الملحق الثقافي:
كان القباني، المولود 1852، نموذجاً للانفتاح الفكري والعقلاني على الثقافات التي تفتح نافذة جديدة على المستقبل، وفق قناعته الراسخة التي سببت له الكثير من المشكلات التي واجهها بروح التصميم، فكان له أن أطلق المسرح، هذا الفني الجميل والعظيم، في سورية بريادة محسوبة له في إدخال الفن الغنائي كعنصر مكون حتى أطلق عليه الكاتب عادل أبو شنب « المؤسس الأول لما عرف بالمدرسة الشامية التي اعتمدت على دمج التمثيل بالغناء بالرقص «..
مسرح القباني استمر في دمشق لمدة سنة وتسعة أشهر، وفق أبي شنب، بين عامي « 1882و1884 « قدم خلالها الكثير من العروض المسرحية التي تراوحت بين أعمال مترجمة وأعمال ألفها بنفسه مستلهماً التراث الفكري والثقافي للحضارة العربية الإسلامية مدخلاً الغناء والرقص كعناصر أساسية في عمله..
لكن المزاج الشعبي آنذاك وجد في أعماله تخريباً للذوق السائد واعتداء على الأخلاق، في تلك المرحلة، رغم رقي مسرحه لكن أخذوا عليه ما ردده الأولاد المدفوعون لذلك ليكون القشة التي قصمت ظهر الفن الناشىء ..ومنها نقتطف:
أبو خليل القباني
يا مزيف البنات
أرجع لكارك أحسن لك
أرجع لكارك نشواتي
أبو خليل القباني
يا مرقص الصبيان
أرجع لكارك أحسن لك
أبو خليل القباني
بعد ذلك أغلق المسرح وانتقل لمصر حيث قدم فنه، ولقي نجاحاً كبيراً لكن الحساد لاحقوه فعاد لدمشق ولم يتحمل طويلاً ليعود لمصر مجدداً من أجل فنه..
ما سبق مجرد سطور من رواية حياة مليئة بعطاء فكري وفني كان له أن يشهد ظهور المسرح السوري على يدي هذا المبدع الذي جمع بين عدة فنون..
التاريخ: الثلاثاء22-3-2022
رقم العدد :1088