الثورة أون لاين – أحمد حمادة:
انسحبت أميركا من أفغانستان، وعلى الفور بدأت بالنبش بدفاترها المهترئة للاستثمار في أزمات العالم، واختراع أخرى، وصب الزيت على ثالثة، كي تضمن تنفيذ أطماعها الاستعمارية عن طريق الاستثمار بالإرهاب، والمضي قدماً بسياسة الفوضى الهدامة التي أسماها منظروها ومسؤولوها يوماً ب”الخلاقة”.
ولتحقيق هذه الغاية شرعت إدارة جو بايدن العدوانية بإطلاق التصريحات العنترية عن ضرورة الحل في هذه الدولة، ومحاربة الإرهاب في تلك، ومن الطبيعي أن تتجه قرون استشعارها إلى الدول التي تعارض سياساتها، وفي مقدمتها سورية.
فعلى مدى الأيام والأسابيع الماضية، التي رافقت انسحاب واشنطن من أفغانستان، كان مسؤولو البيت الأبيض والخارجية على استنفار دائم للحديث عن حرصهم المزعوم على الحل في سورية، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتباكيهم على الحرية وحقوق الإنسان، متجاهلين دوسهم للقرارات الدولية باحتلالهم للأراضي السورية، وانتهاكهم لحقوق السوريين بسرقة نفطهم وثرواتهم وقصفهم بالقنابل والصواريخ بحجة محاربة الإرهاب.
وكان من نتائج استنفارهم ذاك البيان الصحفي الممتلئ بالمغالطات والصادر عن خارجيتهم حول حادثة استخدام أسلحة كيميائية مزعومة قبل ثماني سنوات في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث لم يجد موظفو بلينكن سوى استمرارهم بإنتاج الأكاذيب حول الكيماوي في سورية ومواصلتهم النهج العدواني الأمريكي ضد سورية.
ادعاءات فريق بلينكن كانت باطلة شكلاً ومضموناً – كما أكدت سورية- لأنها ادعاءات تشوه الحقائق وتنشر أفكارها المضللة والكاذبة بخصوص حادثة استخدام أسلحة كيميائية مزعومة قبل ثماني سنوات في الغوطة الشرقية، ولأنها ترفض تقارير الخبراء الدوليين الذين فندوا أكاذيبها.
ولعل المفارقة المثيرة للسخرية أن واشنطن كانت قد نبشت هذه الأكاذيب غير مرة وفشلت في تحقيق غاياتها المشبوهة، ومع ذلك تحاول اليوم العودة للاستثمار في أكاذيبها ومزاعمها الوهمية لإطلاق الاتهامات الباطلة ضد سورية في الوقت الذي تدرك فيه أن الدولة السورية لا تمتلك هذه الأسلحة على الإطلاق ونفذت كامل التزاماتها بموجب انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية منذ ثماني سنوات.
لكن رغم كل هذه الأكاذيب والتضليل فإن خطوات واشنطن الجديدة ستكون فاشلة كسابقاتها، وتدرك سورية أن منظومة العدوان هي منظومة واحدة وتتوزع أدوار الهجوم عليها، ولاسيما ما يتعلق بما يسمى ملف “الكيماوي”، وكلنا يذكر مشروع القرار الفرنسي الغربي الذي قدم إلى الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأخير، حول ما تسميه هذه المنظومة “عدم امتثال الحكومة السورية” المزعوم لالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والذي تستنسخه واشنطن اليوم لإعادة الهجوم السياسي على سورية، بالأدوات والأضاليل ذاتها.