الثورة – نوار حيدر:
صدر العدد (٤٨٠) من مجلة المعلم العربي حاملاً مقالات أدبية و دراسات تربوية ونفسية وجاءت الافتتاحية بقلم رئيس التحرير سمر طعمة بعنوان (الصحة النفسية وأثرها في التربية) أكدت من خلالها أن من أهم أهداف الصحة النفسية بناء الشخصية المتكاملة للطفل ولا بد أن يكون هذا البناء سليماً من الجوانب كافة.. وتعتبر المدرسة المؤسسة الاجتماعية التي تلي الأسرة مباشرة في أهميتها وتأثيرها على الصحة النفسية ودرجة توافق الأبناء نفسياً واجتماعياً.. والمدرسة ليست مجرد مكان يتم فيه تعلم المهارات الأكاديمية والعلمية، وإنما هي مجتمع مصغر يتفاعل فيه الأعضاء ويؤثر بعضهم في البعض الآخر.
في باب قضايا معاصرة كتب د.محمد الحوراني تحت عنوان( الثقافة ودورها في عملية التغيير والنهوض) :
تبدو الحاجة ماسة في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى إلى الفعل الثقافي القائم على زلزلة الأسباب جميعها التي أعاقت النمو الثقافي والمعرفي في مجتمعنا، والتي فتحت الباب على مصراعيه أمام أفكار وثقافات ومشاريع تغييرية كادت أن تودي بالوطن والمواطن إلى التهلكة، لولا وطنية وأصالة غالبية الشعب. ولما كانت الثقافة وثيقة الصلة والارتباط بالمجتمع وتقلباته وما يجري فيه، كان المشهد الثقافي بأمس الحاجة إلى التغيير والارتقاء به، ذلك أن تقدم المجتمعات مرهون إلى حد كبير بتغيير ثقافي حقيقي، تغيير لا يقتصر على المساجلات والمناكفات الأدبية والفكرية هنا وهناك، وإنما يضم مشاركة الجميع لاسيما الشباب.
ضمن باب في رحاب اللغة وتحت عنوان (أثر التواصل الاجتماعي في تعريب اللغة العربية) كتب أ.د.عصام الكوسى:
تعود جذور وسائل التواصل الاجتماعي إلى القرن التاسع عشر ميلادي، بيد أن القرن العشرين شهد قفزات كبيرة في عالم التقانة، وإن استخدام الكتابة في هذه الوسائل أفرز أنماطاً أربعة من الكتابة وفقاً لنوعية الكاتب والمرسل إليه، فمن المسلم به أن نوعية المتواصلين ليسوا على درجة واحدة فكرياً وتعليمياً، فمنهم المتعلمون ومنهم العوام، هذا التنوع أظهر طرائق مختلفة في التعبير وألفاظاً جديدة تختلف عما هو سائد ومعروف لدى العرب.
وفي باب ثقافة وفنون كتب د. دارم طباع وتحت عنوان (إيمار المملكة السورية على ضفاف الفرات): تقع مملكة إيمار في تل مسكنة الحديثة، هذا التل بعد مفترق طرق على الضفة الجنوبية الغربية من المنعطف العظيم في نهر الفرات. وقد بقي هذا الموقع الأثري غير معروف في سورية الحديثة رغم احتوائه على المئات من الوثائق المسمارية، والبقايا المعمارية الرئيسية، والمنازل الخاصة، والمحفوظات الشخصية، وثروة من الثقافة المادية.
كتب طباع: لا بد لنا من أن نعترف بأننا مقصرون في معرفة تاريخنا العريق والدور الحضاري الذي لعبته سورية القديمة في نشوء الحضارات وتطورها، وعلينا بالتأكيد واجب أخلاقي تجاه شعوب الأرض في جعل مواقعنا الأثرية مراكز للسياحة الثقافية، وتسمية سلاسل تعلم اللغة الإنكليزية والفرنسية باسم إيمار واحدة من الإجراءات التي علينا اتخاذها لنحفز أبناءنا والآخرين للتعرف على حضارتنا التي امتدت عبر آلاف السنين وبقيت آثارها حتى اليوم معالم واضحة للتراث الغني للبشرية جمعاء.