الثورة أون لاين – حسين صقر :
تشكل العلاقة القائمة بين الأبوين المحور الأساسي لنسق العلاقات التي تقوم بين أفراد الأسرة، والمنطلق الأساسي لعملية التنشئة الاجتماعية، حيث تعكس العلاقة الأبوية ما يسمى “بالجو الأبوي العاطفي” للأسرة والذي يؤثر تأثيراً كبيراً على عملية نمو الأطفال نفسياً ومعرفياً، حيث تمثل تلك العلاقة نمطاً سلوكياً لأفراد الأسرة، وهذا يعني أن الطفل يكتسب أنماطه السلوكية من خلال تمثل هذه العلاقات السلوكية القائمة بين أبويه، ولاسيما أن الأطفال يتقمصون شخصية آبائهم وأمهاتهم ، ويتمثلون سلوكهم، كنموذج تربوي بشكل شعوري أو لاشعوري.
إذاً الأسرة تشكل بدورها محور التفاعل الاجتماعي والتربوي، ولهذا يؤكد السيد الرئيس بشار الأسد بشكل دائم على العلاقة القائمة بين الأسرة والفرد من جهة، والعلاقة بين الأسرة والمجتمع من جهة ثانية، كما يشدد سيادته على قيم التسامح والمرونة والرقة والحرية، واحترام الآخر، والتكافؤ والعدل والمساواة، في وقت يجمع فيه المربون على أن أسلوب الشدة لا يتوافق مع متطلبات النمو النفسي والانفعالي عند الأطفال، بل يؤدي في جملة ما يؤديه إلى تكوين مركبات وعقد النقص، والضعف، والإحساس بالقصور، وإلى تنمية الروح الاستلابية الانهزامية عند الفرد.
فالعلاقة الأسرية الناجحة تساهم بزرع قيم نبيلة بين أفرادها، وتؤثر بشكل مباشر في صلاحهم وإفسادهم، والأسرة أولاً وأخيراً هي من يزرع قيم التسامح والمحبة والتفاني والإيثار واحترام الغير، كما تساهم بتعليم الأبناء عادة صحية جيدة تتعلق بالصحة العامة والنظافة في الشارع والحي والمدرسة.
والأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية هي المؤثر الرئيسي في صلاح أو إفساد الأولاد، وتعمل على ترابطهم وتعزز قوتهم، وهو ما يجعل البلاد في أحسن حال وأعلى شأن.
كما أن الأسرة هي المسؤولة عن نشأة جيل كامل يقوم على أساسه نهضة الأمم وتقدمها، إذاً فلابد من امتزاجها ببعض جيداً حتى تستطيع أن تهزم وتضعف قوى الأعداء، لأن الأسرة هي عبارة مجموعة من الأشخاص التي تربطهم صلة دم واحدة، يتعاملون مع بعضهم ويتفاعلون يتلقون النصيحة ويسدونها، ويتبادلون العلم والثقافة، بشكل سليم، وهو ما تبتغيه الأسرة الصالحة الواعية.

التالي