الثورة أون لاين – رشا سلوم:
من المعروف أن ثمة حكايا ومرويات يتداولها المجتمع أي مجتمع كان وهي تجري على ألسنة الناس، مؤلفها غالباً مجهول، وكثيراً ما يضاف إليها وتتراكم الحكايا حتى تغدو ملكاً للمجتمع كله.
هذا جزء مما يسمى الأدب الشعبي وقد عمد الكثيرون من الكتاب والمبدعين إلى استلهام هذا اللون من الأدب في إبداعهم..
ويقال إن دون كيشوت ليست إلا رواية من الأدب الشعبي في المغرب العربي..
بكل الأحوال جمع وتدوين هذا الأدب عمل مهم وضروري ينهض به أفراد أو مؤسسات.
ومن المعروف أن سورية غنية بهذه الحكايا التي تتشابه وتتقاطع ولا يمكن حصرها بمكان ما مع الإشارة إلى خصوصيات كل محافظة سورية، من هنا تأتي أهمية كتاب (من الأدب الشعبي في ريف اللاذقية)، تأليف: حيدر محمد نعيسة.
تصميم الغلاف: عبد العزيز محمد.
إذا كان الشعر العربي “ديوان العرب”، فإن التراث الشعبي هو هوية الشعب، وأول سماته وعلاماته الفارقة وأهمها.
وإذا ما جاز لنا تجسيم التراث الشعبي، وتشبيهه بالبيت الطيني التراثي، فإن الأدب الشعبي هو بمنزلة سقف ذلك البيت، وأعلى ما فيه… وللبيت أبواب وأجزاء. وكذلك للتراث، وللأدب أبواب وأجزاء أيضاً.
في هذا الكتاب عيون الحكايات الشعبية في ريف اللاذقية، مسكونة بلهجتها العامية الدالة على روحها، ومجموعة من الأمثال الشعبية التي تحكي ثقافة المكان وساكنيه.
والكتاب الذي حاول جمع ما استطاع من الأدب الشعبي بمحافظة اللاذقية لم يخرج من إطار مناطقية المؤلف التي عاش فيها وسمع الكثير من حكاياها وهذا لا يعني أنه لا يوجد إلا هذه الحكايا بل يوجد الكثير الكثير ولكل منطقة حكاياها ولا يمكن الإحاطة بها كلها ولكن كان يمكن الإشارة إلى أن مئات بل آلاف القصص مثلها موجودة.
يضاف إلى ذلك إهمال جوانب أخرى من الأدب الشعبي مثل أغاني الحصاد والأعراس وغيرها.
ومع ذلك يبقى الكتاب عملاً مهماً بذل فيه معده جهداً كبيراً لجمع وتدوين هذا اللون من الأدب.
كتاب (من الأدب الشعبي في ريف اللاذقية)، تأليف: حيدر محمد نعيسة، يقع في 664 صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2021.