الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
ما بين دمشق والقدس علاقة مميزة نسجت عراها علاقات ووشائج الأخوة تداخلت فيها روابط فلسطين مع سورية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، عززتها عوامل الصمود والتصدي للمشروع الصهيوني منذ أيام صلاح الدين وتحرير بيت المقدس، مروراً بأواخر القرن التاسع عشر الذي حمل للمنطقة مشروع زرع كيان الاحتلال على أرض فلسطين في قلب الوطن العربي، الأمر الذي استنفر دمشق قلب العروبة النابض مذ ذاك الوقت وإلى الآن لتدفع الظلم والاحتلال والعدوان عن القدس، وتقف إلى جانب فلسطين الشعب الشقيق والقضية المركزية في صراعها مع العدو الصهيوني وسعيه لتحقيق حلمه ومشروعه العنصري.
“ما بين دمشق والقدس.. الزمان والمكان” كان عنوان المحاضرة التي دعت إليها مؤسسة القدس الدولية – سورية واللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني والفصائل الفلسطينية المقاومة بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وألقاها الدكتور محمد شريف الصواف رئيس جامعة بلاد الشام بالمركز الثقافي العربي بحي أبو رمانة.
الصواف: ستبقى دمشق إلى جانب القدس
وتحدث الدكتور الصواف حول أهمية الوعي التاريخي للعلاقة ما بين دمشق والقدس ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، مشيراً إلى أهمية ما يجمعهما من صمود ومواجهة الغزوات الأجنبية والاستعمارية منذ أيام الفرنجة وحتى الآن في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
ونوه الدكتور الصواف باستقبال دمشق الأشقاء المقدسيين الذين هاجروا من القدس هربا من بطش الفرنجة واستقبلهم أهل دمشق في بيوتهم وبصدر رحب كعادة أهل سورية في استقبال الأشقاء والغرباء قديماً وحديثاً، هذا الاستقبال الذي أدهش المؤرخين والعالم، فلم تنصب الخيام لهم ولم تدع المنظمات الدولية لترفع تقاريرها عن أحوالهم وهو ما يجده الأشقاء الفلسطينيون الذين يعاملون في سورية معاملة مواطنيها.
وأكد المحاضر أن هذه الحالة الحيوية الصحية والبيئة الدمشقية المريحة ساعدت العلماء المقدسيين على مواصلة علمهم وإنشاء مدارس كالمدرسة العمرية، والمشاركة في بناء دور العلم والجامعات والانضمام إلى جيش تحرير بيت المقدس بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي.
وأشار إلى الآفة التي ابتليت بها مسيرة تحرير القدس، وهي التطبيع مع العدو التي بدأت من قبل البعض مع الفرنجة ومستمرة اليوم مع العدو الإسرائيلي.
وأشاد بحكمة قيادة السيد الرئيس بشار الأسد ودوره في الدفاع عن القضية الفلسطينية وجعلها قضية مركزية حيوية في وجه محاولات أمريكا لطمسها وطمس الهوية الوطنية الفلسطينية وإزالتها من الوجود.
ولفت الدكتور الصواف إلى أهمية الإرادة الشعبية الداعمة للقيادة السورية الشجاعة التي تتعرض للعدوان والاحتلال والحصار بسبب مواقفها الثابتة والدفاع عن فلسطين.
وقال: نحن نعيش في سورية اليوم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد المشروع الحضاري مشروع الأمل بالعمل الذي سيدفع نحو تحرير القدس وفلسطين كلها تحريرا حضاريا وليس عسكريا كما حصل أيام صلاح الدين، وستبقى دمشق إلى جانب القدس كما كانت من قبل مهما كانت الظروف والتحديات.
المفتاح: ما يربط سورية وفلسطين يعزز الصمود في وجه الاحتلال
وقدم للمحاضرة الدكتور خلف المفتاح المدير العام لمؤسسة القدس الدولية- سورية بالإشارة إلى مكانة القدس الدولية باعتبارها رمزاً لقضية تحرر وطني وعربي وإسلامي وعالمي لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي والغربي، منوهاً بمبادرة الإمام الخميني بإغلاق سفارة الكيان الإسرائيلي في طهران وطرد موظفيها واعتبار آخر جمعة من رمضان كل عام يوما للتضامن مع القدس وفلسطين.
وأكد الدكتور المفتاح على أهمية الروابط التي تجمع دمشق والقدس وأن ما يربط سورية وفلسطين يزيد الصمود في مواجهة الاحتلال ودعم القضية الفلسطينية المركزية في وجدان العرب والعالم. وقال: إن طبيعة الشام ودمشق كانت عاصمة للجميع وعاملا حيويا لاستيعاب كل ألوان الثقافة وتفاعل الحضارة الإنسانية .
وأعقبت المحاضرة مداخلات هامة أكدت أهمية التواصل ما بين دمشق والقدس باعتباره نواة تحرير القدس وإفشال المشروع الصهيوني وإعادة فلسطين والأمة إلى دورها الحضاري الإنساني في العالم.
حضر الفعالية خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني والدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني والمشروع الصهيوني، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني والمستشار الثقافي الإيراني بدمشق، وحشد من النخب الفكرية والسياسية.