الملحق الثقافي:رضوان قاسم:
القــُدسُ تبكي مجـدَ أمـّةِ يعربٍ
جعلوا العرينَ منـّازلَ الغُــرباءِ
إنْ يَصفعِ الغــرباءُ خـــدّاً فيهمُ
أعطــوهُ خــدّاً آخـــراً بحــياءِ
وهبوا عدوّهم الأمان بصمتهمْ
وســقوهُ نفطاً مُغـدِقاً بســـخاءِ
جعلوا الملاهي ساحةً لخيولهم
لمْ يــأبهوا لمطــامعِ الغربـــاءِ
وتــذلّلوا للطّــامعينَ بخيــرهم
حتى غدوا من أشهرِ الضُّعفاءِ
لم يرفغوا سيفاً بجبهةِ غاصبٍ
فالسّيفُ منتسبٌ إلــى الشُّرفاءِ
القــدسُ تأبى أن يجرِّد ســيفهُ
متخــاذلٌ ومنــافقٌ ومُــــرائي
إنّ القــصيـدةَ فيهمُ مهجــــوّةٌ
منبوذةٌ مــن غـالبِ الشُّـعراءِ
***
يا قدسُ روحي نخلةٌ نبتتْ بشـــاطئِ
دجــــلةٍ…… والنَّخلُ رمــزُ دمــائي
سيصيرُ يومــاً تمرُهــا نـــارَ اللّظى
يشــوي وجــوهَ السَّـــارقينَ هــوائي
زيتونةٌ فــي المغربِ العـــربيّ يسمو
غُصــــنُها بـــالبرتُقـــــالِ النَّائــــي
واللّيلُ تجـــري في دمشــْــقَ مياههُ
بـــــردى يصبُّ بتــونس الخضراءِ
بلقيسُ في الخرطومِ نشهدُ عُرسَــها
عــدنٌ تهدهـــدُ طفــــلةَ الـــــزّوراءِ
هــــذي بـــلادي كلّهــا عــــربيّـــةٌ
لــــو قُطِّعت ألفـــاً مـــن الأجــزاء
بغــدٍ يضيءُ النّــورُ فــي عتمَاتها
والشّمسُ تشرقُ في دجى الظَّلماءِ
فالنّــورُ يأتي من شبَــابكِ قُدسِــنا
وهبـوا الــردى أرواحهم بســخاءِ
أنــا واحــدٌ مــن ألفِ مليونٍ رأوا
أن يـدخلوا موسوعةَ الشــّهداءِ!!..
التاريخ: الثلاثاء13-7-2021
رقم العدد :1054