الثورة – تحقيق – ربا أحمد:
يومياً نصادف صباحاً ومساء المتسولين في شوارع طرطوس من نساء وأطفال وعجزة، مشهد دائم يؤكد أن لا جهة معنية بالأمر وأن التسول وحاجة هؤلاء الناس باتت حالة روتينية وليست مشكلة من المفترض حلها، فالحفاظ على صحة وتعليم وكرامة هؤلاء الأطفال والنساء ربما لا تشكل أولوية، وليست من مهمة أحد.
*أبطالها أولاد ونسوة..
في أحد شوارع طرطوس يجلس ولدان يتسولان وعند سؤالهم عن السبب أجابوا: “نعيل أمنا لأن أبانا متوفٍ”.
وعند سؤال امرأة تتسول عند إحدى إشارات المرور عن السبب لم ترض الإجابة وهربت وتوسلت ألا أتواصل مع الشرطة، بينما يشتكي سكان بعض المناطق من كثرة المتسولين الذين يطرقون الأبواب طلباً للمال وغالباً تكون امرأة ومعها أطفال..
*ليس من اختصاصنا…
ولمعرفة كيفية معالجة هذه الظاهرة من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بطرطوس، تواصلنا مع مدير الشؤون “ولادة جلب” التي أكدت أنه وفقاً لقرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فإن التعاطي مع مشكلة المتسولين أصبح من اختصاص الشرطة في المحافظة، حيث ورد في القرار بأن تكلف الشرطة بضبط حالات التسول والتشرد وتخصص خطوط ساخنة للإبلاغ عن الأمر وتنظم الضبوط من قبل الشرطة لتحول إلى النائب العام أصولاً.
*تعهد خطي..
وعن دور الشؤون الاجتماعية أشارت إلى أن محافظة طرطوس لا تمتلك دار تسول وبالتالي غالباً إن لم يكن هناك أهل وذوي قربى للمتسول تتم إحالته إلى مكتب مكافحة التسول في محافظة دمشق وإن تواجد أهل يتعهدون خطياً بمنع تكرار التسول وغالباً لا يلتزمون.
*لا دار للمتسولين بطرطوس..
وعند سؤال مدير فرع الأمن الجنائي بطرطوس العقيد “آصف العلي” عن دورهم في ضبط هذه الظاهرة، أكد أنه منذ عدة أيام ألقى فرع الأمن الجنائي على ١٤ ولداً متسولاً وبينهم فتاة بعمر ٨ سنوات وجميعهم أحداث وغالباً من محافظات أخرى وتمت إحالتهم للقضاء وفي هذه الحالة لا مساءلة جزائية ولكن يتم تسلميهم إلى ذويهم أو إلى مختار الحي لعدم وجود دار تسول في المحافظة أو في غير محافظات، مستغرباً غياب مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل عن هذه الظاهرة بالكامل بالرغم من أنها اجتماعية وتحتاج لرعاية ومتابعة.