من ورشة صغيرة مدمرة بالمعرة إلى مشروع كبير لإنتاج المدافئ التي تعمل على الوقود الحيوي في مدينة سلمية
الثورة اون لاين _حماة-سرحان الموعي
قبل 8 سنوات لم يكن يتوقع عبد الناصر النعسان أن يعود للعمل في تصنيع المدافئ بمختف اصنافها بعد أن تعرضت ورشته للدمار والتخريب من قبل العصابات الإرهابية المسلحة في مدينة معرة النعمان بريف ادلب الجنوبي في العام 2012 ليعود من جديد وانطلاقا من ورشة صغيرة في مدينة سلمية ليتحول حلمه إلى مشروع إنتاجي مدر للدخل اتسع نطاقه ليوفر فرص عمل لنحو 12 عاملا من الأسر المهجرة والمحتاجة وتأمين مصدر دخل لهم.
يقول عبد الناصر: اليوم أصبح لدينا معمل لتصنيع المدافئ من 10 أنواع فمنها ما يعمل على الكهرباء والغاز والمازوت وأخيرا تم تطويرها لتعمل على الوقود الحيوي ومن قشور الفستق الحلبي واللوز والزيتون بما يتماشى مع الظروف الراهنة في ظل ارتفاع سعر المازوت بسبب الحصار الاقتصادي.. مشيرا إلى تصنيع عدة أشكال وأحجام من هذه المدافئ كحل بديل عن مدافئ المازوت فضلا عن أنها صديقة للبيئة وعملها أوتوماتيكي إضافة الى وجود بطارية داخلها بقوة 12 فولت معتبرا أن فكرة تصنيع مدفأة تعمل على الوقود الحيوي ضرورية في ظل الظروف الراهنة للمواطنين من ذوي الدخل المحدود ولا سيما أن استهلاكها قليل نسبيا مقارنة مع مدفأة المازوت التقليدية حيث لا يزيد استهلاكها على 3 كغ من المواد الحيوية كل 6 ساعات.
ويسعى العديد من المواطنين إلى البحث عن بدائل رخيصة للتدفئة في ظل عودة الشتاء، الذي يتوقع أن يكون قارس البرودة هذا العام. ومثل المواسم القليلة الماضية، تشكل المدافئ التي تعمل على قشور الفستق الحلبي واللوز وبيرين الزيتون خيارا اقتصاديا لإعادة الدفء إلى المنازل التي تضررت من الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي وانعكاسه على قلة مخصصات مازوت التدفئة وأيضا الارتفاع الجنوبي في أسعار المدافئ التي تجاوزت 50 ألف ليرة.