الحياة الصحية.. من طب الأطفال إلى الشيخوخة كيف يراها الباحثون؟

الثورة : علاء الدين محمد:

جهد مشترك لمجموعة من الكتاب جمعتهم أبحاث علمية تقدم وجهة نظر مبتكرة، وتعد واحدة من المجالات الرئيسية لشبكة التعليم والبحث العلمي العالمي.

صدر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب -وزارة الثقافة- كتاب جديد تحت عنوان ” نمط الحياة الصحي من طب الأطفال إلى طب الشيخوخة ” لمجموعة من المؤلفين، ترجمة خليل حمدان.

ساهم العديد من الأطباء المختصين بتأليف هذا الكتاب، وكان على رأسهم الدكتورة رويا كيليشادي التي تحمل دكتوراه في الطب، وهي أستاذه متفرغة، متخصصة في طب الأطفال.

الكتاب يحتوي على أربعة عشر فصلاً، كل فصل يشرح بشكل دقيق مستند إلى تجارب وإحصائيات كثيرة إثر عادات نقوم بها في حياتنا، ومدة وجودة العمر الذي نعيشه والدور الذي يؤديه النوم والغذاء وغيره في رفاهية وصحة الأفراد.

يتناول الكتاب أسباب بعض العادات السلبية، ويفصل العديد من الأمراض غير السارية كالسرطان والسكري وغيرها بلغة بسيطة قابلة للفهم، حيث يفهمها غالبية القراء فيستفيدون من قراءتهم ويصححون بعض الأخطاء في سوكياتهم المعتادة.

وأيضاً يقوم الكتاب على تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة، ومنح الآباء المعرفة الدقيقة ليستطيعوا إقناع أبنائهم بأهمية العادات الصحيحة السليمة، منذ نعومة أظافرهم، لأني كنت أكره أن أوجه لأنام ساعات كافية على سبيل المثال، دون إعطائي سبباً مقنعاً لتوجيه كهذا.

وقدم الكتاب نظرة شاملة على تفاعلات الجينوم ونمط الحياة والنظام الغذائي، ومع ذلك نظراً للمجال الواسع للمواضيع وقيود المساحة يتم ترك حساب مفصل للمواضيع للمستقبل، علماً أن هناك دراسات شاملة تجري الآن حول التغذية الجينية والجينومية والتحولات الإبيجينية المتعلقة بالبيئة والتغذية، واستخدام نتائج البحث في هذا المجال سيكون وسيلة فعالة ومبتكرة لحماية صحة الإنسان، والوقاية من الأمراض للأجيال القادمة.

كما سلط الكتاب الضوء على حالات التعاطي للكحول في سن مبكرة .. سن المراهقه والبلوغ، إذ يعد قضية خطيرة، قد يؤدي إلى تدهور علاقتهم مع أنفسهم وأسرهم، ومجتمعاتهم، مما يؤثر على تنميتهم الاجتماعية والاقتصادية، وأيضاً يؤثر على العمليات التنموية الديناميكية، ومن ثم يجب توفير الحلول ضمن إطار تنموي للوقاية والسيطرة على حالات التعاطي.

بالتالي يجب أن يستند هذا الإطار لمنع التعاطي على التنمية البشرية والتأثيرات الاجتماعية خلال السنوات الأولى، وعلى سمات الفرد القاصر التي تؤثر عليه في التعاطي.

لذا يعد استخدام الكحول من قبل الأطفال والشباب دون السن القانوني أشبه ب “ميدوسا” التي ولدت من أخطاء الإنسان، ويمكن هزيمتها فقط بواسطة سيف بيرسيوس الذي يستند إلى الأدلة العلمية.

سلوك الإنسان اليومي

وفي حديثه لصحيفة الثورة بين مترجم الكتاب الأديب خليل محمد حمدان أنَّ أجسادنا أمانة في أعناقنا وقال: إنني إذ أتحدث عن كتاب “نمط الحياة الصحي”، فإنما أقف أمام عمل علمي مهم، لا كسائر الكتب التي تستهدف الباحثين وحدهم بل عامة القراء كذلك بأسلوبه البسيط والواضح.

يغوص هذا الكتاب ليسبر أغوار العلاقة بين سلوك الإنسان اليومي وبين صحته منذ أن يفتح عينيه على الدنيا حتى يبلغ سن الشيخوخة، ولا عجب في ذلك، فإنَّ الغصن إذا قوّمته في صغره، استقام في كبره، والجسم إذا ربّيته على العناية، أتاك بالمناعة والوقاية.

يشرح الكتاب – والقول لحمدان ـ بالبرهان كيف أنَّ لقمة الطعام التي تضعها في فمك، والخطوة التي تمشيها في نزهتك، والنوم الذي تأخذه في ليلك، والسكينة التي تغمر بها قلبك، هي لبنات يبني بها جسمك صحته أو أمراضه.

وهل علل هذا العصر من سمنة وسكري وضغط وأمراض قلب إلا ثمرة شجرة غرست بذورها في الصغر؟

نعم، إن جذور هذه العلل تمتد إلى أيام الحمل والرضاع، فما أقسى أن نرى طفلاً قد أعدّ له من أسباب المرض في مهده ما لم يعدّ له من أسباب العافية في كبره.

وبالتالي يجدر القول إنَّ التدخل المبكر في نمط الحياة قد يعيد الأمور إلى نصابها، وهذا الكتاب يضع بين يديك الخريطة النافعة لهذا السبيل.

أما عن منفعته للمجتمع، فهو يقدم رؤية كاملة تجمع بين مسؤولية الفرد وواجب الجماعة.

فالمجتمع الرشيد هو الذي يشد أزر الأمهات بالعلم والمعونة، ويغرس في نفوس الأبناء حب الاعتدال والنشاط والغذاء السليم.

إنه استثمار في رأس المال البشري، يخفف الأعباء عن كاهل الدولة ويرفع من إنتاجية الأمة.

خاتماً بالقول: يُبرز الكتاب الدور التكاملي بين الطب والتعليم والسياسات العامة في بناء ثقافة صحية مستدامة.

إنه دعوة علمية وأخلاقية لإعادة تعريف “الرفاه” لا كترف جسدي، بل كأسلوب حياة واعٍ يضمن التوازن بين الجسد والعقل والمجتمع.

آخر الأخبار
"العرقوب الصناعية" في حلب.. قرن من الإنتاج بين الأصالة والتحدّيات بعد أسبوع من تحقيق لـ"الثورة".. القبض على لصوص الحقائب بحلب الصكوك المالية.. خطوة إنقاذ أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟  32 مليار ليرة بين الجيوب.. الرقابة تكشف فساداً في عقود للنفط والغاز كيف نتغلب على صعوبات النطق السليم عند الأطفال ؟ 122 ألف طن .. إنتاجنا "المتوقع" من زيت الزيتون توقعات البنك الدولي لنموالاقتصاد السوري تثيرالتساؤلات؟ سوريا تحتاج 25 مليون طنِّ إسمنت سنوياً مبادرة المشاريع الأسرية.. استثمار للطاقات المحلية ودعم الاقتصاد حين يشيخ الدفء.. بين حضن البيت ورعاية دور المسنين الحياة الصحية.. من طب الأطفال إلى الشيخوخة كيف يراها الباحثون؟ السلوك الإجرامي خطر ينمي العداوات ويهدد أركان المجتمع بمشاركة الرئيس الشرع.. الرياض تحتضن النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار   صندوق أوبك وبرنامج الأغذية العالمي يوقّعان اتفاقية لدعم الأمن الغذائي في سوريا خدمات توصيل الطلبات.. فرص تتفتح ومخاطر تستدعي المعالجة قمة "ميد 9" تدعم سوريا وتؤكد على الحل السياسي الشامل ثلاث قوائم تتنافس لإدارة اتحاد كرة القدم اعتماد "سفراء السعودية وإيطاليا وأرمينيا" يعزز الحضور الدبلوماسي لسوريا الجديدة "الداخلية" تضبط 12 مليون حبّة كبتاغون وتوقف زعيم شبكة التّهريب بريف دمشق كلية السياحة.. تحدّيات التّعليم وفرص المستقبل