الثورة أون لاين – حلب – فؤاد العجيلي :
كغيره من أسواق المدينة القديمة تعرض سوق ” السويقة ” في حلب القديمة إلى دمار نتيجة الحرب الإرهابية التي استهدفت بالدرجة الأولى حضارة حلب التاريخية وتطورها الاقتصادي ، ولكن إرادة أبناء حلب وفعالياتها الاقتصادية كانت أقوى من آلة الإرهاب فمع بزوغ فجر تحرير مدينة حلب نهاية العام 2016 وبداية العام 2017 بدأت إشراقات شمس إعادة الإعمار معلنة بداية مرحلة جديدة في تاريخ حلب.
• جولة ميدانية:
صحيفة الثورة وخلال جولة لها في سوق ” السويقة ” برفقة رئيس لجنتها ” محي الدين بادنجكي رصدت حركة إعادة الإعمار وعودة بعض الفعاليات التجارية إلى السوق ، حيث أشار بادنجكي إلى أن السوق يمتد من جامع الدباغة شمالاً إلى جامع الخير وبناية العداس جنوباً ، ويضم نحو 600 محل إضافة إلى الخانات والعبارات وبناية العداس التي تضم أيضاً نحو 140 فعالية .
وأضاف بادنجكي أن نسبة الدمار في السوق وصلت إلى نحو 30% بين دمار جزئي وكلي ، ومع تحرير حلب وبهدف إعادة إعمار السوق قامت غرفة تجارة حلب بتشكيل لجنة لإعادة تأهيل السوق ، وتم التواصل والتنسيق مع محافظة حلب ومجلس المدينة ” مديرية حلب القديمة ” من أجل ترحيل الأنقاض وإعادة الخدمات ومنح رخص الترميم والبناء، حيث تم تقديم التسهيلات من قبل مديرية المدينة القديمة والآثار والأوقاف كما تم التواصل مع أصحاب المحلات من أجل البدء بإعادة إعمار محلاتهم المدمرة ” جزئياً أو كلياً ” .
• عمليات الترميم مستمرة
وأشار رئيس لجنة السويقة إلى أنه ونتيجة لهذه الجهود مجتمعة تم إعادة ترميم وبناء العديد من المحلات حيث عاد نحو 30 محلاً لممارسة نشاطهم التجاري ومازال البعض يقوم بأعمال الترميم ، كما تم إعادة إعمار بناء العداس في الجهة الجنوبية وانتهت فيه الأعمال الإنشائية من صب للأعمدة والأسقف وما تزال الأعمال الباقية تجري بمتابعة وإشراف من مجلس مدينة حلب والآثار والأوقاف .
من جانبه جمال طحان وهو أول من قام بإعادة ترميم محله حيث أشار إلى أن حبه لمدينته وتعلقه بسوقها التجاري كان الدافع لعودته إلى السوق بداية عام 2019 .
بدوره عمار كركر – صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية – أوضح أنه يقوم بإعادة إعمار محله في بناية العداس ، إضافة إلى قيامه بإستعادة نشاطه التجاري في محل بديل ضمن السوق بشكل مؤقت .
عبد القادر كربوج – أشار إلى أن محله تعرض لحريق نتيجة الحرب على سورية ولبعض الأضرار في الإكساء ، قام بترميم محله وعودة نشاطه التجاري لبيع الألعاب والإكسسوارات والهدايا .
• ويبقى الأمل بمزيد من الخدمات :
معظم الذين التقيناهم في جولتنا من أصحاب الفعاليات التجارية أجمعوا أن إرادتهم أقوى من كل شيء ولكن يأملون اهتماماً أكبر من الجهات الحكومية وخاصة ضرورة تغذية السوق والأسواق المجاورة بالتيار الكهربائي من الساعة 10 صباحاً وحتى السادسة مساء علماً أن المنطقة ومحيطها يضم أكثر من 100 محل مستثمر ويمارس نشاطه التجاري حالياً ، كما يأملون أن يتم إحداث خط نقل داخلي ” باص أو ميكروباص ” يمر من منطقة وراء الجامع باتجاه طلعة خان الوزير والهجرة والجوازات وباب النصر وباب الحديد والقلعة .. ويبقى الأمل بالعمل هو الطريق والنهج لأبناء حلب .
تصوير : خالد صابوني