الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
الإعلان عن الأهداف الإنسانية شيء والعمل لأجلها شيء آخر، هذه المقولة تنطبق على سياسات أمريكا وأفعالها منذ أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 ، أمريكا التي شرعت لنفسها غزو واحتلال أي بلد تراه بمعيارها يخدم أطماعها، وهو ما قامت به في أفغانستان والعراق والمنطقة.
المتابع للسياسات الأمريكية يلحظ بوضوح كيف أضرت تلك السياسات بأوضاع البلدان التي غزتها وأنها تسببت بمقتل الكثير من المدنيين الأبرياء وتدمير منازلهم وممتلكاتهم.
فقد كشف تقرير أعدته منظمة (إير وورز) البريطانية لمراقبة الأضرار المدنية ونشرته صحيفة الغارديان أن الولايات المتحدة قتلت أكثر من 22 ألف مدني في اعتداءات وغارات جوية شنتها على دول عدة حول العالم منذ عام 2001 بذريعة مكافحة الإرهاب.
وأن الجيش الأمريكي نفذ ما يقرب من 100 ألف غارة جوية منذ عام 2001 قتل خلالها 22 ألفاً و679 مدنياً، ولكن هذا العدد أقل بكثير من العدد الحقيقي ويصل في بعض الاحصائيات إلى 48 ألفاً و308 مدنيين.
الأمر نفسه أكده بحث أعدته المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها، وأشار إلى أن العام الأكثر دموية في العقدين الماضيين لضحايا الاعتداءات الجوية الأمريكية من المدنيين كان عام 2003 عندما تم الإبلاغ بإحصاءات رسمية عن مقتل ما لا يقل عن 5529 شخصاً جميعهم تقريباً خلال الغزو الأمريكي للعراق في ذلك العام.
والملفت أن عدد الضحايا الفعلي للمدنيين الذين قتلوا جراء الاعتداءات الجوية الأمريكية بزعم محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي يصل إلى نحو 19624.
كما كان العام 2017 من أكثر الأعوام دموية عندما قتل ما لا يقل عن 4931 مدنياً وكانت الأغلبية العظمى منهم نتيجة الغارات التي شنها ما يسمى (التحالف الدولي) الذي تقوده الولايات المتحدة على سورية والعراق بزعم مكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي.
ومنذ إنشائه من قبل واشنطن في آب عام 2014 خارج إطار الأمم المتحدة اعتدى طيران ما يسمى (التحالف الدولي) مئات المرات على القرى والمدن والبلدات في دير الزور والرقة والحسكة وأريافها ما أدى إلى استشهاد آلاف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء إضافة إلى تدمير الجسور على نهر الفرات والمنازل والممتلكات والبنى التحتية والمرافق الحيوية فيها كما ارتكب هذا التحالف انتهاكات واعتداءات واسعة بحق السوريين.
وينشر (التحالف) الذي تشكل خارج إطار الشرعية الدولية في كل فترة بياناته الخاصة حول عدد ضحايا عدوانه على سورية والعراق التي تجافي الحقيقة وتقلل بشكل كبير من أعداد الضحايا.
في حين تؤكد منظمة (بحث قضايا الديمقراطية الحقوقية) الروسية في شباط الماضي أن (التحالف الدولي) ارتكب جرائم وحشية وانتهاكات واسعة ضد المواطنين السوريين، كما عرضت المنظمة صوراً ومقاطع فيديو موثقة تظهر العديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها التحالف على مدى السنوات الماضية بحق السوريين، والعديد من صور الضحايا والجرحى وبينهم نساء وأطفال، في الوقت الذي تتهرب فيه أمريكا من مسؤوليتها ووعودها التي أعلنتها من قبل لاسيما ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والقضاء على منابعه وتنظيماته وفي المقدمة حركة طالبان وتنظيمي القاعدة وداعش، وعلى الرغم من مرور عشرين سنة على احتلال العراق لم يتحقق أيا منها.
وبايدن الرئيس الأمريكي نفسه صرح بأنه سيزيل السرية عن تحقيقات الحادي عشر من أيلول2001 والتي سببت غزو أفغانستان، وحرب 20 سنة، وتكاليف 2 تريليون دولار، وآلاف القتلى والجرحى.. في وقت جاء تصريح لجهة إعلامية في الولايات المتحدة أن وكالة التحقيقات الفيدرالية أتلفت بعض التحقيقات كما حصل في اغتيال كندي، فالصناعة الإعلامية التضليلية الأمريكية تريد حرف الرأي العام العالمي عن الحقائق وتسليط الضوء على أكاذيبها وأضاليلها التي تطمس الحقائق، وتنشر الأكاذيب كما حصل بشأن بياناتها حول اعتداءات تحالفها المعادي ضد المدنيين ومهمة قواتها المحتلة في أفغانستان وغيرها