عن الكتاب والقراءة..

الثورة أون لاين:

الدكتورة ناديا خوست اسم من ذهب من إصابة ومن وفاء ومن فكر حيوي يؤمن بالعمل قبل الكلام تشهد لها سيرتها الفكرية الثرة …صدر لها مؤخرا كتاب مهم جدا عن الهيئة العامة السورية للكتاب حمل عنوان موسكو..أطياف ذكريات
بمناسبة معرض الكتاب السوري المقام حاليا كتبت دكتورة ناديا خوست عن أهمية الكتاب قائلة .:
في معرض الكتاب الآن في دمشق، في جناح الهيئة العامة السورية للكتاب، كتابي: “موسكو، أطياف ذكريات”. استنرت في كتابته بالوثائق التي كشفها الباحثون الروس عن مرحلة عرفنا تفاصيلها الظاهرة فقط. ثمن الكتاب 4600 ليرة، يحسم منها 40% في منافذ بيع المراكز الثقافية، وربما 60% في معرض الكتاب. فوزارة الثقافة واتحاد الكتاب هما المؤسستان الوحيدتان اللتان لا تهدفان إلى الربح. غايتهما نشر المعرفة وإغناء الوجدان. فالعمل الثقافي لا يقاس بما يسمى “الجدوى الاقتصادية”، بل بالنجاح أو الفشل. لذلك تنفق الدول على المسارح ودور الأوبرا والمتاحف ومعارض الفن. فتربي الأخلاق، وتحصّن بالمعرفة، وتجعل المواطن أقدر على تذوق الحياة. ولذلك يسدد العدو الحرب على الثقافة الوطنية، فيروّج كتب الجنس، وينشر الانحطاط الأخلاقي بالمسلسلات والأفلام، ويستحدث المدارس الفنية التي تدمر صورة الإنسان كمخلوق جميل.
الكتاب، إذن، أحد التجليات الثقافية المعبرة عن جانب أو آخر في الصراع الإنساني. فهل هو في هذه اللحظة في مكان الناطق باسم الضمير، أو الراية الخفاقة، أو النشيد العام؟ هل هو مقاتل أو رائد طليعي، أم متفرج رمادي؟ وما هي مكانته في حياتنا؟ هل هو خبز الروح، ويصعب علينا أن ننهي النهار دون أن نضيف إلى حياتنا حياة أخرى بما نقرأه؟ هل نستعذب ملامسة الكتاب ولو سعينا إلى الكتب المنشورة على الشابكة؟
ما أكثر الأسئلة! وكلها ترتبط بمكانة الكتاب في منظومتنا الاقتصادية الاجتماعية. لم نعد في أيام الترجمة والتأليف الكبرى التي ارتبطت بقامة حركة التحرر والتطلع إلى مجتمع العدالة الاجتماعية. بل نحن في حرب تمتد في هذا البلد عشر سنوات، ثم في بلد يجاوره عشر سنوات، وتنتقل إلى بلد ثالث ورابع. وتتنوع لبوسها، فمرة بعصابات تكفيرية، ومرة بعدوان عسكري، ومرة بصدامات سياسية، وتسدد دائماً إلى الاقتصاد الوطني. فتمنع الرخاء والراحة وتنشر الفقر، وتغلق مخازن بيع الأزهار ومخازن بيع الكتب. أليس هذا ما حدث في الجزائر والعراق والسودان التي تميزت بأسواق الكتب وهوى المطالعة؟ وما حدث في لبنان الذي كان ينتج الكتب؟ وفي سورية التي كان فيها الشباب يتزاحمون على مخازن بيع الكتب؟
لذلك قالت لي ابنتي: كتابك، دون تخفيض، يساوي نصف كيلو لبنة. ويساوي بعد التخفيض، ساندويشة فلافل. كانت حزينة علي لأنها تعرف الجهد الذي يُبذل في الكتابة. فهل يستنتج من يبحث لأولاده عن مهنة أنهم يجب أن يتفادوا مهنة الكاتب؟ وهل يثبّطنا هذا الواقع؟
تبدأ الكتابة هوى، وتصبح بالعمل الدؤوب مهنة. هي جزء من بحثنا عن مكان في الكون، ومن انحيازنا في الصراع الإنساني. لذلك كان بعض الكتاب منشدي ثورات، وبعضهم رواد حركات اجتماعية، وجميعهم أصحاب مشروع ونداء.
الكتابة لنا حاجة روحية، مبرر لنشعر بأننا لسنا عاطلين عن العمل، بل أصحاب مهنة نحيا بها. وخلال العمل نصحح مشروعنا، ونشذّب نداءنا، ونكسب لغتنا. نثقب عتمة الزمن. نقطف الجميل والنبيل ونمدّه. نختلق واقعاً سوياً. ونتوهم أننا نشارك في تصحيح العالم. وخلال ذلك نهذّب أنفسنا، ونقلّمها. العقوبة الكبرى لنا هي الحرمان من الكتابة.
لكننا قد نشعر بأسى. فنحن نندفع إلى مجتمع استهلاكي فوضوي. المهن فيه جذابة بمقدار ما تجنيه من مال. بهذا المعيار، لو جمعتُ ثمن ما كسبتُه من عشرين كتاباً منشوراً، ومن مئات وربما آلاف المقالات والدراسات المنشورة، لما ساوت ثمن الحاسوب الذي كتبتها به.
هل الثقافة إذن كمالية؟ أقابل هذه المعيار بما رأيته في الاتحاد السوفييتي، حيث كان الكاتب يسمى مهندس النفوس البشرية. والثقافة من بنية منظومة القيم التي تؤسس الدولة والمجتمع. والثقافة في نسيج برامج التربية والتعليم والإعلام. كان التلاميذ والمواطنون يعرفون أبطال روايات كتّابهم، ويحفظون قصائد شعرائهم، والمغنون يغنون القصائد الكبرى، وفي الحدائق العامة تعزف الموسيقا ويألف الناس سيمفونيات مؤلفيها. وكانت بيوت الكتاب متاحف تعرض مكاتبهم ومسوداتهم وموائد طعامهم. وفي بيوت الاستجمام والمصحات مكتبات ودور عرض سينمائية. كانت الثقافة واجهة المجتمع وروحه. وفي خدمتها الاقتصاد والإعلام والسياسة. هناك لم تكن الثقافة كمالية، بل ضرورة. وكان السياسيون يستشهدون بالروايات في خطاباتهم. ولم يكن الخيار بين الزبدة الرخيصة والكتاب الرخيص.

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية