الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
قدم السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم تحليلاً عميقاً لعوامل النصر التي ساعدت سورية على هزيمة أعدائها وإفشال مخططاتهم والمحافظة على وحدة أرضها وشعبها.
كان أولها الشعب السوري الصامد ووعيه وتمسكه بثوابته الذي حياه الرئيس الأسد في مطلع خطابه بقوله: “أيها الشعب الصامد أحييكم تحية الوطن الراسخ في زمن السقوط.. الشامخ في زمن التهافت والخنوع”.. “تحية الشعب الذي حمى وطنه بدمه وحمله أمانة في القلب والروح فكان على قدر مسؤوليته التاريخية حين صان الأمانة وحفظ العهد وجسد الانتماء في أسمى معانيه والوحدة الوطنية بأبهى صورها”.
ثاني هذه العوامل الوعي الشعبي الوطني، أي وعي الذات والهوية ووعي الحاضر والمستقبل ووعي الأهداف والشعور والإبداع ووعي التحديات والمخاطر.. هذا الوعي كما أشار الرئيس الأسد هو” حصننا الذي يزيل الغشاوة عن العيون عندما ننظر لمستقبلنا، هو المعيار الذي نقيس به مدى قوتنا وقدرتنا على تحدي ومواجهة وهزيمة كل الصعاب”.
ذلك الوعي الذي منح ويمنح السوريين النظرة السليمة القادرة على التمييز ما بين الثوابت كالوطن والشعب وما بين المتغيرات كالأشخاص والظروف.. وما بين المصطلحات الحقيقية والوهمية، بين العمالة والمعارضة بين الثورة والإرهاب، بين الخيانة والوطنية، بين إصلاح الداخل وتسليم الوطن للخارج، بين النزاع والعدوان، بين الحرب الأهلية والحرب الوجودية دفاعاً عن الوطن.
هذه العوامل تمنحنا الرؤية الواضحة السليمة لفهم ما يدور حولنا من مخاطر وتحديات تمنحنا القدرة الفاعلة على التعامل معها بحكمة وبعد نظر غير قاصرة.
أمر آخر ساعد سورية على الانتصار هو الوحدة الوطنية التي مكنت من تحويل حدث دستوري إلى عمل سياسي وطني استراتيجي حمل ونشر رسائل كبرى عن الإجماع الوطني والتجانس الاجتماعي والتمسك بسيادتنا وحقوقنا.. وهي التي أعطتنا القدرة على فهم الخطط المعادية وتحديد مسارات العدوان وجعلتنا أكثر قدرة في مواجهتها وتخفيف أضرارها..
هذه القدرات لم تأت من فراغ كما أشار الرئيس الأسد، وإنما تنطلق من ثوابت وتستند إلى مسلمات.. هذه المسلمات هي المرجعيات التي تنطلق منها سورية في الحكم على الأمور فوجودها يوحد الآراء والأحكام تجاه قضية ما، وغيابها يشتت الآراء ويجعل تلك الأحكام خاضعة للأهواء الشخصية ولمقدار فهم كل شخص على حدة، فيحل الانقسام محل الإجماع والتناقض محل الانسجام ويتفرق الناس ويضعف المجتمع..
لقد أظهر شعبنا بفضل عوامل الصمود التي أشير لبعضها رقيه الوطني، وأن التحديات والضغوط زادته صموداً وتمسكاً بوطنه وسيادته وخياراته الوطنية، وأثبت للعالم كما أشار الرئيس الأسد أن قدر سورية أن تمنح التاريخ ملاحم يقرأ صفحاتها كل من يريد أن يتزود بدروس الشرف والعزة والكرامة والحرية الحقيقية.. فقد برهن الشعب السوري بوعيه وانتمائه الوطني خلال الحرب أن الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب.. ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب وعديد المرتزقة والمأجورين.
