الثورة :
بعد سبع سنوات قاسية في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي عانقت أمل طقاطقة أقدم أسيرة فلسطينية الحرية وعادت قبل أيام إلى بلدتها بيت فجار في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية لتؤكد أن الاعتقال سرق سبع سنين من عمرها لكنه لم ينل من عزيمتها وإيمانها بالمقاومة طريقاً وحيداً لتحرير فلسطين.
في الأول من كانون الأول 2014 أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أحد حواجزه بين مدينتي بيت لحم والخليل بالضفة الغربية الرصاص وقنابل الغاز السام على أمل التي كانت تقصد الخليل لشراء بعض مستلزمات حفل زفافها وأصابتها بست رصاصات استقرت في الصدر والخصر واليد والقدم وقامت باعتقالها لتبدأ معاناة امتدت سبع سنوات.
وفي حديث لوكالة وفا قالت أمل.. “بعد أسبوع من إصابتي صحوت وكان أول ما سمعته صوت أحد قوات الاحتلال يقول لي.. أهلاً بك في عالم المؤبدات” وحينها أدركت أنني قد أموت في أي لحظة على يد أي مجرم منهم مضيفة.. أكثر موقف لا يمكن أن أنساه كان في أول فترة اعتقالي حينما ساومتني سلطات الاحتلال على الاعتراف بتهم باطلة مقابل تقديم العلاج لي.
وأوضحت أمل أن فرحة تحررها ناقصة لبقاء 31 أسيرة بينهم 9 أمهات يعانين العذاب في معتقلات الاحتلال الذي يمارس حربا نفسية بحق الأسرى أكثر فتكاً وأشد قسوة من التعذيب الجسدي فعلى سبيل المثال تقوم السجانات يوميا بالضغط على الأسيرة المصابة بجروح وحروق “إسراء الجعابيص” مستهزئات بمعاناتها من التصاق أصابع يديها ببعضها البعض وبتر الأجزاء العلوية منها وأنها لن تستطيع في حياتها استخدامها لكن إرادة إسراء التي لا تهزم مكنتها من استخدام يديها لإنجاز مشغولات يدوية من الخرز واتقان فن الخط العربي وكل الأسيرات يلجأن إليها عندما يردن كتابة أي شيء.
وبينت أمل أن معاناة الأسيرات تتفاقم جراء الإهمال الطبي المتعمد والعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة ومن احتضان أبنائهن لافتة إلى أن سلطات الاحتلال تتبع سياسة القتل الممنهج بحق جميع الأسرى ما أدى إلى ارتقاء عدد كبير منهم شهداء كان آخرهم الشهيد سامي العمور.
وأوضحت أمل أن سنوات الاعتقال زادتها قوةً وثباتاً وجروحها عززت إيمانها بفلسطين كما أنها ممتنة لهذه الجراح لأنها جعلت دمها يسيل على ثرى الوطن مبينة أنه رغم وحشية الاحتلال وكل تضييقه علينا لم يستطع إلغاء وجودنا أو النيل من عزيمتنا وإرادتنا ومطالبة كل أحرار العالم بالاهتمام بقضية الأسرى الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحقهم والإفراج عنهم.
ويواجه نحو 5 آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية بينهم نحو 600 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل.