الثورة:
الأدب مسؤولية والكلمة موقف والكاتب أو الفيلسوف ليس خارج التزام المواقف القيمية التي تدافع عن الحق والجمال وإذا لم يكن نتاجه وموقفه هكذا فهو خارج التصنيف الفاعل و الحقيقي لبناء الإنسانية.
اللافت في بعض مواقف الكتاب الغربيين أنها تتحول إلى غير ما هو الصواب ومع الحقيقة .
تمر هذه الأيام ذكرى رحيل سارتر فيلسوف الوجودية ومباشرة تقفز إلى الذهن مواقفه في آخر حياته من القضايا العادلة وكانت منذ أربعة عقود من الزمن تقريبا خصصت أخبار الأدب المصرية حيزا واسعا للحديث عن سارتر..
ثمة سؤال مهم كما أتذكره كان ..لماذا انقلب سارتر على تأييده للنضال العربي ضد الصهيونية وكان قد زار من قبل مصر والتقى الكثيرين من أبناء فلسطين .. وخصصت حينها مجلة الطليعة عددا كاملا للزيارة..
المهم في الإجابة أن سكرتيره اليهودي في أيامه الأخيرة قد جعله اي سارتر كما يقول من أجاب.. جعله متخصصا في معرفة مقاييس السراويل الداخلية للفتيات اليهوديات اللواتي أحاطه بهن ..
اليوم أعيد قراءة الكثير عن سارتر لأجد أن الإجابة السابقة كانت صحيحة تماما ..كتاب سارتر وسيمون وجها لوجه ..يؤكد ذلك ..كتاب مراسم الوداع ايضا يقول ذلك …الكتابان يقران بأكثر من ذلك لكن بأسلوب آخر…
محطات
(كان سارتر رفيقا دائما للفيلسوفة والأديبة سيمون دي بوفوار، التي أطلق عليها أعداؤها السياسيون “السارترية الكبيرة”. برغم أن فلسفتهم قريبة إلا أنه لا يجب الخلط بينهما. لقد تأثر الكاتبان ببعضهما البعض.
وأعمال سارتر الأدبية هي أعمال غنية بالموضوعات والنصوص الفلسفية بأحجام غير متساوية مثل الوجود والعدم (1943)، والكتاب المختصر الوجودية مذهب إنساني (1945) أو نقد العقل الجدلي (1960)، وأيضا النصوص الأدبية في مجموعة القصص القصيرة مثل الحائط، أو رواياته مثل الغثيان (1938)، والثلاثية طرق الحرية (1945).
كتب سارتر أيضا في المسرح مثل الذباب (1943) والغرفة المغلقة (1944) والعاهرة الفاضلة (1946) والشيطان والله الصالح (1951) ومساجين ألتونا (1959) وكانت هذه الأعمال جزءا كبيرا من إنتاجه الأدبي. في فترة متأخرة من عمره في عام 1964 تحديدا، أصدر سارتر كتابا يتناول السنوات الإحدى عشر الأولى من عمره بعنوان الكلمات بالإضافة إلى دراسة كبيرة على جوستاف فلوبير في كتاب بعنوان أحمق العائلة (1971-1972). لقد أصدر أيضا دراسات عن سير العديد من الكتاب مثل تينتوريتو ومالارميه وشارل بودلير وجان جينيه. كان سارتر يرفض دائما التكريم بسبب عنده وإخلاصه لنفسه ولأفكاره ومن الجدير بالذكر أنه رفض استلام جائزة نوبل في الأدب ولكنه قبل لقب دكتور من الجامعة
وكما أسلفنا بعدما وصل لآخر سنوات حياته، اهتم سارتر بالشرق الأوسط و. كان في البدايات يندد بالأحوال المعيشية التي لا يحسد عليها الفلسطينيون لكنه انحرف عن مواقفه فيما بعد ويشير إلى ذلك أيضا إدوارد سعيد في مذكراته خارج المكان
وفي 1976، قبل سارتر تكريماً وحيداً في حياته وهو الدكتوراه الفخرية من جامعة اورشاليم العبرية وقد تلقاها من سفارةالكيان الصهيوني بباريس بواسطة الفيلسوف إيمانويل ليفيناس. لقد فبل هذه الجائزة وبدأت رحلة التغيير والانصراف إلى ما أعده له مدير مكتبه الصهيوني الذي تسلط عليه في سنواته الأخيرة