مبدعون في الذاكرة

الثورة – نوار حيدر:

كتّاب كثر استطاعوا أن يتركوا بصماتهم في تاريخ الأدب، اجتازوا الزمن كشهاب قبس، استطاعوا أن يربطوا الماضي بالحاضر ليبقى شذاهم فواحاً في فضاء الإبداع، وكم من مبدع رحل عنا ولكن طيب ذكراه بقيت حيّة في كلماته وأعماله. فكيف يمكن أن نستعيد و نحيي ذكرى الأدباء المبدعين؟
رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور ابراهيم زعرور رأى أن الاهتمام بالكتاب والمبدعين يختلف بين مجتمع وآخر، وبين شعب وآخر، وهذا أمر مرتبط بالحالة الثقافية والفكرية لكل ما سبق، وإذا كان الأمر ينحصر في مجتمعنا لابد من الإضاءة إلى أن درجة الرعاية والاهتمام يمكن أن تحدد ما إذا كانت الدولة تقدم ماهو مطلوب.. أم أن هناك قصورا يبلغ درجة العجز أو التغييب أو التكريم الخجول في الحياة أو الممات على حد سواء.
ولا بد من الإقرار أن هناك محاولات خجولة جداً لا ترقى للمستوى المطلوب، والذي يليق بكرامة الكاتب وظروف حياته وعيشه في رحلة الحياة أو رحلة الموت.
فالكتاب المبدعون هم عقل الأمة وروحها ومركز العطاء لتنشئة وتربية الأجيال وإعدادهم وتأهيلهم للتمسك بالوطن والدفاع عنه في الداخل والخارج ومواجهة أي شكل من أشكال الغزو الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الاستعماري الاستيطاني الذي يستهدف الوجود التاريخي والحضاري والإنساني.
وهذا وسواه يرتب على الدول تقديم كل الإمكانات لتكون في خدمة الكتّاب والمبدعين لأن أمة من دون مبدعين وكتّاب ومفكرين تذهب لن يذكرها التاريخ.
ولا شك أن أعمال الكتّاب والمبدعين تخلدهم في الحياة والممات، لكن لابد أن يكون هناك برامج دقيقة تدرس في المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية لكل الأجيال ما استمرت الحياة، وأن تكون كل مراكز المشهد الثقافي وما يتصل بها مباشرة أو مداورة يحتضن ويرعى ويهتم بهؤلاء الكتّاب المبدعين لأنهم طليعة الأمة في البناء الإنساني المتوازن وطنياً وقومياً وأخلاقياً وغير ذلك.
ولا بد من تدريس إبداعاتهم في المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية، وأن يكون هؤلاء رموزا حقيقية في المتاحف الوطنية والمكتبات الوطنية العامة وفي المدارس والجامعات ومؤسسات الثقافة ووسائل الإعلام على تعددها المقروءة والمسموعة والمرئية، وأن يُكتب عنهم وعن إبداعهم وفكرهم، وأن يُحاط الكتّاب المبدعون بكل رعاية فلا يكون التكريم مناسبة عابرة تتمثل بتقديم مساعدة معنوية ومادية بل تكون الرعاية سلوكا ونمط حياة ونهجا كاملا.
بهذا المعنى نتطلع لأن يكون القائمون على المؤسسات الثقافية والإبداعية يملكون الفكر الإبداعي والإدارة القادرة على تقديم الأفضل خاصة نحن في سورية نخوض صراعاً حضارياً وتاريخياً مرتبطا بالوجود لأن الصراع مع أعداء الوطن صراع وجود وليس صراع حدود بوجود العدو الصهيوني المحتل لأرضنا والعدو الأمريكي والتركي وجحافل الإرهاب من كل حدب وصوب فليكن الجميع أمام مسؤوليتهم بتكريم الكتّاب المبدعين في الوطن.
فيما قال الناقد والمترجم حامد العبد:
يقول ونستون تشرتشل: أهون على بريطانيا أن تخسر كل مستعمراتها من أن تخسر سطراً واحداً كتبه شكسبير..
برأيي الأجدر بنا تكريم المبدعين وهم أحياء، وليس بعد أن يُواروا الثرى وبعد ذلك يجب أن نخصص لهم مدافن تليق بهم، كما هو الأمر في مصر على سبيل المثال، وأن ننحت لهم تماثيل تخلدهم….
هناك الكثير من الطرق لتخليد ذكراهم فيمكن أن نربطها بالمعاملات الرسمية والتجارية والخارجية لنذكر العالم بهم وهي إصدار طابع بريدي يحمل صورهم، أو إطلاق أسمائهم على الميادين العامة التي يستخدمها أكبر عدد من الناس، وليس فقط على هذه المدرسة أو تلك، وإن كان هذا ليس سيئاً في حد ذاته، ولكن ما يهمني أن يعرف عامة الناس أن هناك كاتباً مبدعاً يجب تقديره، ولم يمر مرور الكرام في وطنه، فنحن من أكثر دول العالم تقصيراً في هذا المجال..

آخر الأخبار
حرائق اللاذقية الأكبر على مستوى سوريا... والرياح تزيد من صعوبة المواجهة تحذير من خطر الحيوانات البرية الهاربة من النيران في ريف اللاذقية مدير المنطقة الشمالية باللاذقية: الحرائق أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار عودة جهاز الطبقي المحوري إلى الخدمة بمستشفى حمص الوطني الشيباني يبحث مع وفد أوروبي تداعيات الحرائق في سوريا وقضايا أخرى تعزيز دور  الإشراف الهندسي في المدينة الصناعية بحسياء وحدة الأوفياء.. مشهد تلاحم السوريين في وجه النار والضرر وزير الصحة يتفقد المشفى  الوطني بطرطوس : بوصلتنا  صحة المواطن  الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بريف دمشق  تعقد أولى اجتماعاتها  لأول مرة باخرة حاويات كبيرة تؤم مرفأ طرطوس  فروغ المحال التجارية والبحث عن العدالة.. متى ظهرت مشكلة الإيجار القديم أو الفروغ في سوريا؟ وزارة الإعلام تنفي أي لقاءات بين الشرع ومسؤولين إسرائيليين معرض الأشغال اليدوية يفرد فنونه التراثية في صالة الرواق بالسلميّة تأهيل شبكات التوتر المتوسط في ريف القنيطرة الشمالي مُهَدّدة بالإغلاق.. أكثر من 3000 ورشة ومئات معامل صناعة الأحذية في حلب 1000 سلة غذائية من مركز الملك سلمان للإغاثة لمتضرري الحرائق بمشاركة 143 شركة و14 دولة.. معرض عالم الجمال غداً على أرض مدينة المعارض مناهج دراسية جديدة للعام الدراسي القادم منظمة "بلا حدود" تبحث احتياجات صحة درعا "18 آذار" بدرعا تدعم فرق الدفاع المدني الذين يكافحون الحرائق