تعيش الأسرة السورية بغالبيتها أوقاتاً صعبة بسبب الغلاء وقلة الموارد، وهذه الصعوبة حتى لو كانت الأسرة قليلة العدد.
إن الغلاء الذي يأتي على كلّ تحسن يسعى أفراد العائلة لتحقيقه في دخولهم، يجعلهم يعيشون في حالة سعي دائم تشبه من يركض للوصول إلى هدف ولا يصله، حتى لو كان عددهم أربعة داخل البيت الواحد وأربعتهم يعملون.
إن قلق تأمين لقمة العيش يرافقه، ضغط الوصول إلى الكهرباء والمواصلات، وإصلاح الأعطال وترميم البيوت، والتأسيس لمستقبل الأبناء،
إن عيش الزوج والزوجة والأبناء هذا القلق كله يعرض صحتهم النفسية للخطر، خاصة بعد ما عانوه طيلة سنوات الحرب.
يصبح الدعم النفسي اليوم ضرورة وحاجة كما في فترة الحرب والقتال والقذائف، ليبقى كل فرد متماسكاً يساعد نفسه قبل أن يساعد الآخرين، ليقوم بدوره فور انطلاق عجلة إعادة الإعمار، ويقدم مايملكه من خبرات لتنمية حياته ومجتمعه.
إن انتشار خدمات الدعم النفسي، والعلاج النفسي العصبي خدمة مهمة وضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى، للاستمرار، والنهوض من جديد، وإلا ستزداد معاناة الأسرة وتضعف قدرتها على مواجهة الظروف الصعبة، وإعادة بناء مجتمعها من جديد.
عين المجتمع -لينا ديوب