الثورة- دمشق- عادل عبد الله:
أكد مدير الأمراض السارية والمزمنة الدكتور زهير السهوي لـ “الثورة” أن أكثر من 9,2 مليار جرعة لقاح ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 تم تلقيها في جميع أنحاء العالم بشكل آمن، وذلك حسب منظمة الصحة العالمية، مبيناً أن هناك الكثير من الأشخاص يقبلون على تلقي لقاحات كوفيد-19
وبين الدكتور السهوي أن اللقاحات تعمل عبر محاكاة عاملٍ معدٍ – فيروسات، أو بكتيريا، أو كائنات دقيقة، وتؤدي هذه المحاكاة إلى تعليم نظام المناعة لدينا أن يستجيب بسرعة وفاعلية ضد العامل المُعدي، حيث كانت اللقاحات تقوم بذلك تقليدياً من خلال تقديم شكل ضعيف من العامل المعدي يتيح لنظام المناعة لدينا بناء ذاكرة للتعامل معه، وبهذه الطريقة، بوسع نظام المناعة أن يميّز العامل المعدي بسرعة وأن يكافحه قبل أن يصيبنا بالمرض، وهذه هي الطريقة التي صُممت وفقها بعض لقاحات كوفيد-19.
موضحاً أنه ثمة لقاحات أخرى ضد كوفيد-19 طورت باستخدام نُهج جديدة، وهي تدعى لقاحات الرنا المرسال. وبدلاً من تقديم عامل معدٍ ضعيف (أي مادة تدفع نظام المناعة لديك إلى إنتاج أجسام مضادة)، يمنح لقاح الرنا المرسال جسد المرء رموزاً يحتاجها لتمكين نظام المناعة من إنتاج الأجسام المضادة اللازمة، مشيراً إلى أن نهج لقاح الرنا المرسال خضع لدراسات على امتداد عقود من الزمن، ولا تحتوي اللقاحات على فيروس حي ولا تتدخل بالحمض الخلوي الصبغي البشري (DNA).
ونوه الدكتور السهوي بأن لقاحات كوفيد- 19 آمنة، وأنه بالرغم أنها طُوِّرت بأسرع وقت ممكن، فقد توجّب أن تخضع لاختبارات صارمة ضمن تجارب سريرية لإثبات أنها تلبّي نقاطاً مرجعية متفقاً عليها دولياً بخصوص السلامة والفاعلية.
وأشار أن العلماء تمكنوا من تطوير اللقاحات الفعالة والآمنة في فترة زمنية قصيرة نسبياً بسبب مجموعة من العوامل التي سمحت لهم بتوسيع نطاق البحث والإنتاج دون المساس بالسلامة وذلك بسبب الجائحة، حيث كان حجم العينة للدراسة أكبر وتقدم عشرات الآلاف من المتطوعين، إضافة إلى التطورات في التكنولوجيا (مثل لقاحات mRNA) التي استغرق صنعها سنوات، حيث اجتمعت الحكومات والهيئات الأخرى لإزالة عقبة تمويل البحث والتطوير، كما تم تصنيع اللقاحات بالتوازي مع التجارب السريرية لتسريع الإنتاج، والاستفادة من تجارب سابقة.
وسلط الضوء بأنه ثبت أن جميع اللقاحات المعتمدة هي لقاحات فعالة جداً في حماية الأشخاص من التعرض لمرض شديد بسبب الإصابة بكوفيد-19، واللقاح الأفضل هو اللقاح الذي يتيسّر الحصول عليه أكثر من غيره.
وفي إطار فعالية لقاحات كوفيد-19 ضد النُسخ المتحوّرة الجديدة من الفيروس، أوضح مدير الأمراض السارية والمزمنة أنه وحسب المعلومات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإنه من المتوقع أن توفّر اللقاحات المعتمدة الحماية ضد النُسخ المتحوّرة الجديدة، حيث يعكف خبراء من جميع أنحاء العالم بصفة مستمرة على دراسة الكيفية التي تؤثر فيها النُسخ المتحوّرة الجديدة على سلوك الفيروس، بما في ذلك التأثير المحتمل على فاعلية لقاحات كوفيد-19.
وأضاف أنه إذا ظهر أي لقاح قليل الفاعلية ضد واحد أو أكثر من هذه النُسخ المتحورة، فسيكون من الممكن تعديل تركيب اللقاح لتوفير حماية ضد النُسخ المتحورة، وفي المستقبل، قد يكون من الضروري إجراء تغييرات على اللقاحات، من قبيل استخدام جرعات معززة أو تحديثات أخرى على اللقاحات، ولكن في هذه الأثناء، فإن الأمر المهم الذي يجب القيام به هو تلقّي اللقاح ومواصلة الالتزام بالإجراءات الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس- مما يساعد في تقليص فرص حدوث تحويرات في الفيروس- بما في ذلك التباعد المكاني، وارتداء الكمامات، والتهوية الجيدة، وغسل الأيدي بانتظام، والحصول على رعاية طبية في فترة مبكرة إذا ظهرت عليك أعراض المرض.