الثورة – مريم إبراهيم:
بهدف تمكين الشباب من خلال توفير الدورات التدريبية وورش العمل في مجالات مثل التسويق والتسويق الإلكتروني وإدارة الشبكات، وتوفير فرص للعمل وريادة الأعمال، بدت أهداف مهمة ضمن مشروع “قدرات” لتمكين الشباب في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
ويبرز الدور المهم لمركز “قدرات” والاحتياج الكبير له في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب السوري، ويعاني فيها من صعوبات كثيرة وتحديات أفرزتها سنوات الحرب الأليمة، وحال الكثيرين منهم يتحدث عن واقع مؤلم وجدوا أنفسهم محاصرين فيه ينشدون سبل النجاة، لتحقيق ذاتهم وكيانهم كحالة طبيعية لهؤلاء الشباب، لا سيما خريجي الجامعات من اختصاصات عدة.
من واقعهم..
بشعور من اليأس والإحباط يصف الشابان أحمد وعلاء ويوسف، وهم خريجا كليات هندسة حالهم ووضعهم المادي الصعب ورحلتهم الشاقة في البحث عن عمل، لطالما كان حلماً جميلاً، كان رفيق سنوات دراستهم منذ نعومة أظفارهم وحتى نهاية دراستهم الجامعية، إذ حان الوقت ليحجزوا لأنفسهم مكاناً في سوق العمل يناسب تخصصاتهم ومجالات دراستهم، إلا انهم لم يفلحوا بعد بتحقيق الحلم، والذي بدا بنظرهم بعيد المنال في واقع تأمين فرص العمل والذي يزداد صعوبة، لاسيما في ظل زيادة أعداد خريجي المعاهد والجامعات، وزيادة أعداد الباحثين عن عمل من جهة وقلة فرص العمل من جهة أخرى.
وبالطبع المشكلة ليست بجديدة أبداً، وحال هؤلاء الشباب هو حال كثيرين جداً من أقرانهم، إذ بدا موضوع الحصول على فرصة عمل مناسبة لهم أشبه بالمستحيل، لدرجة أن كثير من الشباب انصرفوا لأعمال أخرى بعيدة عمّا كانوا يطمحون إليه ولاتناسب خبراتهم وقدراتهم، فالمهم في فرصة العمل تأمين دخل مادي يعينهم في حياتهم اليومية، وهم بأمس الحاجة لهذا الدخل مهما بلغت نسبته حتى مع كمّ المجهود الكبير المبذول للحصول عليه.
دور حيوي
مدير مركز قدرات لتمكين الشباب في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المهندس أحمد شهاب بين في لقاء لصحيفة الثورة اهداف مركز قدرات، والذي يسعى لمساعدة الشباب والباحثين عن عمل من خلال تنفيذ جلسات إرشادية فردية لاكتشاف قدراتهم واستعداداتهم وميولهم، وذلك باستخدام اختبارات ومقاييس مهنية أهمها:
اختبار تمهيد، الذي يساعدهم على التعرف على ميولهم الشخصية وقدراتهم وإمكانياتهـم واهتماماتهم، ومن ثم وضع خطة عمل تساعدهم على سدّ الفجوة بين الطموح والمهارات الحالية من خلال التدريب لاكتساب المهارات والقدرات اللازمة لدخول سوق العمل بالشكل المطلوب، إضافة إلى تقديم معلومات حول متطلبات سوق العمل، والفرص المتاحة فيه وعملية العرض والطلب في مجالات العمل وتخصصاته، وكذلك رفع مستوى الجاهزية الفنية للمركز لتنفيذ دورات متخصصة ومهنية متعددة، و تطوير البنية الإدارية وتحسين كفاءة الأداء المؤسسي، و تعزيز الشراكة مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، مع توفير برامج تدريب مرنة سواء حضورية أم افتراضية أم مسائية لتناسب مختلف الفئات والشرائح المجتمعية، ودمج مفاهيم التمكين المجتمعي والتماسك الاجتماعي في المحتوى التدريبي المقدم، وتخصيص مساحات آمنة وبرامج مخصصة للنساء والفتيات لضمان الشمول.
ولفت مدير “قدرات” إلى أن المركز يقدم جملة من الخدمات المجانية، والمستفيدون من هذه الخدمـــات كثر، وهم الباحثون عن عمل، والراغبون بتطوير أنفسهم والحصول على المعلومات والمهارات والخبرات ذات العلاقة بمجال العمل، بما في ذلك زيادة الوعي المهني والتعرف على الطرق المختلفة لاستطلاع الخيارات المهنية والاحتمـالات لاكتساب مهارات خاصة بالعمـالات، و استهداف كل فئات المجتمع عبر تحديد الفئات ذات الأولوية في توجيه الخدمات لهم، ,لا سيما الشباب والنساء وذوي الإعاقة والعاطلين عن العمل والعائدين النازحين، والشباب العاطلين عن العمل الذين يسعون لتطوير مهاراتهم قبل دخول سوق العمل، إضافة إلى المؤسسات التي ترغب بتقييم مهارات موظفيها وتعزيز قدراتهم، والخريجين الجدد من الجامعات والمعاهد الباحثين عن فرص عمل تتماشى مع اختصاصاتهم ومجالات دراستهم، وتلبي احتياجات سوق العمل.
نحو الهدف
وبما يخص دورات التدريب والتأهيل في المركز أشار المهندس شهاب إلى أن برامج ومقترحات الدورات التدريبية تتضمن الدورات المهنية والحرفية التي تخص موضوع التمكين الاقتصادي، وهناك المهارات الرقمية والتقنية التي تتعلق بمجال التمكين الرقمي، وكذلك دورات تدريب وتأهيل حول ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة، ودورات تتناول المهارات الحياتية والاجتماعية، ودورات أخرى تهتم بمحالات دعم الفئات الخاصة والشرائح المجتمعية الهشة من النساء وذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين بمختلف أشكال وتصنيفات الإعاقة، إضافة إلى ما يخص تعزيز الثقافة المدنية والمواطنة وحقوق الإنسان واحترام الأنظمة والقوانين والالتزام بها، وكذلك العمل على تدريب وتأهيل موظفي الوزارة.