الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
ضمن واحدة من عدة فعاليات ستقام خلال الفترة القادمة للتوعية العلمية والصحية في المجال الصيدلاني أقامت اليوم نقابة صيادلة سورية بالتعاون مع كلية الصيدلة بجامعة دمشق يوماً علمياً للتوعية بمخاطر إساءة استعمال الصادات الحيوية، تناول الأساتذة الباحثون خلالها مواضيع مختلفة تتعلق بتأثير الصادات الحيوية في مكونات الجملة المناعية، وتأثير إساءة استعمال الصادات الحيوية في خلق الأمراض، وتأثير الاستخدام المكثف والعشوائي للصادات الحيوية في الصحة الحيوانية وفي نشوء عترات جرثومية مقاومة عند الإنسان، وكذلك دور المخبر في ضبط المقاومة لصادات معالجة الجراثيم المقاومة لصادات متعددة جينات وعلاقتها بالقدرة الإمراضية الجرثومية، ودور المجتمع الأهلي في التوعية.
نقيبة صيادلة سورية الدكتورة وفاء كيشي أكدت أهمية التوعية في مجال تناول الصادات الحيوية وسوء استخدامها وتأثيراتها على الناس الأمر الذي استدعى توجيه نداء لوزارة الزراعة لمنع استخدام الصادات الحيوية في المزارع والدواجن كوقاية من الأمراض، ونداء لوزارة الصحة والمراكز الصحية لعدم صرفه إلا في حالات الحاجة الضرورية، وخاصة أن عملية التصدي لهذه المشكلة تتطلب عملاً تكاملياً يتشارك فيه الجميع لأن الأمن الصحي والدوائي أمر يهم الكل.
وبينت كيشي أن هذا التوجه بنداء لترشيد استخدام الصادات الحيوية بدأ نتيجة للجهل الذي لمسه الصيادلة من قبل الكثير من الناس في الاستخدام العشوائي للصادات الحيوية وبدون أي وصفة طبية، مشيرة إلى ضرورة وضع خطة وطنية للتصدي لهذه المشكلة.
من جانبها بيت الدكتورة لمى يوسف عميدة كلية الصيدلة أن هذه المبادرة انطلقت من منظمة الصحة العالمية في الأسبوع العالمي للتوعية بالصادات الحيوية وهي موجهة لجميع الشركاء العاملين في المجال الصحي للدعوة إلى ترشيد استخدام الصادات الحيوية. مشيرة إلى أن الممارسة الخاطئة في استخدام الصادات الحيوية لا يجعل لها أي تأثير على الفيروسات وكذلك الأمر عندما يقوم الدكاترة البيطريون بتغذية الحيوانات على الصادات الحيوية فإن ذلك يؤدي إلى نشوء بكتيريا مقاومة للصادات الحيوية تنتقل إلى الإنسان.
ولفتت يوسف إلى أنه بحلول عام 2050 هناك توقعات بأن تحصد المشاكل الناتجة عن الاستخدام العشوائي للصادات الحيوية أكثر من 10 ملايين وفاة مع تكلفة مادية تصل إلى 88 ترليون دولار، وأن الوفيات الناتجة عن الصادات الحيوية أكثر من الوفيات الناتجة عن المسببات المرضية، وخاصة بعد أن أظهرت الدراسات في عام 2019 أن هناك أكثر من 20 مليوناً و800 ألف خمج مقاوم للصادات ناتجة عن إساءات استعمال الصادات لدى البشر أو الحيوانات أو الزراعة.