يبدأ النهار عندما تستيقظ النساء، فتضيء مصابيح البيوت، تفتح النوافذ ليدخل هواء جديد نظيف الى غرف البيت.
تدخل وتخرج بين الغرف لتوقظ الجميع وهي تنتظر الماء الساخن لإبريق شاي أو فنجان قهوة، تعد فطوراً، بينما تعد نفسها للخروج الى عملها، ربما برفقة زوجها أو أبنائها.
مر وقت طويل على بقاء النساء في البيوت ومحيطها القريب، قبل خروجهن الى العمل في مختلف المجالات، وخلال ذلك الزمن تمت قولبتهن بصور محددة، بأغلبيتها تستبعدهن من المشاركة بالحياة العامة، هذا الاستبعاد تبعه تغييب للكثير من الحقوق، هذا التغييب كرس غياب العدالة وتكافؤ الفرص بالمجتمع.
اليوم نتذكر جميعاً بداية نضال النساء لرفع آثار التاريخ الطويل لاستعبادهن، واستمرار العمل لنيل الحقوق المغيبة في البيت والعمل والفضاء العام.
ان خروج النساء الى التعليم والعمل بقي لفترات طويلة من دون حماية قانونية مع عدم قبول اجتماعي، جعل ذلك الخروج صعباً، الى أن بدأ القانون يفرض حمايتهن.
النساء اللواتي تبدأ حياة البيوت لحظة استيقاظهن، هن من بقين لفترات طويلة مهمشات مستبعدات، لكن الزمن تغير ورحلة النضال قطعت أشواطاً كبيرة، وكشفت ما يصيب الرجال والمجتمع من ذلك الاستبعاد، فتغيرت أساليب النضال، لينال الجميع حقوقهن وحقوقهم، لبناء مجتمع متوازن، لا تستخدم فيه فئة ذريعة لظلم فئة ثانية لخدمة نظام اقتصادي سياسي سائد.
هذا اليوم هو يوم تضامن النساء فيما بينهن، وتضامن النساء والرجال لبناء مجتمع يحقق العدالة وتكافؤ الفرص للجميع.
عين المجتمع -لينا ديوب