الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري دينا الحمد:
يشير التضارب في تصريحات المسؤولين الأوكرانيين حول مسألة إمكانية التخلي عن فكرة الانضمام إلى الناتو، تخبطاً واضحاً لدى دوائر القرار الأوكراني، إذ أعلن السفير الأوكراني في بريطانيا، فاديم بريستايكو احتمال تخلي كييف عن فكرة الانضمام للحلف، الأمر الذي رحبت به بريطانيا وأيدت هذه الفكرة، لكن سرعان ما ردت الخارجية الأوكرانية على سفيرها في لندن وشددت على أن مساعي أوكرانيا للانضمام للحلف الأطلسي يؤكده دستور البلاد.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليغ نيكولينكو، أعلن في هذا السياق أن سعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو مؤكد في دستور البلاد، ولا يجوز اتخاذ أي قرار مناهض لأحكامه.
وبحسب ما ذكرته وكالة تاس، فقد رد نيكولينكو على تصريح السفير الأوكراني في بريطانيا، حول استعداد كييف للتخلي عن رغبتها للانضمام إلى الحلف من أجل الحفاظ على السلام، وقال في حديثه لصحيفة “سيغودنيان” الأوكرانية: “بلا شك تستعد أوكرانيا للموافقة على كل أشكال الحوار من أجل السلام والحفاظ على حياة الناس. مشيراً إلى أن أفق تلقي العضوية في الناتو مؤكد في الدستور الأوكراني، وأن البحث عن الإجابة عن مسائل الأمن تعد مهمة أصلية بالنسبة لكييف، لكنه “لا يجوز اتخاذ أي قرار خلافاً للدستور الأوكراني”.
وبعد رد الخارجية الأوكرانية على تصريحاته، تراجع السفير الأوكراني في بريطانيا، عن تصريحاته، وقال بأن كلماته حول احتمال تخلي كييف عن الانضمام إلى حلف الناتو قد أسيء فهمها، مضيفاً أن كييف لن تتخلى عن سعيها للانضمام إلى الحلف.
وأضاف بريستايكو في بث لقناة “بي بي سي”: “السؤال الذي طرح أمامي يخلق فهماً خاطئاً. قلت إن أوكرانيا لا تعد عضواً في حلف الناتو الآن بالضبط ولذلك نستعد لتنازلات لمنع نشوب حرب… لكن ذلك لا يخص الناتو، إذ أن الأمر مسجل في الدستور”.
وزير الجيوش البريطاني جيمس هيبي علق بدوره على تصريحات السفير الأوكراني بخصوص إمكانية أن تتخلى كييف عن طلبها للانضمام إلى الناتو بغية تفادي اندلاع حرب مع روسيا، وقال إن المملكة المتحدة ستؤيد أوكرانيا إذا قررت التخلي عن فكرة الانضمام إلى الحلف في ظل خطر “الغزو الروسي الوشيك جداً” حسب تعبيره.
وخلال حوار له مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، شدد هيبي على أن أي حل سياسي للأزمة الحالية ينبغي ألا يمس سيادة أوكرانيا، مضيفاً في الوقت نفسه: “لكن إذا قررت أوكرانيا أنها لم تعد تعرض نفسها كعضو جديد في الناتو فإننا سنؤيد ذلك، ويعود هذا القرار إلى الحكومة الأوكرانية”.
وأعرب الوزير عن مخاوفه من أن “الغزو الروسي” لأوكرانيا أصبح الآن “وشيكاً جداً”، نظراً لتعداد القوات الروسية المنتشرة عند حدود هذا البلاد، مقراً في الوقت نفسه بأن ذلك “لا يعني بالضبط أنه سيحصل”.
في الوقت نفسه، أبدى الوزير البريطاني أمل لندن في تسوية الأزمة، قائلاً إن هناك أدوات دبلوماسية يمكن الاستفادة منها في هذه المسألة، منها اتفاقات مينسك و”آليات تعود إلى الحرب الباردة”.
ونفت روسيا مراراً وتكراراً وجود أي خطط لديها لمهاجمة أوكرانيا، متهمة الغرب بتأجيج هستيريا حول هذا الموضوع بغية ضخ أسلحة حديثة إلى هذا البلد.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد طالب المسؤولين الغربيين الذين يتحدثون عن “الغزو الروسي الوشيك” بتقديم أدلة تثبت صحة مزاعمهم.