الجيش العربي السوري.. ملاحم النصر من تشرين إلى دحر الإرهاب

 
الثورة أون لاين – ريم صالح:   

في مثل هذا اليوم وتحديداً منذ 48 عاماً، دوَّت صفَّارات الإنذار في مستوطنات كيان العدو الإسرائيلي، وارتعدت أوصال متزعمي الحرب الإسرائيليين الذين غرِقوا في سبات أوهامهم، وراهنوا مخطئين على أكذوبة أنهم “الجيش الذي لا يُقهَر”، وإذ بالصواريخ السورية توقِظهم من أوهامهم المتغطرسة على واقع تبددت فيه الغشاوة، وبدا فيه المشهد واضحاً بكل أبعاده، فالمعادلة حسمت، والنصر تجلى وكان حليف الجيشين العربيين السوري والمصري، فيما الهزيمة، والعويل، والنحيب زلزلت أركان متزعمي العدو ومستوطنيه، ونداءات الاستجداء بداعمهم الأميركي والغربي لم تتوقف لنشلهم من واقع الهزيمة.
هي حرب تشرين التحريرية، ذكرى ماض تليد، وأمجاد عظيمة، سطرها بواسل جيشنا العربي السوري، هذه الذكرى المجيدة التي انتشلت خنجر نكسة 1967، ونكبة 1948، وغرسته في قلب كل صهيوني، ودفعت متزعميه إلى الاستقالة، هي الذكرى التي ما غابت عن أذهاننا لحظة، ولن تغيب، بل كانت حاضرة في وجداننا، وستبقى دليل عملٍ، وحافزاً إلى مزيد من البذل والعطاء.
رئيسة وزراء العدو آنذاك غولدا مائير وفي كتابها “اعترافات غولدا مائير”، والذي خصَّصت الفصل الرابع عشر منه لحرب تشرين وعَنوَنته بـ “الهزيمة”، وصفت الحرب “بالكارِثة الساحِقة، والكابوس الذي عاشته بنفسها، وسيظلّ معها على الدوام، ليس هذا فحسب بل إن مائير أوضحت أنه: “لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت فيها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثُبت أنها خطأ”.
وأيضاً في كتابها‏ “‏قصة حياتي‏” قالت مائير: “إنه لا شيء أقسى على نفسي من كتابة ما حدث في تشرين.. فلم يكن ذلك حدثاً عسكرياً رهيباً فقط، وإنما مأساة عاشت وستعيش معي حتى الموت.. لقد وجدت نفسي فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له “إسرائيل”.. هناك معتقدات أساسية انهارت في ذلك اليوم، منها إيماننا المطلق بقدرتنا العسكرية”.
أما وزير الحرب موشيه ديان فقد كتب في مذكراته حينها: “إننا لا نملك الآن القوة الكافية لإعادة السوريين إلى الخلف.. علينا الاعتراف بأننا لسنا أقوى منهم، التفوق العسكري الإسرائيلي انتهى إلى الأبد، وأيضا انتهت نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر، وعلينا أن نفهم أننا لم نعد القوة العسكرية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأن هناك حقائق جديدة علينا أن نتعايش معها‏”.‏
أما اسحاق رابين والذي كان أحد أهم متزعمي الحرب الإسرائيليين، فقد أكد تدمير معظم المعدات التي تساعد الجيش الإسرائيلي على استمرار القتال، وأضاف أنه لولا الجسر الجوي الأمريكي لما استطاع الصهاينة الاستمرار في القتال والذي يعد أضخم جسر جوي في التاريخ‏.‏
وفي كتاب أصدره جنرال الحرب إسحق حوفي قائد اللواء الشمالي لجيش الاحتلال الإسرائيلي جاء فيه: إن وزير الحرب موشيه ديان توصل تحت ضغط المفاجأة إلى خيار الهرب والفرار من الجولان في ثاني أيام الحرب، وجاء في الكتاب الصادر أواخر عام 2008 أن ديان الذي وصل إلي قيادة الجبهة في وقت مبكر من صباح يوم الأحد في السابع من تشرين أبلغ اسحق حوفي، أنه يعتزم الانسحاب من الجولان.
ويضيف حوفي: ديان كان قد أصيب بالصدمة من قوة الهجوم السوري في الجولان، وفي اليوم الثاني للحرب أي في 7 تشرين تصرف بطريقة دلت على شبه اليأس وتفكير جدي بالانسحاب من الجولان وبناء خط “دفاعي” على حدود خط الهدنة، وبالفعل أصدر أمرا في 7 تشرين بالانسحاب من الجولان وبإقامة خطوط “دفاعية” على الحدود القديمة (خط الهدنة) عند مجرى نهر الأردن.
أيضا نذكر هنا ما جاء في كتاب زلزال أكتوبر للمحلل العسكري الإسرائيلي زئيف شيف فقد ذكر فيه: “هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي يعالج فيها الأطباء جنوداً كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسي، كان هناك من نسوا أسماءهم، لقد دفعت إسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا، لقد هزت حرب تشرين إسرائيل من القاعدة إلى القمة، وبدلاُ من الثقة الزائدة جاءت الشكوك، وطفت على السطح أسئلة مُحرجة حول ما اذا كنا سنعيش على دمارنا إلى الأبد، وهل هناك احتمال للصمود في حروب أخرى”.
وختاماً.. في تشرين التحرير انتصرنا، وها نحن اليوم نجدد انتصاراتنا، بإنجازات بواسل جيشنا العربي السوري وباستبسالهم في الميدان، وبحكمة قائد الوطن، وإيمانه بجيشه وشعبه، وبصمود هذا الشعب وتلاحمه مع قيادته ومؤسسته العسكرية، لنبدد أساطير الأمريكي، والإسرائيلي، وكل منظومة العدوان المتآمرة، وأوهامهم المريضة، ونفند زيف أكاذيبهم، ونكشف زور ما يدعون.

 

آخر الأخبار
السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S الدفاع المدني يناشد الأهالي تجنب مخاطر مخلفات الحرب