الثورة أون لاين – رنا بدري سلوم:
لم تنم عينا أسامة وشامة، ولم يتوقف قلباهما عن النبض طول فترة الحرب على سورية، كأبطال قصص الأطفال الخيالية التي حاكت الطفل فبنت في مخيلته بيتاً وشجرةً وغيمةَ أحلامٍ يرنو إليها بعيني الأمل وألوان الطيف، فلا يمكننا ونحن نقرأ منشورات الطفل حتى تمتلئ أرواحنا بالبهجة والغبطة رغم ما حلَّ بأطفالنا خلال سنوات الحرب الشعواء، فخلف حكايات ألف بسمة ودمعة التي ترسم في عيون أطفالنا بريق أمل، كادر تربوي ولغوي وأدبي وفنيٌّ يسهر ويعمل حتى يبصرُ النور إصدارٌ جديد من منشورات الطفل سواء السلاسل القصصية التي تصدرها “مديرية منشورات الطفل” أم مجلتا “أسامة وشامة”.
“الثورة” التقت مدير منشورات الطفل في الهيئة العامة السورية للكتاب ورئيس تحرير مجلة أسامة الشاعر “قحطان بيرقدار” للحديث عن عمل منشورات الطفل خلال سنوات الحرب وكيفية بناء محتوى قصصي يخاطب الطفل ويزيد من وعيه ويزرع الأمل وقيمة الوطن فيه رغم الدمار الذي عاشه، وإن لمن المهمات المباشرة لذلك المحتوى أن ننشأ طفلاً مبدعاً يتقن لغته العربية، ويكتب مستقبله في قصةٍ، ويقرأ أحلامه في كتاب، فكما قال قائد الوطن الرئيس بشار الأسد” الأطفال المبدعون ثروة وطنية وحضارية”.
” لم تتوقف منشورات الطفل عن الصدور في الهيئة العامة السورية للكتاب سواء السلاسل القصصية التي تصدرها مديرية منشورات الطفل ومجلتي أسامة وشامة وفقاً لما ذكره الشاعر “قحطان بيرقدار قائلاً: حاولنا خلال فترة الحرب وأمام المآسي التي عاشها الأطفال أن نلعب دوراً إيجابياً، فكنا من منحى نزرع روح الأمل والتفاؤل أي عملية رفع المعنويات عند الأطفال وإدخال الفرحة في قلب الطفل السوري وإعطائه الأمل في المستقبل، ومن منحى آخر نعزز عند الأطفال مفهوم حب الوطن وتعزيز قيمة الشهادة والشهداء ومفاهيم نبيلة لا بد من مواكبتها هذه الفترة.
وقد حاولت مديرية منشورات الطفل أن تكون مع الأطفال في الأماكن التي يوجدون فيها في المدارس ونوادي الأطفال والمراكز الثقافية ومقرّات الهيئة ومقر مجلتي أسامة وشامة ومديرية منشورات الطفل وذلك من خلال أنشطة تفاعلية كالاحتكاك مع الأطفال لنعرّفهم بإصدارتنا ومحاولة البحث عن المواهب الموجودة بينهم لنعكسها على صفحات هذه المنشورات، ليكون هذا التواصل حيّاً ومباشراً في كل الأمكنة.
ومن الأنشطة المميزة التي تركت أثراً في نفوس الأطفال، التي ذكرها بيرقدار كانت عام 2016 ” ذهبنا بصحبة أطفال طلائع البعث إلى المناطق المتاخمة للمسلحين، أعددنا أعداداً من مجلة “أسامة” تحمل تحية للجيش العربي السوري وقام الأطفال بتوزيع الأعداد على جنود جيشنا وهم على جبهات القتال، أما عن كيفية تعاطينا مع الحرب وكيفية التعبير عنها من خلال الأدب الموجه للطفل بكل أنواعه /قصة أو شعر أو مسرح/ يقول بيرقدار: عملنا ألا يخرج المحتوى المقدم للطفل عن زرع الأمل في نفوس الأطفال ورفع المعنويات وتعزيز قيم حب الوطن والتضحية في سبيله، وهذا ما حاولت منشوراتنا أن تعكسه وتعبر عنه خلال فترة الحرب على سورية.
وعن الخطط التي وضعتها مديرية منشورات الطفل بإصداراتها كافة ومجلتي “شامة وأسامة” لحماية اللغة العربية، يشير بيرقدار إلى أن الهيئة العامة السورية للكتاب تولي اللغة عناية فائقة في المنشورات، فالطفل حين يطالع ويقرأ ستزداد الحصيلة اللغوية لديه ويضبط الكلمات بالشكل الصحيح، لذا ننتقي عبارات سهلة تجعلهم يفهمون ما يقرؤون لنمكنهم من اللغة العربية فنحن أمناء في ذلك بكل تأكيد.
ويوضح مدير منشورات الطفل إلى أنه في الهيئة العامة السورية للكتاب لجنة لتمكين اللغة العربية تجتمع دورياً، ومن أبرز أنشطتها المسابقة التي تقوم بها الهيئة وهي حفظ الشعر العربي بأن يحفظ المشاركون قصائد من الشعر العربي وتكون محددة مسبقاً بمعاني المفردات والصور البيانية ويتم امتحانهم فيما حفظوه أمام لجنة مختصّة، فقد استطعنا أن نواكب حماية اللغة العربية والتوجه نحو التمكين وعلينا أن نواصل الدرب الذي بدأناه في جميع منشوراتنا.
ويختم رئيس تحرير مجلة أسامة الشاعر قحطان بيرقدار حديثه بالقول: “نعمل على تعزيز شعار الأمل بالعمل منذ زمن طويل، نطرح قيمة الأمل عند الطفل من خلال منشورات الطفل التي تصدرها مديرية منشورات الطفل ومجلتا شامة وأسامة، نعزز الأمل، لكن لا يكفي أن نعلّق النفس بالآمال علينا أن نقرن الأمل بالعمل، نحضّ الأطفال على الاجتهاد في دروسهم وأن يخططوا لمستقبلهم وينظروا إلى الأفق الأبعد، حتى في فترة الصيف نحضهم على اغتنام العطلة الصيفية بما هو مفيد ونافع بأن يخصصوا وقتاً لتنمية المواهب وممارسة الأنشطة المفيدة، إضافة إلى اللعب والنزهات لما له من آثار تربوية ونفسية إيجابية في نفوس الأطفال، نحضهم من خلال القصص والحكايا كل ذلك يقرن الأمل بالعمل، عندها نحقق أهدافاً عظيمة عند الأطفال لبناء جيل واع ومبدع قادر أن يعي حقوقه ويمارس واجباته في مجتمعه.