الملحق الثقافي:حوار: خالد عارف حاج عثمان:
«أحببتُ القراءة التي شكّلت لديّ معيناً لا ينضب، ومجالاً إبداعيّاً.. الكتابة ملاذي وهاجسي، والشّعر نزفٌ للرّوح.. الأديب في وطننا العربي مقيّدٌ وبعيدٌ عن الحريّة الفكريّة..»..
كلماتٌ للأديبة والشّاعرة الجزائريّة «مريم بوشارب»، وتختصر ما دار في الحوار الذي أجريناه معها وتناول، رؤيتها للشّعر عامة، والقصيدة النثريّة وحرية الأديب الفكريّة في وطننا العربي، وقضايا ثقافية أخرى، قالت عنها، وبعد التعريف بها وسؤالها:
بدايةً، هل لـ «مريم بوشارب» أن تعرّف القارئ بمن تكون؟.
من باب البساطة الشديدة أقول: أنا شخصٌ يكره التكلّف.. امرأة جزائرية عادية جداً، تخرجتُ من شعبة الكيمياء العضوي، اهتمامي كان ينصبُّ في مجال الأدب. أحببت القراءة جداً، ولم تتح لي فرصة دراسة شيء يتوافق وميولي.. اتّجهت للكتابة لأنها كانت ملاذي، ومن هناك برزت نصوصي.
وماذا عن تكوينكِ الاجتماعيّ والعلميّ والثقافيّ والابداعي؟.
أنا خريجة ماجستير كيمياء عضوية، ولكنني أيضاً شاعرة نثر وكاتبة، ولديّ الكثير من النصوص المنشورة في الجرائد والمجلات، داخل وخارج الجزائر، وسواء نشراً ورقيّاً أو إلكترونياً، كما أشارك وأقدّم وأقرأ كتاباتي، على منابر المراكز والمؤسّسات الثقافية في أرجاء بلادي الجزائر.
ما هو الشّعر بالنسبة لك، وكيف تقرأين تجلّياته؟..
الشعر هو نزفُ الروح، الشّاعر يضع حصيلة أحاسيسه في قصيدته، كما لو أنه مخاضٌ أو يكاد. .
أيّ نوعٍ من القصائدِ تكتبين؟.. هل لك أن تقدمي أنموذجاً منها؟.
قصيدة النثر، هي النموذج الأول الذي أكتبه.
« لم أعد أطيقُ أحدا/ غادِروني!/ اندثروا كالرّماد/ اكرهوني!/ أنا الجنينُ الذي/ تمزّقتْ أغشيتهْ/ أنا البياض/ في عينِ الضّرير/ من ذا يُقرضني/ حياة أتمرّغُ فيها/ على طولِ بساطِ/ الأمل..»
تعتبر الحرية هاجس الأديب، وفضاء وجوده وإبداعه.. برأيك، هل حصل عليها في وطننا العربي؟.
الأديب في وطننا العربي، بعيدٌ عن الحرية الفكريّة نوعاً ما، لأن الرقابة تمنع النصوص التي تكون حادّة ولاذعة، من التحدّث عن البلد وأحوال المجتمع، لذلك تجد أغلبهم يكتب في مجال الطبيعة والمشاعر والغزل والتأمّل.
كيف يتراءى لكِ مستقبل الشّعر في عصر المعلوماتية؟ وما مدى تعاطفك مع الانتشار الإلكتروني؟.
الشّعر ينتشر سريعاً، فما عدنا بحاجة لإصدارِ دواوينٍ لنقول ذاك شاعر، ربما فقدنا حلاوة الابتكار، لأن الشّعر أخذ يتقوقع في محارةِ التكرار، يوماً بعد يوم.. نموذج ثان:
أحتاجُ إليكَ لتشرح درسَ اللّغة الأخير/ لكُتب النحو والطّاعة/ أحتاجُ إليكَ لتدسّ يدكَ السوداء/ في بياضِ الخبزِ والحليب/ أحتاجُ إليكَ لتمزّقَ أيامي/ على طريقةِ «الساموراي»/ سيفاً وانتحاراً/ وخسارة أبديّة بشرف..
يُقال: للشعر أو القصيدة كيمياءٌ خاصة، تشبه كيمياء الأحياء والطبيعة. . ما قولك في هذا؟.
ذلك صحيح، قلت لكم إن الشّعر نزيف الروح، هو تفاعل الذّات مع ما تشعر به وتفكّر به في آنٍ واحد.. طبعاً الخلفية الثقافيّة للشّاعر تجعله أكثر إبداعاً وتأثيراً.
هل شاركتِ بأنشطة أدبية، في المراكز الثقافية وغيرها، وكيف تعامل معكِ الجمهور؟.
أكيد، وفي عدة مناسبات.. كتاباتي تتّسم بأسلوبٍ فلسفيّ ومعاصر جداً. في بادئ الأمر وجدت صعوبة في فهمِ البعض لنصوصي، ما جعلني أعتقد بأن نصوصي ليست للجميع..
كيف ترين حال ورؤى القصيدة العربيّة؟.
القصيدة العربية ممتازة، وهي اليوم تُترجم إلى عديدِ اللغات، إلا أننا مقيّدون قليلاً، فلدينا تابوهات كثيرة، وتأطيرات عديدة علينا أن لا نتجاوزها حين نكتب عن موضوعٍ، مهما كان كنهه…
التاريخ: الثلاثاء26-10-2021
رقم العدد :1069