خارطة عمل رسمها خطاب القسم

الثورة أون لاين – نوار حيدر:

جاء خطاب السيد الرئيس بشار الأسد غنياً، تناول الكثير من القضايا، عرج من خلاله على أهمية التنوع الثقافي والفكري الذي قامت على أساسه حضارات دول عريقة.
فلكل منا عاداته وتقاليده وثقافته الموروثة التي تميزه ويميزها والتي يمكن أن ينغلق أو ينفتح بها على سواه،
ليشكل التنوع الثقافي والفكري حالة صحية لكل المجتمعات يلعب فيها المثقف والكاتب الدور الأكبر في إثرائه.

روح المواطنة..
أكد الدكتور أحمد علي محمد الأستاذ بجامعة دمشق وعضو مجلس اتحاد الكتاب العرب أن خطاب القسم للسيد الرئيس انطوى على كثير من الأفكار المهمة ومنها أثر التنوع الثقافي في قيام الحضارات، وهو أمر يضيء لنا أفق المستقبل الثقافي وتدعيم ما هو مشترك ليمسي أساساً لإعادة بناء الوطن الذي تضرر من جراء العصابات المسلحة التي لم تقم أي وزن للإرث الحضاري، إذ تعرض تمثال أبي العلاء المعري للتحطيم كما مست اليد الهمجية تمثال أبي تمام وكذلك لم تسلم منهم أوابد مدينة تدمر التي تعد إحدى معالم التراث العالمي، والمشكلة عند هؤلاء أن تلك الحضارة إنما أقيمت في الأصل على التنوع الثقافي وتبادل الأفكار، من أجل ذلك بدا لهم أنه بالإمكان محو تلك المعالم، بيد أنهم واهمون لأن سورية ولودة والشعب العربي في سورية متمرس في الإبداع الحضاري، ولسوف يعيد ذلك المجد سريعاً، في ظل قيادة حكيمة يرسمها السيد الرئيس بشار الأسد وهو ذو أفق واسع ومعرفة عميقة وإيمان صلب بقدرة سورية على النهوض من جديد، فالصمود الذي أظهره الشعب العربي في سورية صمود أسطوري، ولو لم يمتلك ثقافة التنوع ويعي القواسم المشتركة وسبل العيش الجماعي بمعزل عن الفئوية لما استطاع أن يصمد في وجه الحرب الطاحنة التي طالت الحجر والشجر والبشر، والتنوع الثقافي في الواقع يفضي إلى الحوار المنتج ويقي من التعصب والتمسك بما هو شخصي، ومن المؤكد أن ذلك الحوار يسهم في إيجاد ثقافة اجتماعية تغلّب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، كما يوطد مشاعر الانتماء ويعزز الهوية ويثبت المبادئ التي من شأنها إبراز روح المواطنة التي لا تعني فقط الحقوق وإنما تعني الواجبات، تحتاج منا سورية الكثير من التضحيات وتحتاج إلى رجال مخلصين ومثقفين شجعان يحاربون الأفكار السلبية التي تفت من عضد المواطن، ويواجهونها بجرأة، سورية في هذه الظروف تحتاج الى كل مواطن شريف غيور على مصلحتها وتحتاج إلى كل مثقف متنور يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ولهذا أرى أن طرح هذه الأفكار الإيجابية اليوم تزامناً مع المعاناة التي يعانيها السوريون قد تفتح مجالاً لإنهاء الأزمة لتعود سورية إلى سابق عهدها وربما إلى عهد أفضل وأكثر إشراقاً، والتفاؤل الآن هو ضرب من اليقين والإيمان، وهو أمر واقع لا محالة فسورية صمدت وستصمد وسبيلنا لبلوغ ذلك الهدف إنما هو التركيز على ما يجمعنا وفي مقدمتها الاعتماد على التنوع الثقافي .

رسالة للإنسانية..
يرى الدكتور ابراهيم زعرور أن خطاب القسم جاء ليرسم مرحلة استراتيجية لمستقبل سورية على الصعيد الداخلي الوطني وفي المنطقة بشكل عام والإقليم أيضاً وعلى المستوى الدولي، وكان تفصيلياً في بعض جوانبه التي تحتاج للمرور عليها ومن الصعب بل من الاستحالة بمكان رصد كل القضايا بمساحة صغيرة وببضع جمل أو كلمات أو نص وغير ذلك.
ومن الضرورة بمكان أن يشار إلى أن المرحلة القادمة فيها الكثير من العمل، والتي استُمدت من شعار الأمل بالعمل، وهذا يستوجب طرد الغزاة المحتلين من الأمريكان والأتراك، واستعادة الجولان العربي السوري من العدو الصهيوني، والقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، والتصدي للحصار الاقتصادي والعقوبات، والحصار بشكل عام منذ ٢٠١١ وحتى من قبل هذا التاريخ بعقود، وأيضاً الذهاب إلى الاعتماد على الموارد الذاتية في سورية، والارتقاء بالعمل من قبل الأجهزة الحكومية والتنفيذية، ليكون بمستوى طموح وتطلع الشعب ووفاء لدماء الشهداء الذين استشهدوا كي يبقى الوطن، وكذلك رعاية الجرحى والمصابين الذين قدموا أجسادهم دفاعاً عن الوطن، وسورية التي لقبت بتسميات متعددة هي رسالة للبشرية، فعندما نقول هي الشمس لا نعني الشمس أبداً إنما نعني شمس العلم والمعرفة والإبداع والعبقرية والأفكار التي سطعت على البشرية جمعاء منذ آلاف السنين بسبب احتضان سورية لكل الذين عاشوا على أرضها متكاملين مع بعضهم البعض في الانتماء والهوية والثقافة والفكر والعادات والتقاليد، وفي إنتاج الثقافة الإنسانية التي سجلتها الآثار السورية وترجمها التاريخ السوري بأحرف من نور، وبهذا وسواه كان التنوع المعرفي والثقافي والغنى الإنساني الذي ترك آثاراً على كل الشعوب في قارات العالم، وليس بإمكاننا التحدث عن العلماء والمبدعين والعباقرة والمفكرين والمثقفين بكل المجالات التخصصية بالتأكيد، ولكن يمكننا القول وبالعودة إلى صفحات التاريخ أن هؤلاء ومن في حكمهم شكلوا رافعة للإنسانية في كل مجالات الحياة والأنشطة والمهارات،

بل سطعت أفكارهم عندما أخذت أوروبا في نهضتها في القرن الخامس عشر، ما شكل البنى التحتية لنهضة أوروبا، ولسنا نحن من يقول ذلك إنما علماء ومؤرخي الغرب هم من يقول ذلك والمهتمين والمختصين والمتابعين. الحضارة الإنسانية وانتقالها عبر الأفكار والتأثير والتأثر والترجمة وطباعة المخطوطات وسواها وسورية بهذا المعنى كما ورد في خطاب القسم امتلكت هذه الحضارة منذ آلاف السنين والتاريخ وحافظت على الانتماء الوطني والعروبي والإنساني وأعطت البشرية الأبجدية الأولى، الحرف الأول والنقش الأول والنوتة الأولى والقانون الأول، وما زالت النسبة الكبيرة من الآثار الحضارية السورية مدفونة في باطن الأرض رغم أعمال السرقة والنهب والتدمير الممنهج منذ الحرب والعدوان والإرهاب في ٢٠١١ حتى اليوم إضافة لما فعله العدو الصهيوني في الجولان السوري وبفلسطين منذ الاحتلال وإلى اليوم لتغيير معالم الحضارة السورية في بلاد الشام، والتي تشمل الجمهورية العربية السورية بما فيها الجولان العربي السوري وفلسطين ولبنان وشرق الأردن والموصل وغيرها، وللتدليل على ذلك يمكن القول إن كل الحروب التي تعرضت لها سورية والوطن العربي منذ مئات السنين ولليوم هي لتدمير الحضاره ومعالمها وتشويه الهويه والانتماء وتزوير وتزييف التاريخ ولتدمير المجتمعات وتفتيتها وتقسيمها والذهاب بها إلى حرب أهلية دينية وطائفية ومذهبية وعرقية وقبلية وسواها، لكن التنوع السوري الغني عبر كل تاريخه أسقط هذه الحرب بكل تداعياتها وفي مقدمة الجميع كان أهل الفكر والثقافة والعلماء والمبدعين ومن في حكمهم، هم من خلق حالة الوعي لدى الشعب للدفاع عن الوطن، والتمسك به وبالهوية والانتماء، ومن سواهم من المعلمين والمربين وأساتذة الجامعات والمثقفين والكتاب والأدباء والفنانين وغيرهم الكثير في الوطن من خلق حالة الاستشهاد للدفاع عن الوطن والتضحية كي يبقى الوطن عزيزاً وكريماً، وقد حصدنا فوائد هذا الغنى والتنوع رسالة للإنسانية جمعاء في التصدي للحرب والعدوان والإرهاب إضافة إلى القضايا الأخرى التي جاءت في خطاب القسم الاستراتيجي لمستقبل سورية والسوريين.

آخر الأخبار
بارقة أمل.. طلاب من جامعة اللاذقية لـ"الثورة": كلمة الرئيس برنامج عمل بفضل الله وتضحيات المعذبين تحررنا من السويداء.. مواطنون لـ "الثورة": كخادم لا كحاكم كلمة تختصر الكثير عناوين المرحلة بعيونهم.. طلاب وأساتذة جامعيون لـ "الثورة": الخطاب يمهِّد لبناء سوريا الغد كذبة الممر الإنساني.. "الثورة" ترصد أحداث مجزرة "شارع علي الوحش" في مخيم اليرموك.. و١٢٠٠ سوري وفلسطي... بعفوية وبساطة.. طمأن السوريين تجهيز أسواق للبسطات والإشغالات لتنظيمها في جبلة وثائق "القضاء العسكري" المحروقة والسرية شاهد حي على إجرام نظام الأسد آثار الدمار الهائلة في درعا شاهدة على حجم الإجرام لنظام قتل الإنسان وحقد على الشجر والحجر حي القابون شاهد على وحشية النظام البائد "BBC news": رئيس سوريا الجديد يتعهد لشعبه بالحفاظ على السلم الأهلي مهندسون ومحامون من طرطوس لـ"الثورة": الخطاب أسس للعبور الآمن صحيفة "الثورة" ترصد توثيق قادة العمليات لمرحلة تحرير سوريا.. من التشتت إلى توحيد الفصائل بوضوح.. المشاركة عنوان المرحلة الانتقالية البيض بوفرة وتصدير للفائض وانخفاض السعر بنسبة 50% حملة للقبض على تجار المخدرات والسلاح في قيطة وجدية شمال درعا خطة لزراعة 600 ألف غرسة حراجية في تل الحارة أهالٍ من طرطوس: من مرحلة الثورة إلى بناء الدولة.. رسائل عمل 1950 شهيداً رووا بدمائهم تراب مهد الثورة في درعا البلد مواطنون من درعا لـ"الثورة": خطاب أجاب على تساؤلاتنا