهم وتحسين نطقهم.

فيما أشارت ابتسام حسن إلى أن ابنها كان لديه صعوبة في التعلم والنطق، وقد عانت كثيراً وخاصة من الأشخاص المقربين منه، فقد كانوا يقارونه دائماً مع أقرانه وأبناء عمومه ممن يماثلونه في العمر، مما أثرعلى نفسيته و اضطرها إلى نقله من مدرسته وتسجيله في مدرسة أخرى، بحيث تابعت مع مدرسته التي لعبت دوراً كبيراً في تشجيعه وتعليمه وكان لها الفضل الأكبر في تجاوز هذه المشكلة.

دعم الأهل والمعلم للطالب

وبهذا الخصوص بينت الاختصاصية التربوية حنان شهلة بأن المعلم هو الركيزة الأساسية في حياة الطفل المدرسية اليومية، ودوره مهم جداً في دعم الطالب الذي لديه صعوبة في النطق ضمن الحصّة الدراسية، إذ بإمكان المعلم تنفيذ إستراتيجيات تربوية بسيطة لكن فعّالة تساعد الطالب على الاندماج والتعلم بثقة، مثلاً عليه أن يمنح الطالب الوقت الكافي للتحدث كما يجب أن يتحلى بالصبرأثناء تواصله مع الطالب الذي لديه مشكلة في بعض الأحرف، مضيفة أنه من الممكن أن يحاول تجنب مقاطعته أو إنهاء الجملة عنه مهما طال تردده.

ويجب أن ينتظر بضع ثوانٍ إضافية بعد طرح السؤال، للسماح له باستيعاب الكلام والتفكير في إجابته، فهذا التمهّل يظهرللطالب أن مدرسه مهتم بسماع محتوى كلامه لا بطريقة نطقه فقط ، مما يخفف من شعوره بالضغط.

وأشارت إلى الابتعاد عن إجباره على أمور قد تخيفه وتشعره بالتلبك داخل الصف، ما يسبب شعوره بالحرج وتزيد تلعثمه في النطق، مثل القراءة الجهرية أمام التلاميذ أو الإجابة المفاجئة على سؤال دون تحضير، فمن الأفضل عدم مطالبة الطالب بالمشاركة الشفهية أمام الجميع إذا لم يكن مستعداً، ويمكن الاستعاضة عن ذلك بأن نوفر له سبلاً أخرى لإظهار معرفته؛ كأن تسمح له بتقديم الإجابة كتابة أو أن يعرض فهمه لك وحدك بطريقة فردية، والهدف هو تجنّب وضع الطالب في موقف قد يشعره بالخجل أمام زملائه دون إعفائه تماماً من المشاركة، لافتة إلى أن القراءة الجماعية أو الثنائية تفيده من ناحية أنه يشعر بالدعم ولا يكون مركز الانتباه وحده، وكذلك في العروض الشفهية، يستطيع الطالب تقديم عرضه أمام مجموعة مصغّرة من زملائه أو بحضور المعلم فقط كخطوة أولى، ثم تدريجياً أمام عدد أكبر عندما تزيد ثقته بنفسه، والغاية من كل هذا هي تقليل رهبة الصف مع استمرار تطوير مهاراته التواصلية من قبل المعلم والأهل.

آخر الأخبار
الشبكات المصغرة.. كهرباء للمناطق الأكثر احتياجاً إشارة إلى ما نشرته "الثورة" .. المباشرة بصيانة أوتستراد اللاذقية - أريحا "العرقوب الصناعية" في حلب.. قرن من الإنتاج بين الأصالة والتحدّيات بعد أسبوع من تحقيق لـ"الثورة".. القبض على لصوص الحقائب بحلب الصكوك المالية.. خطوة إنقاذ أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟  32 مليار ليرة بين الجيوب.. الرقابة تكشف فساداً في عقود للنفط والغاز كيف نتغلب على صعوبات النطق السليم عند الأطفال ؟ 122 ألف طن .. إنتاجنا "المتوقع" من زيت الزيتون توقعات البنك الدولي لنموالاقتصاد السوري تثيرالتساؤلات؟ سوريا تحتاج 25 مليون طنِّ إسمنت سنوياً مبادرة المشاريع الأسرية.. استثمار للطاقات المحلية ودعم الاقتصاد حين يشيخ الدفء.. بين حضن البيت ورعاية دور المسنين الحياة الصحية.. من طب الأطفال إلى الشيخوخة كيف يراها الباحثون؟ السلوك الإجرامي خطر ينمي العداوات ويهدد أركان المجتمع بمشاركة الرئيس الشرع.. الرياض تحتضن النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار   صندوق أوبك وبرنامج الأغذية العالمي يوقّعان اتفاقية لدعم الأمن الغذائي في سوريا خدمات توصيل الطلبات.. فرص تتفتح ومخاطر تستدعي المعالجة قمة "ميد 9" تدعم سوريا وتؤكد على الحل السياسي الشامل ثلاث قوائم تتنافس لإدارة اتحاد كرة القدم اعتماد "سفراء السعودية وإيطاليا وأرمينيا" يعزز الحضور الدبلوماسي لسوريا الجديدة