الثورة- هراير جوانيان:
ستكون العودة إلى المراكز المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا مكافأة الفائز بين برشلونة وأتلتيكو مدريد اليوم الأحد، إذ يسعى العملاقان إلى تسريع عملية النهوض من كبوة السقطات واستعادة روح المنافسة في الدوري الإسباني لكرة القدم ضمن المرحلة 23.
وعانى الفريقان من اضطرابات وتذبذبات هذا الموسم لم تكن حاضرة في سجلاتهما على مدى أكثر من عقد من الزمن، وبالتالي، سيكونان حاضرين في ملعب نيوكامب بأمل متجدد وتفاؤل بصفحة جديدة.
ويصادف اليوم الأحد مرور شهرين على تعيين تشافي هرنانديز مدرباً لبرشلونة، حينما كان الفريق في المركز التاسع في جدول الترتيب بفارق خمس نقاط عن صاحب المركز الرابع
.ولم يكن المسار منذ ذاك تصاعدياً دائماً، مع الفشل في التأهل إلى المراحل الإقصائية في دوري أبطال أوروبا، وخسارة لقبه في الكأس المحلية على يد أتلتيك بلباو 2-3 بعد التمديد في ثمن النهائي، وسقوطه بالنتيجة ذاتها في نصف نهائي كأس السوبر أمام غريمه التقليدي ريال مدريد.
وفي الليغا خسر النادي الكاتالوني على أرضه أمام ريال بيتيس 0-1، وتعادل مع أوساسونا 2-2 وإشبيلية وغرناطة بالنتيجة ذاتها 1-1.
وبرغم عودته إلى سكة الانتصارات في مباراته الأخيرة ضد ألافيس 1-0، إلاّ أن برشلونة افتقر إلى اللمسة والإبداع على عكس ما كانت عليه الحال مع نجمه الأسطوري ليونيل ميسي المغادر إلى باريس سان جيرمان الفرنسي الصيف الماضي.
وتحسنت النتائج مؤخراً، فلم يخسر برشلونة إلاّ مرة واحدة فقط في الدوري في مباريات تشافي العشر، علماً أن لاعب الوسط السابق أوجد خطة وأسلوب لعب شبيهتين بفلسفة النادي، برغم عدم قدرة لاعبيه على التقيّد دائماً داخل الملعب بما يُوضع على الورق.
وبرز عنصر الشباب في الفريق، حيث بات نيكو غونزاليس وغافي وبيدرو والأوروغواياني رونالد أراوخو يشكلون العمود الفقري لتشكيلة شابة، لكن الأهم نجاح برشلونة المتقدم للمركز الخامس مع 35 نقطة في سد الفجوة بفارق نقطة واحدة فقط عن أتلتيكو مدريد الرابع، ما يعني أن الفوز سيرفعه إلى أحد المراكز المؤهلة للمسابقة الأم للمرة الأولى منذ أيلول.
ويهدف النادي الكاتالوني للتخلص من ديونه الهائلة، والحفاظ على المواهب الصاعدة، وحتى التنافس على ضم أمثال المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند من بروسيا دورتموند الألماني في الصيف المقبل، ولكن كل ذلك يعتمد على دخول فريق المدرب تشافي دائرة الأربعة الكبار.
واكتست الأفكار الرومانسية حيال الأسلوب وجيل الشباب واقعية أقنعت تشافي ورئيس النادي خوان لابورتا بإعادة ضم المخضرم البرازيلي داني ألفيش وأداما تراوري والتعاقد مع مهاجم أرسنال الانكليزي، الغابوني بيار إيميريك أوياميانغ في صفقتين خلال الانتقالات الشتوية.
ويمكن أن يشارك أوباميانغ لأول مرة الليلة، رغم أن اللاعب لعب آخر مباراة له مع أرسنال في السادس من كانون الأول ، لذا من المرجح أن يكون على مقاعد البدلاء لحين استعادته لياقته البدنية.
وفي المقلب الآخر، تكمن مشكلة نادي العاصمة أتلتيكو في تلقي الأهداف بدل تسجيلها، وانهيار خطوطه الدفاعية التي اشتهر بصلابتها في الأعوام الأخيرة ما يعتبر السبب الرئيس في تذبذب مسار الدفاع عن لقبه.
واستقبلت شباك (كولتشونيروس) 26 هدفاً، أي أكثر بهدف واحد مما تلقته في 38 مباراة في الموسم الماضي.
ومع أربع هزائم متتالية في كانون الأول، لم تنته فقط آمال أتلتيكو باللحاق بجاره وغريمه ريال، بل أثيرت الشكوك حيال قدرة أتلتيكو على التعافي وحتى في شأن مصير مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني.
ويواجه أتلتيكو مضيفه برشلونة منتشياً بانتصاره الأكثر إثارة منذ شهور، إذ عاد من تأخر 0-2 ليهزم فالنسيا 3-2 في (واندا متروبوليتانو) في المرحلة 22 قبل التوقف لمدة أسبوعين بسبب النافذة الدولية.