الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
حافظت علاقات الصداقة بين سورية وجمهورية الصين الشعبية على نموها المضطرد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والحزبية والحضارية.
هذه الصداقة بين البلدين تضرب جذورها في أعماق التاريخ، فسورية من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين وهي من الدول التي طرحت مشروع القرار بشأن استعادة المقعد الشرعي للصين في الأمم المتحدة، وأنه وعلى مدى خمسةٍ وستين عاماً منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تصمد العلاقات الثنائية أمام اختبارات تغيرات الأوضاع الدولية، وتزداد الصداقة بين البلدين متانةً مع مرور الوقت، كما يتمسك البلدان سوياً بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ويرفضان الهيمنة وسياسة القوة، ويحافظان على المصالح المشتركة.
ومنذ قيام علاقات الصداقة قبيل منتصف القرن الماضي تسارعت وتائر نموها واتسعت لتشمل مختلف مناحي التعاون، وذلك استنادا لرغبة وأهداف البلدين ومصالح شعبيهما الصديقين وتبعا للإرث التاريخي المشترك الذي يجمعهما منذ أيام طريق الحرير، وحاليا مبادرة الصين (الحزام والطريق) التي لاقت ترحيبا إيجابيا لافتا من قبل حكومات الدول المعنية التي تشملها المبادرة، بالنظر لأهمية أهدافها التنموية والإنسانية وحفاظها على المصالح المشتركة.
ومنذ قيام علاقات الصداقة، وقفت سورية إلى جانب الصين الشعبية في نضالها لاستعادة أجزائها المغتصبة من أراضيها وتحقيق هدفها في صين واحدة، لاسيما استعادة تايوان ومكاو وغيرهما من الاحتلال الأوروبي الغربي والتي استعادتهم وأتاحت لبعضها حكما ذاتيا، كما دعمت انضمام حكومة جمهورية الصين الشعبية الشرعية في الأمم المتحدة والمحافل الدولية من أجل صين واحدة، وتمر هذه الأيام مناسبة الذكرى الخمسين لاستعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، والتي تمثل انتصاراً لحق الشعب الصيني.
وفي المقابل وقفت الصين الشعبية إلى جانب القضايا العربية العادلة وتحرير الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان.
كما وقفت الصين إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب والعدوان والاحتلال بأشكاله الإسرائيلي والأمريكي والتركي للأراضي السورية، واستخدمت حق النقض (الفيتو)في مجلس الأمن الدولي ضد مشروعات القرارات الغربية والأمريكية العدوانية التي تعترض حل الأزمة في سورية وتسعى لإطالتها.
واستناداً إلى هذه المواقف التضامنية المشتركة بين البلدين الصديقين، تأتي أهمية التواصل والتنسيق بين قيادتيهما لبحث العلاقات الوثيقة بين البلدين وحكومتيهما وسبل تعزيز وتوسيع آفاق جديدة للتعاون الثنائي بينهما.
وعليه تأتي أهمية الاتصال الهاتفي الذي أجراه السيد الرئيس بشار الأسد مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والذي أكد فيه على الأهمية الكبيرة التي يوليها الجانبان السوري والصيني لتطوير هذه العلاقات، لأنّ العلاقة مع الصين، كما اعتبر الرئيس الأسد، محورية ومهمة من أجل دعم الشعب السوري في صموده ضد الإرهاب المدعوم دولياً، وفي وجه الحصار الذي أضرَّ بشكلٍ كبيرٍ بمختلف جوانب حياته.
وهو دون شك يشكل دعما مهماً في إطار دعم الأصدقاء والحلفاء لسورية في محاربة الإرهاب والعدوان والاحتلال.
أهمية تطوير العلاقة بين المؤسسات الحكومية في البلدين تأتي من حرص سورية على إعادة الاستقرار والأمان إلى أغلب المناطق، وبالوقت نفسه الانضمام لمبادرة الحزام والطريق التي تشكل طريقاً للاقتصاد والتنمية وأسلوباً جديداً في تعامل الدول مع بعضها من أجل ربط المصير المشترك لشعوب العالم.
وقد عبّر الرئيس الأسد عن تقدير الشعب السوري لوقوف الصين إلى جانبه سياسياً في المحافل الدولية لاسيما في مجلس الأمن الدولي حينما وقفت بصلابة بوجه المخططات العدوانية لتمرير قرارات تعطل الحلول السلمية للأزمة، ما يؤكد التزام الصين بالقانون الدولي والسلام العالمي والجهود التي تبذلها للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإيقاف الحرب الإرهابية عليها.
لقد أكدت جمهورية الصين الشعبية في كل مناسبة أنها تدعم نضال السوريين في الدفاع عن استقلال بلادهم وسيادتها ووحدة أراضيها وترفض رفضاً قاطعاً قيام قوى خارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية لسورية وتحث على رفع العقوبات أحادية الجانب والحصار الاقتصادي المفروض على سورية بشكلٍ فوري.
فسورية ومنذ بدء الحرب الإرهابية عليها خاض شعبها ولم يزل نضالاً ضد الهيمنة بعزيمةٍ لا تتزعزع، وحقق انتصارات منجزة في معركته ضد الإرهاب، وبدأ بإعادة إعمار بلده.