الثورة – همسة زغيب:
استضاف المركز الثقافي في أبو رمانة حفل توقيع المجموعة الشعرية الأولى “حواءات التفاح” للشاعرة لمى الحسنية وسط حضور عدد من الأدباء والباحثين الذين قدموا قراءات في مضامين هذه المجموعة.
الديوان الشعري صادر عن سلسلة الإبداع العربي، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب لعام 2021. حيث نقرأ نصوص الحبّ والشعر معاً في حواءات التفاح فهي تهدي حبيبها “جهنم صغير”.
وتتجلّى في النصوص لحظات التحدي والشموخ، بشكل فردي أو جماعي، حيث اعتمدت الشاعرة في مجموعتها الشعرية على الأسلوب النثري بعيداً عن المباشرة بالإنتقال بين حالات الإنسان المختلفة، فهي جمعت حالات مختلفة من الحب والحرب والطبيعة والهواء والضعف وتقلبات الحياة المختلفة معتمدة على حسب أفكار وذكريات من ماضي الطفولة.
وقدمت الشاعرة قصائدها بطريقة غنية فيها التنوع والتجديد، حيث جمعت النصوص الشعرية الواقع والخيال ولحظات الألم المختلفة، ضمن 117 صفحة من القطع المتوسط موزعة على 38 قصيدة بعلاقة جدلية بين أدم وحواء.
وقد أوضح الشاعر الدكتور أسامة حمود عضو اتحاد الكتاب أن الديوان حقق شروط القصيدة النثرية وأخذت القارئ إلى فضاءاتها الخاصة بذكاء، لافتاً إلى أن النصوص جاءت مكثفة وعميقة وذات دلالات رمزية شفافة إضافة إلى إنها تحمل هموم الإنسان وتغوص إلى أعماق الوجدان بطريقة مؤثرة.
وأما الشاعرة لمى الحسنية فقد قالت: إن معظم القصائد تلتف حول العلاقة الجدلية بين ثالوث الخلق (أدم – حواء – التفاحة) وقصة نبض الحياة (الحب) من الأزل إلى الخلود. كما أن هناك نصوصا متفرقة حول بلدي الجريح سورية مثل قصيدة “يا إلهي”. ونص طويل بعنوان “رقصة الالهام” يتحدث عن آليات خلق الشعر (الكتابة الإبداعية عموماً) قبل التجسيد الكتابي، لأن الشعر يعيش فينا ومعنا أينما اتجهت ركائبنا، أما التجسد الكتابي فهو هيئة مادية محسوسة لأفكار يتناولها الكاتب خلال الكتابة أو قبلها.
وقد شرحت معنى إحدى القصائد وهي قصيدة ”بين جبلين متقابلين“ إنها تشبه مشاهد سينمائية دقيقة توصف حدث حميمي يدور مع الجسد البشري، برموز شعرية متعددة، فتكون تارة الغابة بشجرها وارتفاعاتها وانخفاضاتها، وتكون تارة أخرى التاريخ من خلال جسد المسيح المصلوب، ومرة ثالثة تكون الفردوس بنعيمه.
أما الخصائص الفنية للديوان فقد تتجلّى في وحدة الموضوع وتنويعاته وتكامل بنائه العضوي والفنّي رغم وجود بعض القصائد المركبة التي تعكس الحالة الواقعية التي تعيشها الشاعرة من عشق وحزن و قلق وجداني، فهي العاشقة والمعشوقة و هي الباحثة عن الحب، ومصدر الحب يدور في فلكها كون شعري فسيح اختارت له من أجمل الأبيات الشعرية.
لمى الحسنية هي شاعرة وكاتبة ومدرسة لغة إنكليزية بجامعة دمشق وجامعة القلمون منذ 2007، عملت صحفيّة ومدققة ومحررة في جريدة السيرياتيمز منذ 2013، تكتب بعدد من المواقع الإخبارية والثقافية باللغة العربية، مصوِرة فوتوغرافية لديها عدد من المعارض الفردية، منها معرض التصوير الضوئي بخان أسعد باشا، 2018 و ظلال السكون 2019 في المركز الثقافي العربي، أبو رمانة و Flame في كلية الفنون التطبيقية، جامعة القلمون، 2020.
