الملحق الثقافي:رضوان قاسم:
أشقى لكي أتأمَّلَ الشّمسَ التي نزلت تبدِّلُ ثوبَها خلفَ الجبال
فلعلَّها تمحو جنوناً مِن شقاءِ اليومِ أو ما قبلهِ،
ولعلَّني أصفو لأفكاري، وأخلدُ للسؤال،
ولعلَّني أصطادُ طيف حبيبةٍ، وقصيدةً كُتبتْ بماءِ الشّمسِ،
عندَ نزولها حينَ استحمَّتْ في المساء!!
لكنْ تغطِّي لوحةً للشّمسِ أسرابُ الظلال!!
* * *
ظلٌّ لهُ…
ولساكنِ الدورِ الأخيرِ من البناء،
لحمامهِ، لطيورهِ، لصفيرهِ!!
كانَ الحمامَ يطيرُ فوقَ دفاتري
وقصائدي بينَ الحمامِ تمدُّ أجنحةَ الخيال!!!
* * *
ظلٌّ لأحمدَ…
ذلكَ الشابُ الذي قد أتقنَ التسديدَ بالعينينِ
نحوَ الطابقِ الثاني.. لشبَّاكِ الجمال!!
خلفَ الستائرِ ظلُّها..
بنتٌ تعذِّبُ قلبَها،
وتصدُّ عينيها عن الشبَّاكِ،
علماً…
مقبضُ الشبَّاكِ قد حفظَ التفاصيلَ الصغيرةَ للأصابعِ كلِّها،
مع بصمةِ العينينِ…
لكن كبرياءٌ للنساءِ كما يقال!!
ملحوظةٌ:
سيمرُّ عامٌ ثمَّ آخرَ ثمَّ يلتقيانِ في برلينَ تحتَ مظلَّةٍ،
وهناكَ في برلينَ يجتمعانِ في جنسيةٍ،
ويطالبان بلمَّ شملِ الذكريات!!
وهنا أرى..
بعدَ العجافِ السبعِ …
شيئاً جاثماً، متقطِّعَ الأوصالِ في غيبوبةٍ،
وهنا أرى…
وأظنُّهُ الشبَّاكَ ملقىً في الركام،
دونَ الستائرِ، والرخام
وظلالهُ في الطابقِ الثاني ما تزال!!
* * *
ظلٌّ لها…
ظلَّاً لشرفتها أرى،
أمٌّ تودِّعُ طفلها بالبسملاتِ مع الدعاءِ..
في دفترِ الإملاءِ تتركُ قلبها
بينَ الثيابِ مع الغسيلِ على الحبال
ظلَّاً لشرفتها أرى،
وأرى هنا جيرانها الشرفاتِ في الصحراءِ كثبانَ الرمال!!
* * *
ظلٌّ لأشجارٍ من الكينا، العصافيرُ التي تأوي إليها في المساء
يا أينها !!؟
رحلت بعيداً في المدى، خلف الصدى
هي لا تحبُّ الحربَ قالت،
والمحالُ هوَ البقاء
إنَّ البقاءَ هوَ المحال!!
ماذا عن الأشجارِ.. كيف ظلالها!!؟
صارت طعاماً للمدافئِ في البيوتِ الراجفةْ
قبلَ الرمادِ هيَ اشتهت
لو أنَّها ماتت وقوفاً
هكذا هيَ عادةُ الأشجارِ عندَ العاصفةْ
لو أنَّها ماتت وقوفاً مثلَ جذعِ البرتقال!!
* * *
للظلِّ صوتٌ من يراهُ!!؟
ومن يرى ظلَّاً لصوتٍ كان آه!!؟
صوتُ المؤذِّنِ للصّلاه،
صوتُ المنبِّهِ في الرنين،
صوتٌ لقرعِ البابِ والحلَّابُ يبتدئ الصباح،
صوتٌ لأغنيةٍ تعذِّبني فأشهقُ بالحنين:
«يا هوى.. دخل الهوى… خدني على بلادي»
صوتُ العصافيرِ التي تمشي على قدمينِ،
تضحكُ للحياه!!!
صوتٌ لهُ.. للبائعِ الجوَّالِ…
من كانَ يقلقُ راحةَ الأشعارِ، يصفعُ وحدتي،
ورفيقتي في الدارِ تجهلُ خيبتي،
فتقولُ لي: لا تلقِ بالاً
للظلِّ صوتٌ من يراهُ!!؟
ومن يرى ظلَّاً لصوتٍ كانَ آه!!؟
أصواتهم هيَ من تحيكُ هنا شباكَ العنكبوتِ
على ظلالٍ للبيوتِ
رحلوا بعيداً في المدى!!
كم حاولوا مدَّ اليدينِ مع النِدى!!
كم حاولوا!!
وأنا الصدى…
فأنا المعلَّقُ في الهواءِ معَ الظلالِ على الحبال!!
التاريخ: الثلاثاء26-10-2021
رقم العدد :1069