الثورة أون لاين – ميساء الجردي – غصون سليمان:
ضمن أعمال اليوم الثاني لورشة العمل التخصصية حول صحافة الحلول المجتمعية التي أطلقتها وزارة الإعلام والجامعة الافتراضية تحت عنوان ( نحو إعلام رقمي ينشر الثقافة الإيجابية التحفيزية) تركزت مداخلات المشاركين حول آلية وضع منهجية متكاملة لصحافة الحلول وإشراك الجمهور في إيجاد الحل التفاعلي مع التأكيد على دور الثقافة الإيجابي والتقصي في وضع خطوات بناءة لمختلف الأنماط والنماذج الإعلامية وليس في مجال إعلامي معين. وأكد المشاركون على وضع مقاربة بين التسميات الصحفية المختلفة للوصول إلى تعريف واضح حول صحافة الحلول.
ففي الجلسة الأولى تحدث الأستاذ حبيب سلمان المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عن أهمية إقامة هذه الورشة، وإشراك جميع الجهات الإعلامية في الحوار التفاعلي للوصول إلى صيغ عمل تتعلق بصحافة الحلول، والتي لا تعني فقط الموضوع الخدمي، بل أي مشكلة يمكن أن تدخل ضمن هذا المفهوم. مبيناً سياسة وزارة الإعلام من خلال إطلاق مجموعة من المفاهيم والأهداف الكبرى في السياسة الاعلامية، تقوم حالياً على سياسة إعلام الدولة بكل مكوناتها الحكومية والمجتمعية، وذكر الأستاذ حبيب بأنه يتم حالياً تصميم مجموعة من البرامج التي تصب بشكل مباشر تحت عنوان سياسة إعلام الدولة، وبالتالي كان أحد حوامل هذه السياسة التي نعمل بها حالياً هو سياسة صحافة الحلول. حيث يجري العمل على تنظيم مفهوم صحافة الحلول والتركيز عليها من خلال هذه الورشة التي تستمر لثلاثة أيام.
وأكد سليمان أنهم بصدد إطلاق مجموعة من البرامج الجديدة على القنوات السورية والإخبارية السورية اعتباراً من تاريخ الحادي عشر من الشهر القادم وصولاً إلى تخصص كل قناة. وأكد بأن البرامج في المرحلة القادمة ستكون برامج متخصصة ولا يوجد أي برنامج مفتوح. لافتاً إلى أن المشكلة الحقيقية التي يجب أن ننتبه إليها هي مسألة كوننا نتعرض إلى المرحلة الثالثة من الحرب على سورية أو ما يعرف بـ Smart War أو الحرب الذكية التي تجمع بين الحرب الناعمة والحرب الصلبة، وبالتالي في موضوع صحافة الحلول يجب أن نكون دقيقين بالحلول التي تناسب واقعنا والتي نستطيع تطبيقها، ووظيفة الصحفي هي الدفع باتجاه الحل الأنسب والأكثر أماناً والأكثر جدوى وتوفيراً.
من جانبها تحدثت الدكتورة بارعة شقير عميد كلية الإعلام عن جملة من التجارب العالمية في مجال صحافة الحلول وعن دور هذه الصحافة في تحفيز الجمهور المشارك وإيجاد الحلول على المدى البعيد. مبينة أن العلاقة المشتركة بين الصحفي والمجتمع والمسؤول هي التي تحفز عملية تقديم الحلول ومتابعتها.
وأكدت شقير أن صحافة الحلول صحافة متفائلة رغم أنها تقدم أخباراً سلبية وبالتالي الجمهور يبحث عن النواحي الإيجابية التي تقدمها صحافة الحلول لذلك يمكن أن نقول بأن صحافة الحلول تقدم الأخبار السلبية بطريقة إيجابية بحيث تدفع الجمهور والعديد من القطاعات إلى إيجاد حلول لهذه المشاكل.
تضمنت الجلسة الأولى عرضاً لعدد من التجارب العملية المتعلقة بموضوع صحافة الحلول قدمها كل من غسان صالح وهو معد برامج في قناة السورية والسيدة يسرى المصري _ والسيدة ميساء الجردي من صحيفة الثورة والسيد كيان جمعة من وكالة سانا للأنباء.
وفي تصريح لموقع الثورة أون لاين أكد الأستاذ حسين الإبراهيم المشرف على الورشة أن اليوم الثاني حمل أفكاراً ومنهجية متبلورة أكثر حول صحافة الحلول، لافتاً إلى وجود مداخلات مميزة تمت مقاربتها مع صحافة الحلول الأمر الذي يساعد في تشكيل صورة واضحة في كيفية التعامل مع الحلول سواء أكانت صحافة حلول أم لا.
وبين الإبراهيم أهمية التشبيك في هذه الورشة لمعرفة أين نحن وما ينقصنا للعمل في المستقبل وما هي متطلبات المرحلة القادمة، وكيف يمكن الاستفادة من الإحصاءات والبيانات بما ينسجم مع صحافة الحلول، وصولاً إلى معالجة التحديات وتعميق هذا الجانب ووضع صيغ للمواجه. مشيراً إلى أن الورشة تشكل بيئة حوار صحية للصحفيين السوريين انطلاقاً من بصمتنا وأساليب عملنا المختلفة وأدواتنا وطرق الحل المختلفة، لأن الهدف من الورشة هو تعميم ثقافة الحلول في العمل الصحفي على اختلافه..
الجلسة الثانية..
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ أحمد ضوا معاون وزير الإعلام بين وجهة نظره بأن الإعلام الالكتروني هو مستقبل الإعلام في العالم، والتطور الحاصل في وسائل الاتصال على مستوى الانترنت يعطي مؤشراً في هذا الاتجاه، وهذا لا يعني أن الإعلام المرئي والورقي سوف يندثر أو يغيب، وإنما القصة هو أن الإعلام الالكتروني يعطي امتيازات مختلفة عن غيرها من وسائل إعلام أخرى خاصة مع وجود حوامل الإعلام المتعلقة بالقضايا الالكترونية من موبايلات وغيرها.
ويرى الأستاذ ضوا أننا كإعلام ودولة علينا الاهتمام بهذا الجانب ليس إعلامياً فقط وإنما على جميع المستويات، لافتاً إلى أن الجهات
المعنية لم تستوعب الفكرة بمعناها الكلي، وبالتالي لم تؤمن البنية التحتية لوسائل الإعلام الالكترونية بالشكل المطلوب.
وبالعودة إلى وسائل التواصل الاجتماعي بين معاون وزير الإعلام دورها المهم في هذه الظروف وكيف خلقت الفوضى داخل الرأي العام، ولكن يمكن أن يكون لها دور في الترويج لوسائل الإعلام بطريقة إيجابية، منوهاً أن وسائل الإعلام الغربية تتبع هذ السلوك، وأنها حافظت على واجهاتها الالكترونية واعتمدت صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي كعامل ترويج للمحتوى الإعلامي الخاص بها.
وقال ضوا في هذا السياق: مع الأسف نحن خلال فترة معينة خالفنا المنطق وذهب معظمنا باتجاه الاهتمام بواسائل التواصل الاجتماعي كوسائل نشر ونسينا مواقعنا الالكترونية، وبالتالي من الطبيعي أن نتدارك هذا الأمر اليوم، لأنه من الممكن بعد عشر سنوات، أن تظهر وسائل أخرى مختلفة، لذلك فإن الثوابت في الإعلام، هي المحافظة على الشخصية الإعلامية والهوية البصرية للمؤسسة الإعلامية، كونها مهمة جداً في حالة الإقناع والثبات وتقديم محتوى إعلامي محترف وموضوعي ليس في كل الأحيان، وإنما في معظم الأحيان.
*بطل القصة هو الحل
بدورها قدمت الدكتورة تالا اليماني قسم تكنولوجيا المعلومات وأستاذة في قسم الإعلام الالكتروني عرضاً غنياً في رصدها لما قدم من تجارب صحفية و إعلامية متنوعة لتؤكد أنه من عنوان الورشة ننطلق من مفهوم الإعلام الرقمي والذي من أحد مسمياته أنه إعلام المعلومات، بمعنى أنه لا يوجد معلومة مسكوت عنها، وهذه المعلومة نحن بحاجة لها سواء بطرح المشكلة أم بطرح حلها، بمعنى تسليط الضوء على المشكلة لكن بطل قصتي الجديد لن يكون المشكلة وإنما الحل، وفق المعايير الأكاديمية والتعريف الدقيق والصحيح.
وأشارت الدكتورة اليماني إلى أن صحافة الحلول المجتمعية عبارة عن تخطيط لتقارير إخبارية وعن استجابات المجتمع لحل هذه المشكلات، وبالتالي سوف يتحول هدف الصحفي الأساسي إلى كيفية تخطيط استجابات المجتمع لذلك.
وإذا كان السؤال من يبادر في هذا الأمر الجواب لبس الحكومات حسب رأيها، وحين نفكر بصحافة الحلول، علينا أن نفكر بتفعيل عمل المنظمات غير الربحية التي تهدف إلى خدمة مجتمعاتها، فيأتي الصحفي ليلقي الضوء على هذه الاستجابات وفق الهيكلية المطلوبة.
ودعت الدكتورة اليماني إلى متابعة القصص المنشورة في الوسائل الإعلامية المعروفة لأنٌ الحل ليس قصير المدى، وإنما بعيد المدى، لافتة إلى أنه حتى في الصحافة الغربية هناك مواد يعتقد أصحابها أنها صحافة حلول، لكنها بعيدة عن هذا الجانب.
هذا وقد قدمت عشرات المداخلات بعد ما تم عرضه من موضوعات للزملاء في الإذاعة والتلفزيون ووكالة سانا. حيث اتسم اليوم الثاني من ورشة صحافة الحلول بوضوح الرؤى والتقدير لجميع الحضور ولكل من ساهم وقدم الأفكار والعناوين على اتساعها واختلافها.
تصوير – عدنان الحموي