الثورة – يمن سليمان عباس:
ليست مرحلة عادية , ولا عابرة , إنما هي تاريخ وتأسيس لسورية الحديثة التي هي اليوم قوة ضاربة بشعبها وجيشها, ومجتمعها , ولو لم تكن كذلك لما كان هذا الصمود الأسطوري الذي حققته وكان رسالة إلى العالم , وكم هو جميل ومهم أن نقرأ الكثير من صفحات هذا التاريخ , وبقلم سيدة البلاغة والثقافة والحرف , وصاحبة الرؤى الثقافية الدكتورة نجاح العطار , نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية , في كل كتاب أصدرته ثمة ما هو جدير بأن نقف عنده , نقرا ونبحر مع الفعل السياسي والثقافي , مع بلاغة الحرف الذي لايكتب إلا الحقيقة التي تتعطر بالوطن , وتمضي من أجل الوطن .
الدكتورة العطار في هذا الكتاب تمضي في مشروع مهم جدا , ويجب أن يصل إلى كل بيت وكل ركن من أركان المجتمع السوري, في الكتاب تاريخ , ليس ذكريات , إنما صفحات ناصعة هي التي نقطف ثمارها اليوم , وتمضي سورية قوية عزيزة مقتدرة , بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد القائد الذي حمل الأمانة وصانها , وقاد سفينة ليس سورية , إنما العرب جميعا إلى شط الأمان ومواجهة أعتى لون من ألوان الإرهاب والحرب المجنونة التي أرادت أن تستهدف قلب العالم سورية , ومن ثم الوطن العربي , إلى أن تصل إلى حيث تم التخطيط لها , لكن إرادة السوريين وقدرتهم على التضحية بناء على ما تأسس , وما يبنى دحر الإرهاب , وكسر شوكته , اليوم الدكتورة العطار تقدم هذه الصفحات , بحبر الوطن , بما أسسه القائد المؤسس , وما يرسخه السيد الرئيس بشار الأسد .
في هذا الكتاب عدد من الرسائل التي وجهتها للراحل الكبير، وأنا وزيرة للثقافة، سعياً وراء توجيهاته، وكي يكون ملماً بما يجري في الوسط الثقافي، من حراك يشكل خطاً في ساحات المعرفة، يليق بما يسعى إليه في ميادين الحياة المختلفة، ويكون له الرأي الراجح والمبين فيما نقترح ونريد أن نحقق، من أجل النهوض بشعبنا الكريم العزيز، والارتقاء به، واجباً وضرورة ورسالة، وإيماناً بالوطن، وارتباطاً بتاريخ وتراث وانتماء، وفيما نحاول أيضاً، من انتشار على مدى الأفق الدولي كي يكون لسورية مكان ومكانة يليقان بما تستحق، وكي تكون لها كينونة في إشراقة الثقافة التي حمل رايتها ، بفكره الوضاء، وعقله الراجح، وسعة معارفه في ميادينها كلها، ولم يتردد لحظة في تقديم كل ما يستطيع وما يمكن، دعماً لما هو منشود، وتسامياً وشموخاً إلى أقصى الحدود المرجوة.
والآن يرفع الراية الرئيس البشار، بفيض من الإيمان الراسخ بالرسالة التي يحمل، أداء لأمانة الوطن، وبأرفع الأساليب وأكثرها شجاعة وحمية وحرصاً، ووثوقاً منه ومنا، بما يرسم من خطط، في هذه الظروف الدقيقة، مختصراً كل تطلعات شعبنا وأمتنا.
أيها الرئيس القائد لقد كنت، في هذه المرحلة الحاسمة التي تتزاحم فيها وقائع الأحداث، فريداً في قيادتك، وستبقى فريداً أميناً، وعذراً إذا تعثرت كلمات الشكر لك، لأنها لا تستطيع أن تجزيك على جليل صنيعك، في بطولات نضالك، ولعل كل ما في وسعنا أن نحمل في نفوسنا عهداً مقدساً، ننتمي فيه إليك، كالعهد الذي حملناه للأب العظيم الراحل الذي سما بشمائله الغرّ، ورائع نبالته، وسماته القيادية الباهرة…
كتاب (من ذكريات الأيام المواضي ورؤى التغيير) للدكتورة نجاح العطّار، يقع في 584 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب. نجاح العطّار.
تصميم الغلاف: الفنان بديع جحجاح.